«الفريق أول عبدالفتاح السيسى لديه عقلية هندسية ماهرة... »، كلما تفنن مرسى فى الثناء على السيسى خشيت على الفريق، يا خوفى يا بدران، الرئيس عندما يشكر يغدر، ولدغته بالقبر، مرسى فى الكرسى ميعرفشى أبوه، يقطع صباعه.
قبلاً قدم تحية إجلال وتقدير إلى قادة المجلس العسكرى، معلوم لولا مجلس طنطاوى وعنان لما تبوأ مرسى، أثنى عليهما بحرارة فى إدارة الانتخابات التى أوصلته (زوراً وبهتاناً) إلى الحكم، ولما تمكن (من التمكين) أخرجهما بليل، بسيناريو مهين، وقلدهما نجمة سيناء، ذراً للرماد فى عيون الجيش.
ولولا موقف «جماعة فيرمونت» التى لا يشكك فى انحيازها للصف الثورى، إبان جولة الإعادة، لما وصل مرسى إلى ما وصل إليه قبل أن ينَكصَ على عَقِبَيْه، ويكون لعهدها من المنكرين.
مرسى زى القطط ياكل وينسى، لا يعترف بالجميل لأحد، سوى جميل خيرت الشاطر، أنفق 600 مليون جنيه لإنجاحه، ولا يسمع ولا يطيع إلا لبديع، يتمتم كل صباح، بأبى أنت وأمى يا بديع!!
لا يعرف الفضل لذوى الفضل إلا ذوو الفضل، من شلح طنطاوى وعنان وهما من أديا التحية التى شرعنت حكمه، ومن تنكر لمجموعة فيرمونت التى عصرت على نفسها الليمون، لا يؤمَن جانبه وإخوانه، جماعة المقطم بطبعها ناكرة للجميل، جميل شركاء ثورة الميدان (الثوار يُقتلون ويُعذبون ويُحاكمون ويُسجنون)، حتى أصدقاء معركة الشريعة (حزب النور نموذج ومثال).
إذا كان مرسى معجباً قوى بالسيسى، ويصفه بالعقلية الهندسية الماهرة، فلماذا يطلق زبانية المقطم فى أثره مسعورين، منهم من يهزّ ذيله، ومنهم من يهزّ وسطه، نازلين تقطيع فى بزته العسكرية التى تحمل شرفاً لا يستوعبونه، شرف العسكرية المصرية التى بها لا يعترفون، على آخر الزمن ابن الأمريكية يتهكم على ابن المصرية، زمن نامت نواطير مصر عن ثعالبها فما بشمن ولا تفنى العناقيد، صحيح الانصاص قامت والقوالب نامت.
«إحنا إيدينا تنقطع قبل ما تتمد على الشعب المصرى»، كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فى الميزان، حبيبتان إلى المصريين قال بهما السيسى، يا داهية دقى فى الدقى، لطم خدود، وشق جيوب، مأتم فى المقطم، وسرادق فى الاتحادية، وجن جنون ابن الأمريكية.
كلمتين اتقالوا، اتقالوا، شالوا الصبر من الرئيس، وصحوا بديع على الحقيقة المُرَّة، الجيش العقبة الكؤود فى سبيل التمكين، بديع لا يخفى حقده الدفين، وسبق له التصريح، وخشى ونكص على عقبيه عندما زمجر الجند فى وجه الرئيس، عاد يلحس كلماته البغيضة، وكان من المعتذرين غصباً وكرهاً.
نفر من الإخوان والمتأخونين يسوؤهم رمزية السيسى الوطنية التى تتأكد كل يوم على المسرح السياسى، ليس فقط على مسرح الجلاء، منظومة السيسى العسكرية الناجزة فى الحياة المدنية، تلك التى يتفاخر بها مرسى ويفتتح، تكشف فشل منظومة مرسى الإخوانية، كل منجز للقوات المسلحة ينغّص عليهم حياتهم، ويكدّر عليهم عيشهم، ويمرّر أيامهم، ويقصّر عمرهم فى حكم مصر.
مرسى يشكر السيسى من وراء قلبه، اللى فى القلب فى القلب، مرسى مجبر على اللجوء العاطفى للجيش، حكومة عارية من ملابسها، لا تجد مشروعاً يستر عورتها، وجماعة ضُبطت فى أوضاع مخلة بالمصرية، مجبر أخاك لا بطل، لا يهم أن تسكن قمة جبل المقطم وتطل على الناس من علٍ، المهم أن تعبّد طريقاً صاعداً إلى القلوب، السكن المفروش لا يدوم طويلاً.