الشيخ محمد مرسى ثروة قومية ومحمية طبيعية وفرخة بكشك عند الدكاترة النفسيين الذين راجت بضاعتهم وتضاعف زبائنهم.. وانتفخت جيوبهم وقد لعبت معهم البلية بفضل فضيلة الشيخ الذى يتولى الرياسة.. الرجل يصلى ويصوم ويحفظ كلام ربنا.. دعك إذن من الكلام الفاضى الذى تروجه المعارضة عن تدهور الأحوال وانتشار الفوضى والعشوائية وانهيار الشغل والإنتاج.. وهل يختلط الزيت بالماء؟!
المعارضة التى هى قلة حاقدة.. تأتى للهايفة وتتصدر.. يساعدها الإعلام المأجور.. تروج للشائعات.. تؤكد أن مرضى الاكتئاب فى مصر الآن يبلغون 60 فى المائة من مجموع الشعب الصامد المحتسب.. بما يعنى أنه من بين كل ثلاثة يمشون بالطريق العام.. هناك واحد فقط يتمتع بكامل قواه العقلية.. لكنه يكلم نفسه فى حوار فلسفى عميق!
وهناك من يؤكد أن النسبة مضروبة وملعوب فيها وقد صارت المناخوليا وباء رسمياً.. ولن تقل النسبة أبداً عن 90 فى المائة من مجموع الشعب المصرى.. والخيبة أن المواطن وقد تدهورت الحالة فخرج من مرحلة الصمود والتصدى والاكتئاب العاقل والرزين.. إلى مرحلة المواجهة الشاملة والشاقة مع النفس..!
بالأمس وفى عربة المترو وقف فجأة مواطن محترم.. يبدو مثل زميلى وزميلك فى الشغل.. وقف فجأة يخاطب جمهور الجالسين والواقفين حوله: حكومتنا زعلانة على ما يحدث للمسلمين فى «ميانمار» وتطالب بانتزاع حقوقهم.. ألسنا مسلمين مثلهم.. فلماذا لا تتحرك الحكومة لانتزاع حقوقنا؟! وفجأة لهف الجالس أمامه قلماً..!
رد عليه إخوانى متحمس: المعارضة هى السبب.. هى تعرقل جهود الحكومة من أجل عودة الرغيف أبوتعريفة وكيلو اللحمة بجنيه ويافطة شقة للإيجار.. وهل قرأت الأخبار.. حكومة الإخوان نجحت فى زيادة إنتاجية القمح من 3 إلى 9 ملايين طن سنوياً.. واعتباراً من العام المقبل سنصدر القمح.. طبقاً لما قاله مرسى فى السودان!!
إنها أحلام اليقظة.. وحضرة الرئيس يعلن بفخر فى السودان أن مصر تمر بلحظة فارقة فى تاريخها.. حيث انطلقت البلاد بالفعل نحو مستقبل أفضل.. ولم يحدد الرئيس طبيعة تلك اللحظة الفارقة.. فهل يقصد الديون والسلف.. أم يقصد خضوعنا لشروط المقرضين السياسية؟.. ولاحظ أن الرئيس قد أكد على موعد الانطلاق للمستقبل.. لكنه لم يحدد بالضبط ميعاد الوصول للنهاية والوقوف على أقدامنا وجنى المكاسب والأرباح.. بعد رحلة المعاناة التى طالت حبتين!
إحقاقاً للحق.. مرسى ليس مسؤولاً بشكل مباشر عن تدهور أحوال المواطن الغلبان.. والبداية كانت مع عصر حسنى مبارك.. وقد سقط المواطن سهواً من حسابات جميع الحكومات.. اهتمت الدولة بخطط الإصلاح الاقتصادى على حساب المواطن محدود الدخل الذى دفع الفاتورة مضاعفة.. وكما أن هناك ظاهرة الرسوب الوظيفى التى عانى منها الموظف المربوط على الدرجة التى لا يتجاوزها أبداً.. فإن هناك حالة من الرسوب «الحياتى» عانى منها المواطن.. ولم تمد الحكومات المتعاقبة يدها لانتشاله.. تركته يواجه مصيره بيده.. يعمل فى وظيفة واثنتين وثلاث.. يعمل موظفاً صبحاً وبعد الظهر يعطى دروساً خصوصية أو يشتغل نقاشاً أو سباكاً.. أو يفتح درج مكتبه لتلقى الحسنات والعطايا.. والله غفور تواب. بعد ثورة 25 يناير.. تصور المواطن المطحون أن الأحوال سوف تنصلح.. فإذا بها تسوء وتتدهور.. وإذا بالمواطن يقع من قعر القفة.. وإذا بالحكومة.. حكومة الثورة.. تتجاهل متاعب المواطن المحدود.. فلا تضع مصالحه على رأس اهتماماتها..!
انظر حولك إلى الوجوه الصابرة الصامدة المكتئبة الحزينة الذاهلة.. انظر إلى «السحن» وقد أصابها الانكسار والذهول والإحباط.. ميزة المصريين أنهم يصبرون كثيراً على جار «السوّ» حتى يرحل.
لا تخدعك المظاهر.. لا تتصور أن المواطن الذى يكلم نفسه فى الطريق العام قد استسلم للمصير الذى يراد له.. إنها مجرد استراحة نفسية قصيرة.. بعدها يقوم ليغير بيده ما فشل فى تغييره بقلبه أو لسانه..
أما الدكاترة النفسيون الذين لعبت معهم البلية مؤقتاً.. فتضخمت جيوبهم وانتعشت أحوالهم.. فاللهم لا قر.. اللهم لا حسد..