تفاجئك من الوقوف علي باب شقتها بوسط القاهرة أنها في حالة دائما لإشعار الأخر برسائل متعددة.. فقد استخدمت باب شقتها وكأنه نافذة علي مواقع التواصل الاجتماعي ترسل من خلاله "تويتاتها" المختلفة من خلال "الإستكرات والبوسترات" التي قامت بلصقها علي باب شقتها مثل: "شايفنكم، مصريون ضد الفساد وبسقط يسقط حكم المرشد".
إنها الإعلامية الكبيرة بثينة كامل التي أكدت أنها اعترفت في هذا الحوار لأول مرة بأسرار كثيرة وخطيرة لم تقلها من قبل في أي حوار سابق لها، مشيرةً إلي أنها سيدة الاعترافات.. كشفت فيها عن أنها تعرضت لرشوتين جنسيتين خلال عملها في ماسبيرو.. وهاجمت جهات وأشخاص كثيرين نتعرف عليهم من خلال هذا الحوار المطول والساخن.
أوقفتني "بوسترات" علي باب شقتك وكأنها "تويتات" من نوع آخر للقادمين إليك ..فهل أنت في حالة دائمة لإشعار الآخر برسالة ما؟
أتصور أن هذه "الإستكرات" تحمل رسالة ومضمون معين أردت أن يصل للآخرين بداية من "صبي البقال والمكوجي" إلي أكبر شخصية ممكن أن أستضيفها في بيتي، ويمكن بدأت ثقافة "الإستكرات" وترسخت مع ثورة 25 يناير مع نزول الناس بشعارات و"يُفط" تحمل مطالب أو وجهة نظر معينة، وبدأت تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة.
ولكن لصك "الإستكر " علي باب شقتي بدأ منذ عام 2005 من أول ما أنشئنا حركة "شايفنكم" ومنظمة "مصريون ضد الفساد" عام 2007 ومساندة القضاء في "يحيا العدل" وحتى أيام الحرب علي جنوب لبنان تجد "استكر" يحمل "لبيروت من قلبي سلام" مع شجرة أَرز، وعندما قامت ثورة 25 يناير تجد شعاراتها علي بابي أيضاً، وأنا التي قمت بتثبيتهم علي باب شقتي وكأنه إشعار لي وللآخرين بهذه الرسائل، "يسقط المجلس العسكري" وأخيراً "يسقط حكم المرشد".
وأعتقد أن وجود هذه الشعارات علي باب بيتي يعد إلزام لي وللآخرين بتطبيق هذه الشعارات رغم وجود آخرين يطلقون اللحى ويرتدون الجلباب الإسلامي دون إلزام أنفسهم بتطبيق تعاليم هذا الدين.
الإعلامية الكبيرة بثينة كامل والزميل كرم فصاد أثناء حوار "المشهد"
بعدما أمضيت الكثير من سنوات عمرك في مبني ماسبيرو.. كيف ترين التليفزيون المصري الآن؟
قالت لي إحدى الزميلات في قطاع الأخبار منذ يومين، وهي شابة صغيرة، أن ما يقال في حق وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود – أنه زير نساء، والوزير المتحرش بالنساء- "مش حلو في حقنا كإعلاميين"، فقلت لها: "يعني إيه مش حلو في حقنا.. إحنا حنستعبط" ، هل نسينا وزير الإعلام السابق، صفوت الشريف، كان إيه، ونحن عارفين قضاياه في تجنيد النساء في شبكات المخابرات وممارسات جنسية ولا أخلاقية.
الحمد لله أنا لم أأخذ أي منصب في التليفزيون رغم تحقيقي لنجاحات كثيرة، وتم وقف برامجي ، ولم أكن مذيعة رئاسة الجمهورية، ولم أكن من المفضلات لدي الوزير، وكنت أقف علي باب المبني وأقول: "أنا لا يشرفني أن أكون من البارزات في هذا المبني".
لماذا؟
لأنه لن يُنظر لي علي موهبة أو كفاءة ولكن مثلما يُنظر إلي مفتاح نجاحك الآن في ماسبيرو هو أن تكون لديك عضوية "جماعة الإخوان المسلمين" لكي تنجح الآن وتحقق مكاسب ملموسة في المبني، كان مفتاح النجاح والبروز في عهد صفوت الشريف أن تكون لديك علاقات مع آخرين مفتاحها الوحيد هو الجسد.
هل تعرضتِ لمثل هذه العروض وأصبحتِ شاهدة علي الاتجار بجسد المذيعات؟
نعم، تعرضت في عهد صفوت الشريف لعرض بشع من أحد الزملاء في قطاع الأخبار وقال لي بالحرف الواحد: "زكريا عزمي بيقول لما هي إنسانة متحررة، إحنا مادوقناش ليه"، وجلس معي في استراحة قطاع الأخبار يحكي لي في تفاصيل كان من الواضح منها أنه يريد تجنيدي في شبكتهم وبعدين فجأة استفاق وقال لي: "لما أنت مالكيش في الكلام دا خلتيني أتكلم ليه".
كنت أشعر طول الوقت أن هناك "قواده" في مبني التليفزيون، وأنا هنا لا ألوم علي المذيعة التي مارست الجنس من أجل أن تحصل علي مكانة ما ولكن العيب كله علي "القواد".
كشاهدة علي هذه الفترة، هل رأيت بنفسك زميلات لك كن لا يستحقن المكانة اللواتي كن فيها إلا بعد ممارستهن للجنس؟
طبعاً رأيت هذا بالتأكيد وبكل وضوح، ولكن أنا رأي ليست القضية أن هذه المذيعة كانت تستحق هذه المكانة أم لا ولكن كان النجاح في الإعلام متوقف علي، سواء للسيدات أو الرجال حتى، أنك إما تبيع نفسك أو تبيع غيرك أو تبيع ضميرك.