من اللطيف جدا أن تقرأ رسائل المرشد الأسبوعية.. خصوصا بعد تطعيمها برؤى سياسية ليبدو المرشد العام لجماعة الإخوان رجلا فاهما فى السياسة.. ويقود البلاد الآن، خصوصا فى وجود رجل يثبت كل يوم أنه فاشل وعاجز مثل محمد مرسى.
ومع أن هذا المرشد الحالى رجل لا علاقة له بالسياسة أو غيرها، وربما بالطب البيطرى أيضا أو النباتات، فهو يبجل ويحيى نائبه خيرت الشاطر.
ورسائل المرشد موروثة.. ولكن تطورت عبر السنوات الأخيرة.. ولا يكتبها المرشد بنفسه إنما تجرى مناقشة النقاط التى سيتم صياغتها فى البيان عبر مجموعة من أعضاء مكتب الإرشاد.. وتكليف أحد إعلامييهم بكتابة الرسالة، وفى الغالب يكون مسؤول موقع «إخوان أون لاين».. وبالطبع تجرى مراجعتها حتى يمكن حشد آيات قرآنية فى البداية والنهاية ووسط الكلام.
ومن تلك الرسائل السياسية الدينية رسالة أمس الخميس، وبالطبع بمناسبة عيد العمال كان لا بد أن تعرج الرسالة على احتفالات عيد العمال.. وبالطبع لا بد من الإشارة إلى النظام السابق.
يقول المرشد فى رسالته الأسبوعية المكتوبة باسمه: «.. وقد رأينا فى العهد البائد كيف ظُلم العمال وأهدرت حقوقهم وسُرق ناتج عملهم، وهُرّب لخارج البلاد، فلم يتركوا لهم إلا الفتات، بل وصلوا فى الإجرام إلى غلق مصانعهم وتعطيل إنتاجهم وبيع شركاتهم بأبخس الأسعار، ومحاولة خديعتهم بالمعاش المبكر والمكافآت الهزيلة لنهاية حقوقهم، فحوَّلُوهم إلى جيوش من العاطلين وهم بعد فى ريعان الشباب وقمة العطاء، ووصل الأمر فى الفساد والإفساد إلى سرقة مقاعدهم فى مجلسى الشعب والشورى، فيصبح من لا يستحق عمالا وفلاحين! ويحرم العمال الحقيقيون من أن يسمع لهم صوت أو يحترم لهم رأى، يطالب بحقوقهم ويمثل مصالحهم».
وتضيف الرسالة: «آن الأوان الآن أن ترد الحقوق إلى أصحابها، وأن تعود إلى العامل كرامته وحريته، وأن ينال ناتج عمله وثمرة جهده كفاية وعدلا، بل غنى ورفاهية، وأن يكوت صوته مسموعا فى حرية وشجاعة وقوة، وأن تعود إليه مصانعه التى خُرِّبت وشركاته التى نهبت ومؤسساته التى بيعت بأبخس الأثمان».
ثم توجه الرسالة العمال إلى العمل بلغة إنشائية ركيكة على طريقة محمد مرسى فى الحب والحضن وغير ذلك وعلى طريقة الإخوان فى دوران العجلة: «كل المطلوب الآن أن يعود العمال إلى مصانعهم وشركاتهم بشوق وحب وإيمان، وأن يعملوا بجد واجتهاد لتدور عجلة الإنتاج من جديد فيفيض الخير ويعم النفع ويكثر الإنتاج، وهم مطمئنون أن ناتج جهدهم وعرقهم لن يأخذه أحد غيرهم وسيعود إليهم وإلى أبنائهم وإلى الوطن كله وهم أهم جزء فيه».
يا سبحان الله!
النظام السابق الذى كانوا يتعاونون معه، بل وصل الأمر بهذا المرشد محمد بديع أن يعلن أن مبارك أب لكل المصريين.. ولم يكن الرجل لديه أى مانع فى أن يرث جمال مبارك الحكم.. وقد عرض ذلك فى إطار صفقة يتم خلالها الاعتراف بجماعة الإخوان.
يا له من كذب بيّن.
قد يجوز لقوى ثورية أصلية وحقيقية أن تطلق على نظام مبارك نظاما بائدا.. إنما لا يجوز أبدا لمحمد بديع وجماعته أن يطلقوا على نظام مبارك أنه بائد.. وإلا فهم يندرجون أيضا تحت نفس الوصف.
فقد كانوا مشاركين للنظام البائد.
وكانوا متحالفين معه.
وكانوا يتركون الدوائر الانتخابية لرموز النظام البائد.
وكانوا يقسمون الدوائر من خلال أمن النظام البائد.
وهم الذين هرولوا للتفاوض مع النظام البائد.. والثوار يصرون على وجودهم فى الميدان حتى يرحل النظام البائد.
إذن الإخوان هم جزء من النظام البائد.
وبعدين إيه حكاية عجلة الإنتاج تدور.. فماذا فعل الإخوان ومندوبهم محمد مرسى للعمال أو حتى للموظفين أو حتى لأى بنى آدم فى مصر؟
لم يفعلوا شيئًا.. اللهم إلا مزيدا من الفشل والعجز.
وظهر الإخوان أنهم ينصبون على الناس ورسائل المرشد توضح ذلك.
إنهم يسوقون البلد إلى العجز.. والتسول من كل اللى يسوى واللى مايسواش.
إنهم يأخذون البلد معهم إلى الانهيار.
ومع هذا تخرج رسائل المرشد الركيكة بتصديرها بآيات قرآنية وختامها كذلك.. رغم أنها تحمل الكذب للناس.
.. الشعب يريد الخلاص!