صدق توقعى بأن الرئيس محمد مرسى سوف يحتفل بعيد العمال بنفس ذات الطريقة التى كان يحتفل بها الرئيس المخلوع، وأن الإخوان المسلمين محافظون تماما على انتهاج ذات أساليب الحزب الوطنى المنحل.
فيوم الثلاثاء 30 أبريل -خد بالك مش الأربعاء 1 مايو- سيذهب أعضاء اتحاد العمال الحكومى وأعضاء مجالس إدارة النقابات العامة التابعة له، والتى أعيد تشكيلها بفعل التعديل 97 الذى أدخل على قانون النقابات العمالية وأيضا باستغلال سلطة وزير القوى العاملة فجاء التشكيل فى أغلبه مزيجًا من نقابيين من أعضاء بالحزب الوطنى المنحل ونقابيين من الإخوان المسلمين إلى قصر القبة للاحتفال بعيد العمال، الذى جعلنى أتوقع أن ذلك سوف يحدث أن الإخوان المسلمين ينتهجون سياسات السوق الرأسمالية المعادية للعمال، تلك السياسات التى تبناها الرئيس المخلوع، وأن الإخوان المسلمين يلهثون وراء صندوق النقد الدولى ويقدمون كل التنازلات من أجل إرضاء الصندوق ليتكرم ويتعطف عليهم بالقرض، بنفس الشروط التى جعلت نظام مبارك يبيع شركات القطاع العام، ويخرج العمال على المعاش المبكر، إن الإخوان المسلمين لا هم لهم ولا عمل لهم إلا التمكين من اتحاد العمال الحكومى والسيطرة عليه حتى يستطيعوا تسخير مؤسساته وإمكانياته فى خدمة أهداف الجماعة، ليصبح التنظيم النقابى الذراع النقابية للإخوان المسلمين كما كان فى الماضى الذراع النقابية لنظام مبارك.
بعد كل ذلك فإنه من الطبيعى أن يحتفل الإخوان المسلمون بعيد العمال بنفس طريقة الحزب الوطنى، وأن الرئيس مرسى يحتفل بعيد العمال على نفس طريقة الرئيس المخلوع ومع نفس الأشخاص الذين طالما صفقوا وهتفوا للرئيس المخلوع، لكن الذى لم يكن متوقعا بالنسبة إلى أن يبرر الإخوان المسلمون ذلك بأن الرئيس عندما يحتفل بعيد العمال باستقباله قيادات الاتحاد الحكومى فى القصر الجمهورى هو تكريم للعمال، وهذه قمة المسخرة لأنه ببساطة يا سيادة الرئيس أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الحكومى وأعضاء مجالس إدارات النقابات العامة الذين سوف تستقبلهم بالقصر الجمهورى هم من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، وأعضاء لجنة السياسيات، وأيضا كثير ممن سوف تكرمهم هم من أضاعوا حقوق العمال على مدى السنوات الماضية، هم من سماسرة بيع القطاع العام، هم من روجوا وساعدوا حكومة المخلوع على إخراج العمال على المعاش المبكر، هم من فرضهم النظام على العمال عبر تزوير الانتخابات النقابية، هم كَتبة التقارير ضد القيادات العمالية الحقيقية لضباط مباحث أمن الدولة.
فأى تكريم للعمال؟!! أنت تكرم أعداء العمال. أنت تكرم أعداء الثورة التى أتت بك لكرسى الرئاسة، فهؤلاء هم من عادوا الثورة منذ يومها الأول.
ولتعلم أنك بذلك اخترت أنت وجماعتك وبشكل واضح أن تكونوا يدًا واحدة مع فلول نظام مبارك ضد الحركة العمالية، وضد مبادئ ثورة 25 يناير.
فى النظم الاستبدادية فقط تفرض السلطة نفسها على احتفالات العمال بعيدهم، وعادة ما يقام الاحتفال على شرف الزعيم أو الرئيس ويتم حشد عدد من العمال فى قاعة، ويتعطف الرئيس بإلقاء خطاب عليهم ومنحهم منحة فيتحول الاحتفال احتفالا بالرئيس لا بالعمال، وكان المفترض أنه بعد ثورة قمنا بها من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية أن نحتفل بعيد العمال كما يحتفل به كل عمال العالم فى البلدان الديمقراطية، احتفالا عماليا خالصا، ليس للسلطة به أى علاقة، لكن ما يحدث هو دليل آخر على أن ثورتنا لم تحقق أهدافها بعد، وأننا فعلا لم نسقط النظام.