لم يجد محمد مرسى أى صدى لخطابه عمال الحديد والصلب، الذين حضروا لقاءه بعد تفتيشهم، من أنه مهندس فلزات، فاستعان بعبد الناصر، فوجد ترحيبا وتصفيقا، ليثبت مرسى أنه رجل متناقض ومسؤول عن إدارة البلاد فإذا به لا يعرف شيئًا ولا يقدّر أمر هذا البلد الذى شاءت ظروفه أن يأتى يكون رئيسا له!
فهو الرجل الذى هاجم الستينيات وعبد الناصر فى أول خطاب له فى ميدان التحرير عندما فتح صدره أمام الجميع متعدّيًا الحرس الخاص «وهو أمر لا يستطيع فعله الآن بل ربما لا يستطيع أن يقف على منصة مرة أخرى» وتهكم على فترة عبد الناصر «وما أدراك ما الستينيات» والآن يستعين بجمال عبد الناصر ليُظهر نفسه أمام العمال أنه معهم على طريقة عبد الناصر، فالرجل ليس لديه أى أفكار ولا أى مشروعات لإدارة البلاد حتى ولو تكلم عن القطاع العام فكلامه تحصيل حاصل وليس هناك قطاع عام الآن، بل إن سياساته التى يمشى عليها هى ضد القطاع العام، وليسأل خيرت الشاطر وحسن مالك وسيجد عندهما الإجابة الواضحة فى التخليص والسمسرة وتجارة التجزئة والبقالة لا الصناعات والقطاع العام.
مشروع النهضة طلع فنكوش، ولم يستطع محمد مرسى خلال الفترة الماضية الحديث عنه ولم يأتِ على لسانه أى نهضة، فالرجل تركوه دون نهضة وينتظر دائمًا تعليمات مكتب الإرشاد.
والرجل منذ ما يقرب من 10 أشهر فى مندوبية الرئاسة لم يقدم شيئًا أو موارد جديدة للبلد وحتى المصدر المضمون للبلاد السياحة أغرقها تمامًا ولم تعد على يديه خدمة أو صناعة، ولم يقدم أى شىء للصناعة والمصانع القائمة تغلَق يوميا بفضل ارتفاع الخدمات وارتفاع أسعار الدولار، ولم يقدم أى شىء للعمال بل يشويهم ليلا ونهارا بالأسعار المرتفعة واختفاء الخدمات وضياع الدولة فكيف يقدم الرجل شيئًا، وهو ليس لديه أى شىء!
كل ما يملكه الآن هو الاقتراض الذى كان يعتبره حراما ومن أعمال الشيطان فأصبح يقترض من أى أحد مقابل فوائد عالية لا أحد يعرف كيف يتم سدادها، فهو يغرق البلاد فى الفوائد والديون وكأنه يستعيد أيام ديون الخديو سعيد ربما لأنه يقيم الآن فى قصوره التى تركها ويستمتع بها ولا يدرى فى البلاد شيئًا، فهو لا يعرف شيئًا عن العمال رغم محاولته نفاقهم، ولا يعرف شيئًا عن الصناعة والقطاع العام رغم استعانته بعبد الناصر... يثبت محمد مرسى كل يوم أنه فاشل وعاجز عن إدارة البلاد، وليس هناك أى أمل فى إصلاح منه.
رجل لا يدرى ما يحدث فى البلاد، ويسير بتعليمات من قياداته فى جماعته باعتباره تربَّى على السمع والطاعة، لن يفلح هذا البلد ما دام يحكمه الإخوان عن طريق مندوبهم فى الرئاسة..
لن يفلح هذا البلد فى ظل دستور مشبوه..
لن يفلح هذا البلد فى ظل اعتداء مرسى على القضاء..
لن يفلح هذا البلد بسياسات مرسى وجماعته التى لا تعرف شيئًا عن الاقتصاد سوى تجارة البقالة والتجزئة.
ولا أعرف ولا يعرف غيرى لماذا يتمسك مرسى حتى الآن بكرسى الرئاسة وهو لا يفعل شيئًا؟!
إنه يُغرِق البلد بإدارته الفاشلة وتبعيته لرجال مكتب الإرشاد والسمع والطاعة لهم وهو أولى عنده من تبعيته للشعب.
إنه فعلا رجل بلا دم..
إنه فعلا صاحب جلد تخين..
الشعب يريد الخلاص.