ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

القصبجى.. ومن العشق ما قتل!

-  
نشر: 17/4/2013 2:44 ص – تحديث 17/4/2013 8:14 ص

ولد فى نفس العام الذى شهد ميلاد عبقرى آخر فى الموسيقى وهو سيد درويش 1892، عاش القصبجى حتى عام 1966، بينما رحل سيد درويش قبله بـ43 عامًا. أول من أمس مر 121 عامًا على ميلاده، بلا أى اهتمام يستحقه هذا العملاق المجدد الأول فى الموسيقى الشرقية.

الناس لا تتذكّر القصبجى إلا بتلك الصورة وهو يجلس خلف سيدة الغناء العربى فى الحفلات التى سجّلها لها التليفزيون بداية من عام 1960 عند إنشائه، بينما كان القصبجى قد توقّف فعليًّا عن التلحين لها عام 1944، بعد رائعة «رق الحبيب». استوقفنى توقيت اعتزاله، كان عمره 52 عامًا فى ذروة العطاء، وهى لم تتوقّف مثلًا عن الغناء للشيخ زكريا أحمد ابن جيله، ولكن كان بينها والشيخ زكريا مشكلات قضائية، وعادت إلى ألحانه قبل رحيله فى أغنية «هو صحيح الهوى غلاب» عام 61، بينما القصبجى ظل مجرد عازف عود فى فرقتها التى كانت تراعى الحساسية التى من الممكن أن تنتاب الأستاذ إذا شارك فى بروفة لأحد من تلاميذه، مثل بليغ أو الموجى، فكانت تكتفى بأن يحضر القصبجى فقط فى أثناء البروفة النهائية التى تسبق الحفل.

هل كان القصبجى عاشقًا لأم كلثوم، ولهذا ضحّى باسمه الكبير فى عالم الموسيقى، ليظل خلفها فى الفرقة الموسيقية؟ نعم، كان عاشقًا متيّمًا وهو حب من طرف واحد، كما أشار إليه مسلسل «أم كلثوم» الذى صاغه محفوظ عبد الرحمن، وأخرجته إنعام محمد على، وأبدع أحمد راتب فى تجسيد الشخصية التى حُفرت فى أعماقنا وظلت لصيقة به، إلا أن هناك حادثة لم يتطرّق إليها المسلسل، إنها تلك الموثّقة من خلال محضر جنائى، ولقد ذكرت تفاصيلها فى كتابى «أنا والعذاب وأم كلثوم»، عندما تقدّم الموسيقار محمود الشريف إلى الشرطة وحرّر محضرًا ضد القصبجى، لأنه شهر فى وجهه المسدس مهددًا بقتله، والحكاية هى أن القصبجى نما إلى علمه اقتراب زواج أم كلثوم من محمود الشريف، وذلك بعد أن أعلن مصطفى أمين على صفحات جريدة «أخبار اليوم» فى المانشيت «زواج أم كلثوم من الشريف»، وأجرى حوار معها سألها عن مشوارها الغنائى بعد الزواج، قالت «الأمر له وما يريد». هكذا رهنت أم كلثوم مستقبلها الفنى بإرادة الشريف، الوسط الفنى فى أغلبه كان ثائرًا، أحمد رامى وجد نفسه لا شعوريًّا يركب القطار وهو يرتدى روب النوم، الشيخ زكريا أحمد ذهب إلى الفيلا التى تقيم فيها، وعندما علم أنهما فى الطابق العلوى تفوّه ببعض كلمات تنال من أم كلثوم والشريف، بينما القصبجى ذهب إليها وعندما علم أنها والشريف فى الطابق العلوى صعد وقد قرر تنفيذ خطته ولاحظت أم كلثوم أن القصبجى يخفى شيئًا خلف ظهره، فلقد كانت يده ترتعش، قالت له ماذا تحمل يا قصب، وهو اسم الدلع الذى تعوّدت أن تناديه به، وفجأة سقط المسدس من يده وصار بعدها هذا الموسيقار الرقيق متهمًا بالقتل، وتنازل الشريف عن المحضر فى النهاية، إكرامًا لتاريخ القصبجى.

هل ماتت فجأة الموهبة ونضب المعين ولذا لم تعد لمحات الإلهام تداعب خياله؟ لم ألتقِ الموسيقار الكبير لأعرف الإجابة، كيف لمن قدّم طقطوقة «إن كنت أسامح» عام 28 التى حققت أكبر أرقام التوزيع على الأسطوانات كيف لصاحب الألحان الرائعة «مدام تحب بتنكر ليه» و«نصرة قوية» و«يا صباح الخير ياللى معانا»، الذى علّم السنباطى وعبد الوهاب وفريد الأطرش العزف على العود، أن يتوقّف فجأة، لقد امتد عطاؤه إلى أصوات مثل ليلى مراد «اضحك كركر» و«قلبى دليلى»، وأسمهان «الطيور» و«إمتى ح تعرف». كيف يصمت فجأة؟ قال لى الموسيقار الكبير كمال الطويل الذى كان من أكثر المقدرين لموهبة هذا العملاق، إن القصبجى أجابه قائلًا إنه كلما شرع فى التلحين لأم كلثوم ووقع اختياره على الكلمات وجد أمامه غمامة سوداء تمنعه من استكمال اللحن، رغم أن الذى كان يتردد وقتها أن أم كلثوم ظلّت ترفض ألحانه مما أصابه باكتئاب.

من سوء الحظ أن الدولة لم تتنبه إلى قيمة هذا الموسيقار الكبير، فلقد كان مرشحًا لجائزة الدولة التقديرية، ولكنها ذهبت فى اللحظات الأخيرة إلى محمد عبد الوهاب، كما أن الإعلام لم يتنبه إلى هذا الموسيقار الكبير وعدد لقاءاته نادرة جدًّا، وليس له سوى تسجيل بصوته على العود، وهو يغنى «رق الحبيب»، ولا أنسى هذا المقطع الذى أحلق به للسماء كلما استمعت إليه «من كتر شوقى سبقت عمرى وشفت بكرة والوقت بدرى».

التعليقات