وصف الدكتور سيف عبد الفتاح، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، وأستاذ العلوم السياسية، ما فعله حسني مبارك أثناء محاكمته من التلويح والإبتسامته، مشهد هابط؛ لأنه وضح عليه قدر كبير من الإخراج التنفيذي الهابط، على حد قوله، ووصفها أيضاً بالمسرحية الهزلية التي تقدم مشهد عبثي.
وأضاف عبد الفتاح، ببرنامج "على مسئوليتي"، على قناة الجزيرة ، أن المشهد له رمزية دلالتها خطيرة، أهمهما أن المخلوع يُخلى سبيله، والوضع الحالي، يجعله يبدي إشارات مرجعية ولها دلالات.. ولفت إلأى أنه عندما قال "أنا أو الفوضى" كان يقصد بها مشكلة الانفلات الأمني المتواجدة حالياً، وأضاف "الجميع لا يعي أن المخلوع وزبانيته صنعوا مصالح وتحالفات اجتماعية ومجتمعية، وما يحدث يفسر أننا أمام دولة ضعيفة ودولة عميقة".
وأشار عبد الفتاح، إلى أن لا بد من معرفة ما حدث لنا وللثورة التي قال إنها لم تقم، متسائلاً عن الذي سمح لهذا المشهد الهابط، والذي يتطور إلى خطاب به كلام خطير، يجعل الناس تردد أن رئيس فاسد أفضل من رئيس غير فاعل.
وأوضح المستشار السابق لرئيس الجمهورية، أن السؤال الحقيقي للنظام، هو "ماذا فعلتم بثورتنا؟"، لافتاً إلى أن الثورة كانت المدينة الفاضلة لميدان التحرير، وأجابت على أسألة كثيرة بالميادين، ونهضت بالشعب واحتضنت الشباب، وفي المقابل قدم الشعب كل ما يمكن لإتمامها، وهو ما يشير إلى أن الثورة قامت على قيم تأسيسية.. ولفت عبد الفتاح، إلى أن الميدان وسع الجميع بوفاق، وعبر عن أن الوضع الآن مختلف، وهو ما يفضي للسؤال المطروح "ماذا فعلتم بثورتنا؟"، على حد تعبيره.
وأكد عبد الفتاح، على أن الأمن يزداد سوءاً والاقتصاد يزداد تهوراً، والنهوض يحتاج إلى ثمن، ومشاركة من كل فئات وأطياف وقوى المجتمع الرسمية وغير الرسمية، وتماسك الجماعة الوطنية، لافتاً إلى أن المجلس العسكرى كان يحكم بأسلوب خاطئ خلال المرحلة الانتقالية، حيث كان همه الوحيد، التفرقة بين القوى السياسية، من أجل تسهيل عملية سيطرته على الحكم أطول فترة ممكنة، وكانت فترته أيضاً سلبية.
وأشار المستشار السابق لرئيس الجمهورية، إلى أن القوى السياسية بما تمارسه من سياسات، لم تحدث شئ للثورة، حتى من قبل الإخوان أكبر فصيل سياسى، مضيفاً أن الإحتكار السياسي الذي يتمتع به الإخوان أمر شديد الخطورة، باعتبارهم كانوا يعانون من نفس المشكلة بعد الثورة، وأضاف "المُحتكر ملعون بكل شئ حتى مجال السياسة"، لافتاً إلى أن القوى السياسية المتواجدة والفاعلة، عليها أن تفعل للثورة ما تستحقه، عن طريق المصالحات والتوافقات.
وتابع عبد الفتاح "نحن أمام معادلة غاية في الصعوبة، لو ربطنا بين مشهد الأداء السئ الحالي، ومشهد بروز المخلوع، ولابد من أن نتعلم من المشهدين".