تكاد تطابق سياسات الإخوان المسلمين وهى فى الحكم مع حزب المخلوع وبالتالى ليس هناك فرق بين سياسة محمد مرسى وسياسة مبارك، لذا صدق الناس حين هتفوا قائلين: احلق دقنك بين عارك... محمد مرسى هو مبارك، والغريب أن تطابق سياسات مرسى ومبارك جاء على جميع الأصعدة، فعلى صعيد السياسة الخارجية مازالت مصر تابعة للسياسة الأمريكية وسياسة الحلف الأطلسى ولنأخذ سياسة مصر وسوريا مثالاً، وتجاه «إسرائيل» وخطاب مرسى لعزيزه بيريز مثالا آخر، وكذلك الموقف من إيران، حيث مازالت العلاقات مقطوعة، ومازالت مشكلات مصر مع دول حوض النيل كما هى فى زمن مبارك، بإيجاز نستطيع أن نقول إن السياسة الخارجية لمصر هى علاقة تبعية لكل من أمريكا وتركيا وقطر والسعودية، ويكفى أن نشير إلى قول «المحلل الإسرائيلى إفى بساكروف» إن التعاون الأمنى والمخابراتى بين مصر وإسرائيل يعيش حالياً شهر عسل، وفى تقرير نشره موقع «والا» الإخبارى عن مسؤول سياسى «إسرائيلى» قوله إن هناك الكثير من المصالح المشتركة بين «إسرائيل» ومصر الجديدة، أما عن قطر فنظرة دون عمق تكشف لنا عن نوعية العلاقة التى تعطى فيها قطر مساندة كبيرة للإخوان المسلمين لحكم مصر، وهى مساندة جاءت بتزكيتهم للحكم فى مصر أمام أمريكا، وقد جاءت كذلك على أمل وقوع صراع سنى شيعى فى المنطقة يحقق الخلاص من المقاومة ويدعم المسالمة أمام «إسرائيل».
أما على صعيد السياسة الداخلية، فيهمنا أن نشير إلى القروض والهبات والتسهيلات التى يحاول جلبها مرسى وحكومته دون وجود أى خطة للنمو، زائدين ديوناً على الديون الخارجية والداخلية مما يهدد الاقتصاد بشكل حقيقى، وبعد ما يقرب من عشرة شهور على حكم الإخوان المسلمين ود.مرسى لا يوجد حتى الآن أى خطة أو ملامح خطة اقتصادية، ألم تكن تلك هى سياسات مبارك، كما أن رجال أعمال الإخوان تمت إضافتهم إلى رجال أعمال الحزب الوطنى المخلوع على طائرة الرئيس لتركيا والسعودية والصين،
وهكذا نعيش تزاوج المال مع السلطة كما كنا نعيشه مع مبارك ونظامه، وعلى صعيد الوحدة الوطنية فنحن يحكمنا حزب وجماعة ورئيس طائفيون فى المفاهيم والسلوك ويكفى أن نشير إلى ماحدث من اعتداء همجى على الكاتدرائية من قبل رجال داخلية مرسى بتعليمات من وزير داخلية يقدم الولاء للجماعة كل ساعة، والدكتور محمد مرسى يقوم بزيارة واجبة لطلاب جامعة الأزهر الذين تعرضوا للتسمم ولا يفكر بزيارة المصابين المصريين المسيحيين الذين تعرضوا لضربات همجية سواء فى الخصوص أو أمام الكاتدرائية، بل إن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل نصح أحد مستشارى الرئيس بأن يذهب الدكتور مرسى لزيارة الكاتدرائية فقال له المستشار: إنت عاوز الرئيس يروح كنيسة!!، تلك هى الطائفية المفهوم والسلوك معاً وللأمانة يجب أن نشير إلى أن الرئيس وحزبه وجماعته يمارسون التمييز ليس فقط ضد المسيحيين بل ضد المسلمين أيضاً من غير جماعة الإخوان، فهم شعب الله المختار وباقى المواطنين من الأغيار. بعد أوجه التطابق تلك بين مرسى ومبارك وحزب الحرية والعدالة والحزب الوطنى نستطيع أن نعلنها بصوت مرتفع ونقول بصدق شعب مصر ليس مجبراً أن يكون بين شقى الرحى لسنا مجبرين أن نختار بين الجماعة المخلوعة والجماعة المحظورة لسنا مجبرين أن نختار بين شفيق ومرسى، فالاثنان أتيا بالخراب والمهانة على مصر والمصريين.