كتبت-يارا محمود:
سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على أول فتدق إسلامي في مدينة الغردقة السياحية، وقالت أنه في نهاية الأسبوع الماضي احتفل أصحاب فندق "فور ون" بطريقتهم الخاصة في التخلص من المشروبات الكحولية، وبحضور شيخ سلفي وسط هتافات "الله أكبر"، وهو الحدث الأول من نوعه في الغردقة.
وأوضحت الصحيفة أن الفندق لا يقدم لزواره المشروبات الكحولية، ويوجد طابق خاص بالنساء وكذلك حمام سباحة خاص بهن، ولكن فندق "فور ون" ليس أول فندق لا يقدم الكحول، كما أن هذا النوع من العمل التجاري كان موجودا قبل ثورة مصر لكن نظرا للموقع السياحي على وجه التحديد الموجود فيه هذا الفندق، وطبيعتها فى الفصل بين الرجال والنساء، فإنه يعتبر بالنسبة للبعض واحدا من عدة تطورات تشير إلى أن مصر أصبحت أكثر "أسلمة" منذ سقوط مبارك.
ونقلت الصحيفة عن عبد الباسط عمر، صاحب الفندق قوله إن: "النساء يخصص لهن افراد أمن من الإناث، ولديهم خيار السباحة في بركة منفصلة، وتمت إزالة صور شاكيرا وغيرها من على الجدران".
وقال أحد زوار الفندق: "الفندق يتيح فرصة الاستمتاع بالسياحة بطريقة لا تتعارض مع معتقداتي، ويمكن للمرأة الأستمتاع بالسباحة دون مشكلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن السياحة الغربية في مصر تراجعت منذ الثورة في 2011، حيث قال أحد أصحاب الفنادق المحلية أن نسبة اشغال الفدق لا تتعدى 50%،وفي ضوء ذلك ينظر للفندق الإسلامي على أنه محاولة ذكية لجذب السياح المحافظين من دول الخليج ومصر أيضا.
ورأت الصحيفة البريطانية أن الإسلاميين ليسوا كتلة متجانسة، فالسلفيون المتشددون على خلاف متصاعد مع الإخوان المسلمين الذين يمثلون أكبر قوة سياسية في مصر. لكن بشكل عام أكثر، فإن كلا الجانبين وأفكارهم أصبحت مرئية على نحو متزايد.
وأضافت الصحيفة أنه فيما تسيطر الأحزاب الإسلامية على الأغلبية في البرلمان، سعى الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان لتقديم مشروع الصكوك، كما أن المغنيين الإسلاميين الذين كانوا محظورين في حكم مبارك يعودون مرة أخرى، والقيود المفروضة على الكحوليات زادت، في حين ظهر مقهى سلفي جديد في أحد أحياء شرق القاهرة، وفي الغردقة هذا الأسبوع، أدت تهديدات الإسلاميين على إغلاق مسرحية مناهضة للإسلاميين.
وبحسب "جارديان", فقد أكد الليبراليون واليساريين أن الثورة المصرية ضمت أصوات تقدمية أيضا مثلما ضمت أصوات محافظة. وقال خالد فهمي، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة :"إن تسليط الضوء على السلفيين أو الإخوان يغييب الصورة الأكبر، ورغم أننا بالتأكيد شهدنا منذ الثورة خطابا دينيا واضحا جدا وحتى متطرفا، إلا أننا رأينا أيضا ثورة مذهلة فى الفن والموسيقى والشعر".
وأوضح فهمي أن فنانين الجرافيتي الذين تغطي رسوهم قلب الكثير من المدن المصرية، والشعراء السياسيين مثل مصطفى إبراهيم، والأحداث الفنية مثل مهرجان الفنون المعاصرة في القاهرة،كل هذه الأعمال تم تمكينها بفضل الفراغ السياسي الذى خلقته الثورة.