جاء يكحلها.. فعماها.
.. هذا هو حال صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، الذى يدير وزارة الإعلام رغم أن دستور الغريانى الطائفى الذى فرضه الإخوان على الناس باستفتاء مزوّر يلغى منصب وزير الإعلام.
.. وعلى طريقة جماعته.. فهم لا يخطئون أبدًا.
.. فالرجل لم يهتم بما أثاره قوله «غير الكريم» لصحفية شابة عندما سألته «أين الحرية؟» التى يتشدق بها وزير الإعلام فى عهد مرسى.. مع أن الجميع بات يعرف أن الحرية فى عهد مرسى ترجع إلى الخلف.
.. لكن عبد المقصود الذى يتقمّص دور صفوت الشريف جيدًا.. حتى بات يقلّده، بما فى ذلك بياناته.
.. فقد أتحفنا صلاح عبد المقصود باستعراض حالة الحرية فى عهد مرسى، والتى وصفها بأنها حرية واسعة ومشهودة «إنهم لا يرون إلا أنفسهم.. ويرون الحرية من وجهة نظرهم القائمة على السمع والطاعة».
وأضاف عبد المقصود أنه صدر فى عهد مرسى 59 صحيفة يومية وأسبوعية وشهرية.. بالضبط كما كان يدّعى صفوت الشريف ومجلسه الأعلى للصحافة، الذى ما زال يحتفظ به مرسى لصهره أحمد فهمى، رغم أنه لم يعد له محل من الصرف فى دستورهم الطائفى..
ويزيد عبد المقصود فى معرض كلامه عن حرية الصحافة فى عهد مرسى، بأنه جرى الترخيص لـ20 قناة فضائية جديدة خلال الأسبوعين الماضيين، ولم يقل لنا كم لإخوانه وتوابعهم نصيب، خصوصًا أن ما يحدث مع بعض القنوات التى تقدّم برامج معارضة تتم محاصرتها والتضييق عليها.. وصدور بيانات وقرارات من هيئة الاستثمار للتهديد بإغلاقها.. فضلًا عن المحامين «الشرفاء» التابعين الذين يطاردون الإعلاميين المعارضيين قضائيًّا لإغلاق البرامج.. فضلًا عن البلاغات الكيدية أمام النائب العام الخصوصى، والتى وصلت إلى أكثر من 600 بلاغ حتى الآن.. فأين تلك الحرية يا صلاح؟
.. ألم أقل لكم إنه استمرار لدرب صفوت الشريف فى التعامل الإعلامى.. ولكن بعجز وفشل.. فصلاح لا يختلف كثيرًا عن زملائه وإخوانه فى أداء الفشل باقتدار.
.. ومع هذا لم يملك عبد المقصود، كأهله وعشريته، شيمة الاعتذار عما قاله -حتى ولو تم فهمه على خطأ- لكنه استكبر.. فما زال لم يعِ أنه وزير الإعلام.. وخطابه يختلف عما كان عليه.
.. نعم هناك جو تربّص.. لكن الإخوان هم أصحاب التربّص.
.. ويستخدم عبد المقصود نفس الأساليب التى يتّبعها قياداته والتى كان يستخدمها النظام السابق من الاتهام الجاهز للمعارضة، ليقول «إننى أعرف جو التربّص الذى نعيشه فى مصر، وأقدّر مشاعر بعض الساسة الذين يتخبّطون بعد أن فشلوا فى كسب ثقة الجماهير.. فتحوّلوا إلى مدونين على مواقع التواصل الاجتماعى، ويا ليتهم يتحلّون بالصدق وحسن النية».
.. يا أخى شوية خشية.
.. لقد بات واضحًا للجميع مدى الفشل الذى أصابه الإخوان للدولة..
.. وبات واضحًا أن الإخوان فاشلون وعاجزون.. ولا يستطيعون أن يديروا شيئًا سوى تنظيمهم السرى.. ولأنهم يتعمّدون إنكار الشفافية والسرية.. فيبدون لأنفسهم أنهم ناجحون.
.. كما يصورون أنفسهم أنهم الثوار.. وأنهم أصحاب الثورة.. مع أن كل تصريحاتهم السابقة وأدبياتهم تؤكد أنهم لا علاقة لهم بالثورة ولا يدعون لها «وقد قالها محمد مرسى بنفسه وله تسجيل موثّق بذلك».
.. لكن تقول إيه.. فهم يستحلون الكذب ويضللون.. وفى الآخر يقدمون أنفسهم أنهم الصادقون.. لكنهم مضطهدون رغم أنهم هم الذين يحكمون.. ويتحكّمون.
.. وعلى طريقتهم، شبّه نفسه -صلاح عبد المقصود، الذى لم يرضَ أن يقدّم اعتذارًا- بالرسول -كما يفعل قياداته دائمًا- وكما قال «لكن عزائى أن رسولنا، صلى الله عليه وسلم، الذى وصفه الله تعالى بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)، قد ناله ما ناله من تشويه وتلفيق واتهامات، لكن فى النهاية وتأسيًا برسولنا الكريم، لن يصح إلا الصحيح، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون».
.. حتى أنت يا صلاح.
.. الشعب يريد الخلاص.