«أعدكم وأتعهد إليكم فأنتم أبنائى وأهلى وعشيرتى»
عبارة ارتبطت كثيرا فى الاذهان بالرئيس محمد مرسى ولم تكن على لسانه فقط عقب توليه رئاسة الجمهورية ولكن كثيرا مارددها أثناء ترشحه للحكم فى البرامج التليفزيونية ولقاءاته بمختلف الجولات الانتخابية بعدد من المؤتمرات الشعبية واللقاءات التليفزيونية في الفترة ما بين الجولة الأولى للإنتخابات وجولة الإعادة.
شهدت تلك الفترة تدفقًا كبيرًا في التعهدات والوعود من كلا المرشحين لانتخابات الرئاسة في مصر بما يضمن للمواطنين عيش حياة كريمة يسودها جو من الديمقراطية الخلاقة التي تبني مجتمعًا جديدًا يتمتع كل أطيافه بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ليصبح في النهاية نموذجًا يحتذى به في الرقي والتقدم في شتى المجالات، وعكف كل منهما على تمنية أبناء شعبه بحياة أشبه ما تكون بالجنة وبلاد أشبه ما تكون بالمدينة الفاضلة، وحاول كل منهما تصوير نفسه بالمنقذ الذي سيجنب أبناء شعبه ويلات الماضي ومعاناته وتصوير الآخر وكأنه شيطان مارد سيعصف بأبناء شعبه إلى أسفل السافلين.
تعهد محمد مرسي خلال تلك الفترة بتنفيذ عدد من المطالب كي ينال دعم معظم القوى الثورية الغير إسلامية في جولة الإعادة أمام المرشح الأخر الذي ينتمي لفكر وعقيدة نظام مبارك الذي قامت عليه الثورة، وهذا ما حدث بالفعل وحصل على دعم الجميع ونجح بفضلهم في الوصول إلى كرسي الحكم، وفور أن تربع على عرش مصر تنصل من كل هذه الوعود و أنكر العهود التي قطعها على نفسه.
١- « ثوروا ضدي لو خالفت القانون »
فى احدى الحلقات التليفزيونية على قناة « النهار » وتحديدا قبل الانتخابات الرئاسية ظهر المرشح الرئاسى محمد مرسى لكى يعرض برنامجه الانتخابى على الشعب، وحينما سأله مذيع البرنامج « محمود سعد » ماذا ستفعل لو خرجت المظاهرات تطالب بإسقاطك وأنت رئيس للجمهورية ؟
أجابه مرسى بسهولة ويسر قائلا «الشعب صاحى وواعى وعارفين أن الذى لا يحترم الدستور والقانون سيثور ضده، وأنا عاوز الشعب يثور ضدى إذا لم أحترم الدستور والقانون وسأرضخ لقرارات الشعب أيا كانت، وإذا طالبنى بالتنحى ، سأتنحى فوراً عن منصبى»
بعد أن دهس مرسي الدستور والقانون بالإعلن الدستوري الذي أصدره في نوفمبر الماضي، خرج ملايين المصريين في ميدادين مصر يطالبون بإسقاط مرسى وتنحيه عن الحكم، كان رد مرسى على ذلك، على غرار مبارك، « خليهم يتسلوا » حيث قال فى مؤتمر أمام مؤيديه فى قصر الاتحادية أنه أصدر الإعلان الدستورى لتحقيق أهداف الثورة، وهدد معارضيه وطالبهم باتباعه فى قراراته أيا كانت طبيعتها.. فلم ينصت لهؤلاء حتى قرروا أن يتظاهروا أمام قصره في سلمية تامة، حتى فاجأ مرسي الجميع باستدعاء أنصاره ليفضوا الإعتصام الذي كان على أرصفة قصر الإتحادية واستعملوا أبشع وأقذر الوسائل من حرق الخيام وضرب وسحل السيدات وقتل النشطاء والصحفيين، حتى وصل الأمر إلى إحتجاز بعض المعتصمين من قبل أنصاره داخل بوابات القصر وتعذيبهم ثم بعد ذلك قاموا بتسليمهم للنيابة العامة مربوطي الأيدي والأرجل من خلاف.. ثم خرج مرسي على الشاشات يهدد الجميع بالمصير الذي سيلاحقهم إذا استمروا في معارضته وصرح بأنه تم القبض على البلطجية الممولين الذين إعتصموا عند الإتحادية قبل أن يتم التحقيق معهم من الأساس، حتى جاءت الطامة الكبرى عندما حاول النائب الخاص الذي عينه بأمر أحد مرؤوسيه من النيابة العامه بحبس بعض من العاطلين عن العمل من الذين قبض عليهم من قبل أنصار الرئيس عند الإتحادية كي يحفظ ماء وجه الرئيس من المهاترات والكذب الفج الذي صرح به في خطابه عن القبض على بعض البلطجية والممولين من قبل المعارضين في مشهد هز عرش العدالة في مصر وجعلها حذاء في قدم الرئيس يسير بها على رقاب كل من تسول له نفسه في الإعتراض على قراراته.
هذه واحدة من وعود محمد مرسي قبل إنتخابه .. ومازال في وعود مرسي الكاذبة بقية.