تثبت كل يوم جماعة الإخوان ومكتب إرشادها ومندوبها فى قصر الرئاسة ووزراؤها أنهم جماعة من الفشلة لا لهم علاقة بحكم البلاد.
ما زالوا تنظيما سريا.
القرارات المصيرية التى تتعلق بمستقبل الناس تتخذها مجموعة من الأفراد وتكون لصالح الجماعة ولا ينظرون إلى البلد أو ناسه.
ولأنهم فاشلون «وقاصرى» النظر فإن تلك القرارات تهدم ولا تبنى مصر الجديدة التى كان يتشدق بها محمد مرسى ولم يعد يقترب من ذلك الآن.
لقد خدعوا الشعب وضللوه..
لقد كذبوا على الشعب كما كذبوا على المجلس العسكرى وأرهبوهم فى أثناء إدارتهم الفاشلة للبلاد.
لقد وصل بهم الأمر أن يحتقروا الشعب ويصروا على عنادهم فى إدارة البلاد كجماعة سرية.
يصرون على الفشلة فى إدارة البلاد..
ولم يتعلموا بعد مما جرى خلال المرحلة السابقة، ويصرون على العناد وعدم الاهتمام بمطالب الشعب التى هى فى الأساس مطالب الثورة..
فأين تلك المطالب الآن؟
أين الديمقراطية؟
أين الكرامة الإنسانية؟
أين العدالة الاجتماعية؟
أين العيش؟
أين الحرية؟
ولعل رد صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، على الصحفية الشابة عندما سألته: أين الحرية؟ يوضح مدى فشلهم وغرورهم القائم على الجهل بعد أن وصلوا إلى السلطة.
فهو لم يدر أنه أهان المرأة وأهان المجتمع وأهان الثورة فى رده «المبتسم».
وهو يسير على درب رئيسه فى الحكومة هشام قنديل الذى أهان المرأة المصرية وأهان الشعب المصرى كله -وما زال يهينه ببقائه فى منصب رئيس الوزراء- بحديثه عن الرضاعة لأمهات بنى سويف.
ولا يختلف قنديل وعبد المقصود كثيرا عن رئيسهم محمد مرسى، فالرجل «جلده تخين» يعنى ليس لديهم إحساس بهذا البلد فكلهم يسيرون على تعليمات وأوامر مكتب الإرشاد ومرشدهم ونائب مرشدهم الذين لا علاقة لهم بحكم البلاد.
ومع كل هذا لا يريدون الاعتراف بالفشل، ويعاندون الشعب كله ويصرون على المضى فى تنظيمهم السرى لحكم مصر..
كأن الشعب خرج فى ثورته وسقط آلاف الشهداء ضد الظلم والاستبداد والقهر ليأتى من يحكم بظلم أكثر وباستبداد أفظع.
لقد استمر على أيدى الجماعة سقوط الشهداء فى كل محافظات مصر..
واستمر قهر المواطنين وتعذيبهم وقتلهم من خلال داخلية اللواء محمد إبراهيم، الذى يسير على نهج أستاذه حبيب العادلى والذى حوّل الداخلية إلى ميليشيات خاصة للإخوان بعد أن تم فضح تلك الميليشيات فى أحداث الاتحادية واعتدائهم على المتظاهرين السلميين الذين خرجوا ضد مندوبهم فى الرئاسة.
ويستمر الفقر فى البلاد ويزداد أعداد الفقراء.. وأصبح القرار المصيرى ليس فى أيدى المصريين وإنما فى الخارج.
ورأينا دولا مثل قطر وتركيا أصبح لها نفوذ عظيم، فضلا عن الدور الأمريكى الذى تعاظم وأصبح الإخوان أمريكان ما دامت الإدارة الأمريكية تدعمهم، وهم يردّون الجميل لهم فلم يعد أحد من الإخوان يأتى ناحية إسرائيل، بل إنها أصبحت الصديق المخلص ولم نعد نسمع شعارهم الذى كانوا يرددونه دائما: «ع القدس رايحين شهداء بالملايين».
فضلا عن ممارسة دور السمسار الذى كان يفعله مبارك فى العلاقات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وزاد الأمر سوءا عدم ثقتهم بأى بنى آدم حتى ولو كان خبيرا وحده فى أى مجال، فكل ثقتهم بمن تربّى على السمع والطاعة وأعطى البيعة وقبَّل يد المرشد.
ومن ثم نجد العائلات الإخوانية المنتشرة فى جميع مؤسسات الدولة دون أى خبرة وهو ما يجعل تلك المؤسسات منهارة.
وما زال تزاوج السلطة بالمال مستمرا، بل لعل ما يحرك الأمور الآن هو صاحب المال ولا أحد يعرف عن ذلك شيئا فهم يكرهون الشفافية وينكرونها.
إنهم أهانوا مصر وأهانوا الثورة.
الشعب يريد الخلاص..