القاهرة - أحمد ناجي
قدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما عرضًا ساخرًا لم يستثن أحدا فيه من النكات والسخرية، وذلك في الحفل السنوي له مع مراسلي البيت الأبيض، ورغم أجواء المرح التي سادت الحفل، إلا أنه اختتم كلمته بإلقاء الضوء على ما ألم بالولايات المتحدة من جراح في الفترة الأخيرة بسبب أحداث بوسطن وتكساس.
ونجح أوباما في أن ينتزع الضحكات من جمهور الحفل الذي ضم نخبة من السياسيين والإعلاميين والفنانين من أمريكيا وحول العالم، الامر الذي جعله يتصدر وسائل الإعلام لا كرئيس للولايات المتحدة فقط ولكن كمؤد كوميدي من الطراز الأول.
ومنذ اللحظة الأولى على المسرح اختار أوباما مقدمة من موسيقى الراب .. مؤكدا أنه مصمم في فترة ولايته الثانية والأخيرة على إحداث العديد من التغييرات، مستخدما الموسيقى التقليدية للراب الشعبية المرتبطة بالأمريكيين السود.
واستمر أوباما في إطلاق النكات على نفسه وساخرا في نفس الوقت من منتقديه وخصومه الجمهوريين في المقام الأول، وقال "مرت أربعة أعوام ونصف العام، وكلما نظرت في المرآة أدركت أنني لم أعد ذلك المسلم الاشتراكي الذي اعتدت أن أكونه في الفترة الأولى".
ولم تقتصر نكات أوباما وسخريته على خصومه الاعلاميين بل وجهها لمحطة "سي إن إن" المعروفة بتأييدها التقليدي للرئيس كشبكة ليبرالية، وقال "سي إن إن تلقت بعض الضربات مؤخرا.. ولكنني لازالت معجبا بالتزامها بتغطية القصص الإخبارية من كافة جوانبها.. خاصة إذا تبين أن أحد هذه الجوانب تصادف وأن يكون دقيقا".
كما لم يفت أوباما أن يخص السيدة الأولى ميشيل أوباما بإحدى دعاباته حين قال "أنا ومستشاري أعيانا التفكير في حيل جديدة بخصوص الافتتاحية الجديدة لعرض الحفل الساخر فاضطررنا لاقتراض واحدة من ميشيل".
أما أشد الدعابات سخرية فكانت تلك التي وجهها إلى الملياردير شودلر الذي أنفق أكثر من 100 مليون دولار على الدعاية المضادة والسلبية ضد حملة أوباما للانتخابات الرئاسية، وقال "لابد للمرء أن يكرهني لدرجة فظيعة حتى ينفق كل هذه الأموال على إعلانات تنال مني.. كان بوسعه أن يشتري جزيرة رائعة ويسميها "نوباما" أو أسهل من ذلك أن يعطيني الـ 100 مليون دولار في مقابل أن أنسحب من سباق الرئاسة".
وقبل أن ينهي أوباما عرضه الفكاهي السنوي وكما كان متوقعا، كان لابد أن يختتم بكلمات أكثر تأملا ووقارا احتراما لحالة الحزن التي خيمت على البلاد مؤخرا بعد تفجيري بوسطن وانفجار مصنع للأسمدة في تكساس، وقال "حتى في أحلك الأيام سودا مازلنا نرى الإنسانية في أبهى مظاهرها من خلال هؤلاء الذين هرعوا لإنقاذ المصابين، سواء من رجال الإطفاء أو الشرطة أو المتطوعين.. في كل يوم يفتح الأمريكيون منازلهم على مصراعيها لأناس غرباء تماما عنا".
واختم أوباما بنبرة تفاؤل وأمل كعادته، مؤكدا أن الأمة الأمريكية قادرة دائما على أن تسمو على آلامها وجراحها.
أوباما يقدم عرضا ساخرا لم يستثن فيه أحدا