هل استطاع محمد مرسى أن ينام بعد أن رأى مبارك فى القفص يلوّح بيده -لا بإصبعه فقط كما يفعل مرسى- فى جلسة محاكمته الثانية؟.. وهل استطاع محمد مرسى أن ينام بعد أن شاهد مبارك وهو يبتسم.. وبدا متفائلًا.. ومنتصرًا؟
هل شاهد أصلًا محمد مرسى تلك المشاهد؟ فهل استوعب ما فعله مبارك؟ أم أنه ينتظر تعليمات جماعته لكى يستوعب؟
لقد تحدّى مبارك مرسى وجماعته..
وبدا أنه انتصر عليهما..
فها هى الفوضى التى بشّر بها.. وأصبحت الجرائم منتشرة.. وما زال الاستبداد ساطعًا.. وجماعة الإخوان ومندوبهم فى قصر الرئاسة يسيرون على نهج مبارك ومدرسته فى العناد.. ولا يهتمون بمطالب الشعب.. وبمطالب الثورة.. لقد استطاعوا أن يرثوا نظام مبارك وأجهضوا الثورة.. ثم يدّعون أنهم الثوريون «وثوار أحرار هنكمل المشوار».. رغم أنهم يعرفون أنهم لا ثوار ولا يحزنون ولم يدعوا أبدًا إلى ثورة..
.. فهم كاذبون.
ومنافقون ومهادنون.. وكانوا يسعون إلى مبارك ونظامه للتوافق والتحالف.. وكان مبارك يلاعبهم.. فهم صنيعته.. فقد عادوا للدخول إلى معترك السياسة والبرلمان فى فترة حكمه.. وبالاتفاق مع أجهزة أمنه.. فأين الثورة الآن؟ هكذا كان لسان حال مبارك وأبنائه.. ووزير داخليته وقياداته الأمنية، فقد تم إجهاضها على يد جماعة الإخوان ومندوبهم فى قصر الرئاسة.. وأبدى مرسى فشلًا عظيمًا فى إدارة شؤون البلاد.. فضلًا عن أنه رجل مُسيَّر بتعليمات قيادات الإخوان ومكتب إرشادهم فى المقطم.. ورضى الرجل بذلك.. فهو تعلّم على سمع وطاعة قياداته ورؤسائه! ولم تتحقق الحرية التى طالب بها الناس فى ثورتهم ضد مبارك ونظامه.. ولم تتحقق دولة القانون.. ولم تتحقق العدالة.. ولم تتحقق الكرامة..
وحتى الدستور الذى ناضل من أجله المصريون عشرات السنوات.. جاء دستورًا طائفيًّا.. والانتخابات الحرة التى حلم بها المصريون.. لم تتحقق.. واستمر التزوير.. وحدّث ولا حرج عن الأزمة الاقتصادية التى أوصل مرسى وجماعته بسياساتهم الفاشلة المصريين إليها.. فالأزمة عامة وتؤدّى إلى الدولة الفاشلة المنهارة تمامًا.. وكأنهم يسعون إلى ذلك للتخلص من المصريين.. وحدّث ولا حرج عن أجهزة أمن النظام التى تحوّلت إلى ميليشيات للجماعة وتؤتمر بأوامرها.. فعادت الشرطة للانتقام من المصريين الذين خرجوا فى ثورة ضدها.. وعاد الاعتقال والتعذيب الممنهج.. واصطياد وقتل الناشطين السياسيين المعارضين للإخوان.
.. ولم يعد هناك فرق بين محمد إبراهيم وزير داخلية مرسى، وحبيب العادلى وزير داخلية مبارك..
لقد وصل الأمر بمبارك فى التحقيق معه فى قضية أخيرة أن يقول للمحقّق، اكتب كما تريد وقرر كما أرادوه منك.. فالناس صارت تعرف الحقيقة.. ومع هذا نام محمد مرسى ليلته بعد أن شاهد مبارك يلوّح بيده مبتسمًا شامتًا لأن جلده تخين.