تحس أن النائب العام طلعت عبدالله ماسك فى منصبه ومتبت فيه بإيديه وسنانه، مستكبر على حكم القضاء (دائرة رجال القضاء)، ومستكتر يترك منصبه بحكم استئناف نافذ، يا بالنقض يا بلاش يا وله، حد عاقل يترك مصيره وتاريخه معلقاً بحكم محكمة النقض، النائب العام عنده أمل، عيش بالأمل، «لا نيابة مع الاستئناف، ولا استئناف مع النقض»، لا عاصم وقتها من محكمة النقض، لعل وعسى ترفض النقض الحكم وتمد له فى منصبه مداً.
وحتى ولو حدث، ألا تستشعر الحرج يا رجل، محكمة النقض قد تثبتك فى مقعدك، ولكن شرعيتك القانونية تزلزلت، صارت محل شك كبير، وستظل مطارداً بالرفض الشعبى إلى حين، وستخرج المظاهرات كل حين تهتف أن «ارحل»، وستظل الجماعة السياسية إلى حين تضعك رقماً فى تضاغطاتها السياسية مع الرئيس، وستظل القوى الثورية على طول الخط تشكك فى ولاءاتك السياسية من أيام الاتحادية التى تنكرها وهم لك غير مصدقين.
ما لا تعلمه سيادة النائب العام أن «جماعة المقطم» رمت طوبتك فعلاً من فوق الجبل، وتبحث عن بديل بليل فى جماعة «قضاة من أجل المقطم»، وأحدهم تم تصعيده أخيرًا ليشغل منصبك، صار قاب قوسين أو أدنى من مكتبك، عمومًا كلها أيام ونقعد على الحيطة ونسمع حكم محكمة النقض الذى تعوّل عليه، ساعتها لا تلومنّ إلا نفسك، يوم الخروج سيزفك المتظاهرون بأغنية الحمام الشهيرة...
معلوم دخول الحمام مش زى خروجه، والخروج اليوم ليس كالخروج غداً، اليوم طواعية، غداً قسراً، بحكم المحكمة، اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية، أخشى ألا تنجو بفعلتك، أيامك فى المنصب معدودة يا طلعت، جماعة المقطم سيحرقونك حتى تستحيل رماداً، سيستنزفونك حتى تصير قطرة تتبخر، سيستحلبونك حتى ينبجس الدم، فعلًا ستكون لمن خلفك آية، جزاء سنمار، آخرة خدمة الغز علقة، جماعة المقطم معندهاش غالى ولا عزيز ولا طلعت، تحرق البشر كما تحرق البخور فى غرفة المرشد باكرًا.
النائب العام على دين رئيسه، ورئيسه قال: «سأكمل مدتى ولو على رقبتى»، على نفس الدرب طلعت يسير، يا سيادة النائب تقاليد الأسرة القضائية متقولش كده، يبدو أن زمن الأسرات ولّى وراح، يا مولانا أنت مطعون فى شرعيتك، يا عمنا تعليماتك صارت غير نافذة، يا معتبر البعض يرفضون المثول أمامكم (نقابة الصحفيين نموذج ومثال)، مستحيل ترغمهم على المثول، الضبط والإحضار خاصة معاليك صار حبراً على ورق، لن تجرجر المتهمين من رجليهم وتقدمهم للمحاكمة، ولن تعزل قضاة رفضوا إحالاتك (جنح الساحل نموذج ومثال).
اللى عقله فى راسه يعرف خلاصه، خلاصك يا باشا استقالة حتى فى الوقت الضائع، فقط - لحفظ ماء الوجه، عُد إلى المنصة قبل أن تحتاج خروجاً آمناً، معلوم الدكتور مرسى تخصص خروج آمن، استقالتك صارت ضرورية لحلحلة المشكلة، صدقنى جماعة المقطم ملهاش أمان، والأيام دول.
يا مولانا اخزِ الشيطان، ولمّ الدور، يا سيادة النائب العام المجلس الأعلى للقضاء بعد المناشدة قد يصعّد الموقف للصلاحية، ونادى القضاة قادح زناده وقد يعلن العصيان القضائى ضدك، لست محامى الشعب ولن تكون، هكذا يقولون، شباب النيابات وشيوخها صاروا على قلب رجل واحد وسيعزلونك عزلًا.
يا طلعت باشا افهمنى.. أبداً.. إنت فاكر نفسك طلعت حرب، والنبى كشكشها متعرضهاش، استقل قبل أن تستقال..!!