أى تشابه فى ما سوف تقرأه مع أحد النجوم بالتأكيد مقصود، أحدثكم عن الوجود المكثف لهذا النجم فى المهرجانات. تبدأ الخطوة الأولى عندما تصل إليه الدعوة، عادة كل نجم لديه صحفى أو أكثر، باع نفسه لصالح خدمة هذا النجم، يصبح ظلاً له، وهو الذى يدير شؤونه الإعلامية والمهرجانية، جاءت إليه الدعوة هل يقبلها؟ أول سؤال يتبادر إلى ذهنه هو ماذا لو اعتذرت، مَن النجم الأقل بريقا الذى سوف يلتقط الدعوة، ولهذا فإنه قد يقبل الدعوة نكاية فى هذا النجم الجديد الذى يقف على الخط منتظرا أى فرصة.
النجم فى العادة يحركه فى الاختيار دافعان، الأول الفلوس، ما الذى يحصده ماديا من تلبية الدعوة، والثانى هو الضوء، فهو يبحث عن أى شعاع هنا أو هناك، وكما ترون النشاط الفنى قليل هذه الأيام فى مصر، لقد قرر قبل أسبوعين أن يقدم حملة تتعرض لظاهرة يعانى منها المجتمع، هل كان مخلصا أم أنه لا يشغله شىء سوى الوجود إعلاميا، لن أدخل للنيات، ولكن أعتقد أن عشقه للأضواء كان الحافز الأكبر لديه، الحملة لن تكلفه سوى بضعة آلاف من الجنيهات، ولكن المكسب الأدبى كبير، ستعرضها كل الفضائيات، نعم هو انتظر حفاوة أكبر، اعتقد أنه سيصبح المانشيت الرئيسى فى الجرائد، ولكن المتابعات الصحفية كانت شحيحة جدا، استغل علاقاته بعدد من أصدقائه رؤساء التحرير يتصل بهذا ويطارد ذاك، من أجل أن تنشر عنه أخبار تشيد بموقفه الوطنى، لقد كانوا كثيرا ما يمنحونه مساحات صحفية مبالغا فيها فى أفلامه التى يقدمها خارج الحدود، والتى يطلق عليها هو فقط «هوليوودية»، إنه يعتبر نفسه نجما استثنائيا طويل التيلة مثل القطن المصرى.
فى العام الأخير صار تقريبا خارج نطاق الخدمة، لا مسلسل ولا حتى برنامج يقدمه مثل باقى النجوم، رغم أنه سبقهم قبل عشر سنوات فى تقديم البرامج، كانت لديه منذ شهرين محاولات لكى يستحوذ على مسلسل رشح له زميل آخر، وبالفعل بذل الكثير لكى يزيح زميله الذى يعتبره من قصار التيلة الذين ليس لهم وجود خارج الحدود، استطاع إبعاده بطريقة معروفة، وهى أن يقدم إلى شركة الإنتاج أملا فى أنه سوف يضمن أن هناك أكثر من فضائية ستسارع بالشراء من أجله، نعم لم يقدم عقودا بقدر ما منحهم وعودا، وأمام تلك الحالة الضبابية التى يعيشها الإنتاج الدرامى وافقوا على إزاحة النجم الأول الذى ملأ الجرائد بصوره وأحاديثه التى تؤكد أن هذا النجم تآمر عليه.
إنما الأعمال بالنيات، ويبدو أن النجم المستبعد فيه شىء لله، كنس عليه السيدة زينب، ولهذا ضاعت عليه الفرصة للوجود عنوة فى رمضان القادم، وتوقف المسلسل إلى حين ميسرة. نعود إلى المهرجان، لقد استقل الآن الطائرة التى تمثل له أملا فى الضوء، الطائرة على الخطوط المصرية، ولكن المضيفات لم يتهافتن عليه كما توقع، لم يزد الأمر عن سلام وابتسامة تزيد قليلا عن باقى المسافرين، لا بأس هذا هو تفسيره، ربما جاء سوء حظه مع مضيفات متحفظات فى الإفصاح عن مشاعرهن، ولكن لا شك أنه يحتل مساحة متميزة فى أعماقهن.
وصل إلى الفندق، طلب غرفة مميزة تتناسب مع نجوميته، المهرجان الخليجى يفتتح بعد قليل، انتظر أن تتهافت عليه القنوات الفضائية، الحقيقة أن الأمر لم يزد على قناتين فقط، يسأل نفسه كل هذه الرحلة من أجل قناتين، واحدة منهما مصرية، انتظر أن الصحافة المحلية سوف تمنحه مساحة مميزة، ولكنه اكتشف أنه كان معهم فى الشهر الماضى لحضور مهرجان آخر، ولهذا لم يعد حضوره يشكل اهتماما استثنائيا. الأمل إذن فى أن يمنحه الصحفيون المصريون الذين وجدوا بالمهرجان حفاوة، لماذا لم يذهبوا إليه فرادى وجماعات، إدارة المهرجان لم تعقد له مؤتمرا صحفيا، ولا حتى مائدة للحوار أسوة بالنجمة الأخرى، عليه أن ينبههم إلى تلك الخطيئة، لا شىء إلا أخبار محدودة جدا فى الافتتاح وبعدها الصمت الرهيب المريب!
ماذا أفعل الآن؟ كان هذا سؤاله، وجاءت الإجابة أعد حقيبتى وأعود إلى القاهرة، واستقل الطائرة قبل نهاية المهرجان فى انتظار بقعة ضوء أو سبوبة أخرى لعل وعسى.. أكرر أى تشابه بين تلك الحكاية ونجم محدد هو بالتأكيد مقصود، واللهِ العظيم مقصود مقصود!!