اللهم زد وبارك فى القمح، ومرشد القمح، ورئيس القمح، ووزير القمح، أقصد وزير التموين باسم عودة، وبعودة، وكل قمح وانتم طيبين، فعلاً لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، تسوء المخربين، هذه أولى بشائر النهضة يا جبهة الخراب، اليوم قمح، وأمس مانجو، وغداً إن شاء الله يورانيوم، ولو أن أهل مصر آمنوا واتقوا ربنا فى الرئيس لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولامتلأت الصوامع قمحاً، قمح مصرى مش روسى، يا بتوع السمك الروسى. حديث القمح يسرى، ومن امبارح العشاء إلى اليوم الضحى والغناء لا ينقطع من مكتب الإرشاد، الإخوة بالمزاهر يغنون أغنية «القمح الليلة.. الليلة يوم عيده...»، يتوسطهم ويقوم بدور البطولة فى فيلم «لست ملاكاً» المرشد محمد عبدالبديع، على وزن محمد عبدالوهاب، باعتباره «صييت قديم»، لولا سلك بديع طريقا فيه حكما، وصار مرشداً، لسلك طريقاً فيه طرب، ولنافس عبدالوهاب، والفارق بسيط، المرشد محمد بديع، والمطرب محمد بديع. قليلاً تم تحوير الكلمات، جرى أخونة الأغنية (1947) بتصرف على نحو بديع لتناسب المرشد محمد بديع.
القمح الليلة.. الليلة يوم عيده، يا رب يبارك، يبارك ويزيده.. هلت على مصر بشايره ردت للرئيس روحه.. الأمر الليلة أمره يا رب احميه
يا مرسى أرضك رعيتها والنظرة منك تحييها
من عرقك كنت بترويها والخير آهى هلت مواعيده.. ويتنحنح الرئيس تواضعاً، عازفاً عن الفخار والتمجيد، ويسر فى أذن المطرب بديع راجياً لا تعيد ولا تزيد، دعونا نعمل فى صمت، فطفق شباب الجماعة ما بين تكبير (الله أكبر) وتهليل (الحمد لله) وأقبلوا على بعض يتسامرون فى غبطة وسرور. ومدت البسط، ودارت صوانى عليها فطير القمح بالسمن البلدى، وبِسمِ الله فى أوله وآخره، وغمس الرئيس يده اليمنى بنصف فطيرة سابحة فى الزبدة، غطسها فى آنية من العسل الأسود، وقبل أن تصل إلى فيه، بكت عيناه وتضرع للسماء، وزعق من جوه قلبه المحروق.. يا بديع، وسكب من دمع سخين، هذا هو ردك اليقين على جبهة المخربين، فبكى خلق كثير، وضاعفوا من التكبير والتهليل، فاهتز جبل المقطم وكاد يطير على أجنحة خفاف.
وانبلج فجر من عمق الدجى، وصدر قرار جمهورى باعتبار يوم 15 مايو عيداً للقمح، تأسياً بعيد «سيدة السنابل» عند طائفة المارون، وعلى الفور قرر وزير التعليم تخصيص الحصة الأولى من اليوم التالى للعيد للحديث عن معجزة القمح التى تحققت بلا أسمدة ولا سولار، فتوحات، بركات من السماء.
وفى المساء كشف عصام الحداد، مستشار الرئيس للأمن الغذائى، فى حوار مع عماد الدين أديب، أن مرسى لم يطلب قمحا من بوتين، بل قال للرئيس الروسى: عندنا ما يكفى ويزيد، ورد عرضه بأريحية وزاد حبتين، لو عاوز قمح أبعتلك قمح يكفى الشعب الروسى كله، إنت ناسى يا بوتين إن مصر كانت مزرعة الإمبراطورية الرومانية، صارت الآن مزرعة الإمبراطورية الإخوانية، فأقبل بوتين مقبلا رأس مرسى ملتمساً بركاته، وعبثاً حاول بوتين أن يفهم معجزة النهضة، لكن مرسى رفض أن يترجم للروسية مقطع الأغنية الذى يقول: «لولى ومشبك على عوده، والدنيا وجودها من جوده، عمر الريس ما يخلف مواعيده، يا رب تبارك فى الريس.. تبارك وتزيده».