رضا شومان14 ابريل 2013 03:01 م
رصد برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي ملامح وتعبيرات وجه الرئيس السابق حسني مبارك في المحاكمة الأولى والمحاكمة الثانية، حيث أثارت تعبيرات الرئيس السابق جدلا واسعا في المحاكمة الثانية، بعد أن ظهر بمظهر الواثق، بعيدا عن صورة الرجل المنكسر المستسلم التي علقت في الأذهان خلال محاكمته الأولى، من خلال تحليل نفسي للدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي.
ومن جانبها قالت الإعلامية منى الشاذلي إن مصر أهم من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أو الرئيس محمد مرسي، ودعت المصريين إلى الخروج من حصار تحليل ما يفعلانه، وأضافت، "شعبنا أبقى وأهم من حزب وطني ذهب أو حرية وعدالة حالية، كل من أحسوا أنهم في أزمة من محاكمة مبارك أو تحليل نظراته سواء أكانت شماتة أو لا مبالاة، كل هذا ليس مهما، المهم هو البلد".
وتابعت، "من يبقى هم الناس والأرض والإحساس والأمل، هذه البلد ملكنا، يأتي رئيس ويروح رئيس، يأتي حزب ويذهب حزب، البلد هي التي تبقى"، مشيره إلى أن الثقة والابتسامة الواضحة التي كانت مرسومة على وجه مبارك دفعت البعض للتساؤل عن سرها، وقالت: "ابتسامة مبارك دفعت بافتراضات خاطئة و"لخبطة" من قبيل أنك لو ضد الإخوان تكون مع مبارك، أو لو أنت غير راض عن الحال التي تعيش فيه مصر الآن فأنت تريد أن تعود إلى زمن النظام القديم".
وأضافت: "نصيحتي هي ألا ننشغل بهذه الافتراضات، لأن مبارك أصبح من الماضي، وأنت تعرف أن الماضي كان به أشياء كثيرة خاطئة، وبلدنا وشعبنا هما الأهم والأبقى من كل هذه التصنيفات الغريبة الموجودة حاليا".
وقال الدكتور أحمد عكاشة ، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، أن 80 % من المصريين تغيرت نظرتهم للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، حيث أصبحت أكثر إيجابية عن ذي قبل، نظرا للغياب الأمني الذي تعاني منه مصر حاليا، مضيفاً خلال استضافته في البرنامج "الصحة النفسية تتأثر بالسلب في ظل غياب القانون والأمن، لذلك يشعر البسطاء الذين يشكلون80% من المصريين بالحنين لعصر مبارك"، وموضحاً أن هؤلاء لا يعبأون بالديمقراطية، وإنما يهتمون أكثر بالحالة الأمنية، وغيابها يؤثر عليهم سلبيا في انتمائهم للوطن أو الدين، وقال: "الأمن يشكل جودة الحياة، وبدونه نكون بصدد حالة تسمى بالاكتئاب الوطني".
وأشار إلى أن هذه الحالة ظهرت أيضا من خلال الصدمة التي تعرض لها المصريون بعد أن سمعوا وعودا كثيرة ولم يتحقق منها شيئا، وقال: "كان من الأفضل أن نقول لهم الحقيقة، أن نعلمهم أن وضع مصر ليس جيدا، ولكن ما حدث عكس ذلك، ومن ثم فهم يريدون الأفضل"، مضيفاً "لا يهتم بالدستور والديمقراطية إلا النخبة، أما الغالبية يريدون معيشة وعلاج وتعليم لأبنائهم من أي جهة كانت، كانوا منتظرين أن تطلعاتهم تتحقق، ولكنها تحولت إلى أحلام، وسراب في نهاية المطاف".
ومن جانبها فسرت رغداء السعيد خبيرة لغة الجسد، ابتسامة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أثناء جلسة محاكمته بأنها نرجسية، مشيرة إلى أنه كان مصمما على أن يظهر بنفس لغة الجسد التي عهدناها في30 عاما هي الفترة التي قضاها في الحكم، مشيره في اتصال هاتفي "مبارك صمم على أن تكون رأسه مرفوعة، كان يضم يده الاثنين ويرفع بها ذقنه اثناء المحاكمة، في حين أن المحاكمة الأولى كان مغمض العينين طوال الوقت"، مضيفة "اليوم كان يريد أن يعطي رسالة أنه موجود، وابتسامته لا أتعجب منها، فلا يوجد وقت أفضل من ذلك لكي يبتسم، إضافة إلى أنه لديه نرجسية تشبه نرجسية صدام حسين الذي كان مبتسما حتى وقت النطق بحكم إعدامه، حاول مبارك جاهدا أن يخفي مشاعره الحقيقية، ولكن علاء مبارك وجمال ظهر عليهم التوتر في بعض الأحيان".
وتابعت "الوحيد الذي لم يكن يدعي حركاته هو علاء، أما مبارك فهو ممثل جدا، استطاع أن يوصل الرسالة بالضحك وتحية أنصاره، والله أعلم ما بداخله، أما جمال فكان من السهل أن ندرك أنه كان متوترا".
ومن زاوية أخري وبعيدا عن السياسة ربطت الإعلامية مني الشاذلي بين برنامج "Arab Idol" التي أذيعت حلقته المباشرة قبل برنامج جملة مفيدة مباشرة، وذلك في الفقرة المميزة التي استقبلت فيها صاحب قصة نجاح لا تُصدق الشاب المصري أحمد فايز الذي كان من أوائل الثانوية العامة المكفوفين، الذي اتشح بالأمل حتى عاد إليه البصر في حكاية أغرب من الخيال.
وقالت منى الشاذلي ان المهم في "Arab Idol”هو بكرة، الأمل، الشباب، المحاولة، ويكون كيانهم مشغول بحلم وهدف، نحن سنكمل الهدف، مع الأمل".
قصة أحمد عرضتها حلقة "جملة مفيدة"، حيث ولد في أسرة فقيرة، دفع ثمن هذا الفقر 18 عاما قضاها وهو كفيف بسبب خطأ طبي في إحدى المستشفيات، كل ما اهتمت به أسرته حينها هو أن تأخذه من المستشفى، حيث رفض الأطباء بعد هذا الخطأ أن يسلمونه خوفا من أن يصل الأمر للقضاء.
عاش أحمد هذه السنوات، ووالدته ترعاه وتعوضه عن وفاة والده، ضاربة بذلك أروع الأمثلة في التضحية، حيث كانت تعمل في المنازل دون حتى أن يعرف أبنائها، وأصرت على أن يدخل ابنها المدرسة وألا يكون أقل من أي طفل آخر، حتى اشتد عوده، وأصبح من أوائل الثانوية العامة للمكفوفين.
كان من المفترض في هذا الوقت أن يحصل أحمد على منحة من وزارة التربية والتعليم، وكان مفترضا أن يشارك في رحلة كانت تنظمها جريدة "الجمهورية" كل عام لأوائل الثانوية العامة، ولكن كل ذلك لم يحدث، وتعللت الجريدة بأنه لن يرى شيئا في رحلته لأنه كفيف.
كانت هذه الصدمة دافعا لأحمد أن يكون أكثر صلابة، وأمه كذلك، ولم يستسلم، وبحث عمن يساعده، وبالفعل ساعدته الصحفية نشوى الحوفي في الحصول على منحة جزئية في الجامعة الأمريكية، بينما رعت مؤسسة الألفي للتنمية البشرية باقي مصروفات المنحة، بينما تكفل شخص آخر لا يعرف اسمه بمصروفات سكن أحمد في القاهرة، لأنه من محافظة المنوفية.
بعد 4 شهور في الدراسة، تم ترشيح أحمد لطبيب العيون الدكتور مصطفى الشربيني ودرس الأخير حالة أحمد، وقرر أن يجري له عملية لإزالة المياه البيضاء من خلف عدسة الرؤية، ونجحت العملية في أن يسترد أحمد بصره مرة ثانية.
ولكن 18 عاما من القراءة بطريقة برايل، كانت كفيلة بأن تضع صعوبة أخرى أمام أحمد وهي كيف يقرأ ويكتب العربية والإنجليزية مثل أي طالب سوي، واستطاع في النهاية التغلب عليها بالمزيد من التعب والكد، وهو الآن على وشك التخرج من الجامعة، ليستعد بعد ذلك للدراسات العليا.