لا أعرف -ولا يعرف غيرى- لماذا يصمت حتى الآن محمد مرسى عن تصريحات المسؤولين السودانيين الذين يؤكدون أنه -أى محمد مرسى- وعدهم بحلايب وشلاتين فى زيارته الأخيرة إلى الخرطوم.
.. وقد وصل الأمر بالمسؤولين السودانيين إلى الحديث عن تنمية سودانية لحلايب وشلاتين.
.. وفى كل مرة يخرج مسؤول مصرى من الموظفين التابعين لمحمد مرسى الذين غالبًا لا يعلمون شيئًا ويهرتلون فى تصريحات غير مفهومة.. فطالما رئيسهم لم يذكر شيئًا.. فهم بالتالى لا علاقة لهم بالأمر.
.. فربما فى انتظار بيان عصام الحداد باللغة الإنجليزية.. والذى يستقى ردوده من مكتب الإرشاد باعتباره ممثلًا فى التنظيم الدولى قبل أن يكون مساعدًا لمرسى للشؤون الخارجية.. وأصبح المسيطر والمهيمن على القضايا الخارجية المهمة.. وهو ما يذكّر بما كان يحدث فى نظام مبارك من سيطرة شخصيات مقربة من مبارك نفسه على القضايا الخارجية، مثل صفوت الشريف أو عمر سليمان كبديل عن وزارة الخارجية.
.. وربما يكون محمد مرسى فى انتظار تعليمات مكتب الإرشاد فى التصدى لذلك الكلام.. فقد بات معلومًا أنه لا يصدر تصريحًا أو يصدر قرارًا إلا بعد مراجعة مكتب الإرشاد وقياداته ورؤسائه.
.. فقد بات معروفًا لدى الجميع الآن أن الحكم فى المقطم لا فى الاتحادية أو قصر القبة، وإنما الرئاسة أصبحت مكتبًا فاخرًا لمحمد مرسى يستقبل فيه ضيوفه.. وأهله وعشيرته.
.. فليست هناك شفافية عند محمد مرسى أو جماعته.
.. كله يُدار على طريقة التنظيم السرى.
.. ويطلقون شائعات للاستهلاك، ويتركون الناس تتحدث فيها.. وتجادل.. وبينهم حلفاؤهم الذين يطلقونها.. ويجادلون فيها.. ثم يأخذون قراراتهم بعيدًا عن كل ذلك فى شكل سرى.
.. فلا أحد يعلم شيئًا عن مفاوضاتهم مع صندوق النقد مثلًا.
.. ولا أحد يعرف شيئًا عن القوانين التى يصدرونها الآن بفضل مجلس شورى صهر محمد مرسى الباطل.. والذى أصبح ماكينة لإصدار قوانين سيئة السمعة.. ولا تجرى حولها حوارات مجتمعية مع القوى السياسية.
.. فقد أصبحت الرئاسة مرتبكة فى كل الأحداث التى تمر بها البلاد.. وهى أحداث جسام.
.. ومع هذا ليس هناك موقف واضح من الرئاسة ومندوب الإخوان فى القصر الرئاسى.
.. ولا يتصدّى محمد مرسى للقضايا بشكل فاعل وسريع.. وبما يجب عليه بحكم منصبه وإنما فى انتظار دائم لما يُملى عليه.
.. ورغم ذلك فإن الناس تعرف جيدًا ما يحدث، بما فى ذلك لقاءاته بمسؤوليه فى الخارج.
.. ورغم تحفظ بعض الضيوف الذين يلتقون مرسى.. فإنهم يعودون ويتحدّثون ويكشفون ما يقوله.. وهو فى الغالب كلام خائب لا يليق أبدًا برئيس مصرى يدّعى أنه جاء بصندوق الانتخابات!!
.. فقرراتهم تتخذ بليل.
.. ويجرى اتخاذها دون دراسة.
.. وتأتى مخالفة لكل القواعد القانونية والدستورية.
.. ولعلكم تذكرون الإعلان الدستورى المحصن الصادر فى 21 نوفمبر الماضى، والذى أكد تقسيم البلاد على يد مرسى وجماعته.. ومع هذا تمسّكوا به.. وعاندوا القوى السياسية والشعب على موقفهم بقرارهم السرى الذى جرى اتخاذه بليل.
.. وكذلك عنادهم فى التمسك بالنائب العام الخاص الذى رفضه رجال النيابة والقضاء.
.. ومع هذا يدّعون أنهم يحترمون القضاء وأحكامه!!
.. ومحمد مرسى كما تعلّم من جماعته وقياداته لا يعرف شيئًا عن الشفافية.. ولكنه ينكرها.. ولا ينكر السمع والطاعة اللذين تعلمهما عندما دخل الجماعة.
.. فالرجل يحترم السمع والطاعة.. ولكنه يكره الشفافية.. هكذا علّموه ذلك.
.. فبئس الحكم الذى ينكر الشفافية.
.. الشعب يريد الخلاص.