بدأ ذي بدأ لا اصدق واحد من قادة الجبهة عندما يقول انه يريد تمكين الشباب. عن أي شباب يتحدثون؟ الديكور الذين يملئون المؤتمرات جريا وذهابا بدون قيمة كأنهم طحين بلا عجين؟ ام عن شباب كل دوره في الجبهة انهم يخرجون في مؤتمرات خاوية بلا معني يقولون كلمة ثم ينزوي دورهم بلا اي قيمة او أثر؟ وبدأ زي بدأ لا ارى للجبهة كرامة ولا موقف حميد نحمدها عليه. كانوا في الأصل، جزء من مطاريد النظام وجزء من موظفي النظام، فا أتلم المتعوس على خايب الرجأ وحاربنا من اجلهم ووقفنا ندافع عنهم لكي يكون لنا صف واحد أمام الأخوان، ثم فجعنا في ضحالة الفكر، وسطحية الأولويات، وعدم الأكتراث برأي الناس، وتهميش الشباب، ومحاولة بأسة لمأسسة جبهة من أحزاب بالكاد ليس لها بعد شعبي خارج العمارة التى بها مقاراتها.
قادة الجبهة ينافقون الشباب بقولهم "تمكين الشباب".. فأين هم الشباب في الجبهة ولجانه؟ وماذا يفعل العواجيز في كل صفوف قيادتها؟ ولا أقصد هنا كبر السن ولكن القدرة على الحركة! وقادة الجبهة لم ينجحوا في تمثيل الشارع وقت أزمة الدستور وجأوا متأخرين للمشهد بعد ان أجبرهم الشارع على اتخاذ مواقف حقيقية والنزول الى الأستفتاء بدلا من المقاطعة! ترفع قادة الجبهة النخبويين وقالوا كنا نخشي من أضفاء الشرعية على الدستور الأخواني ولذلك كنا نريد المقاطعة! هذا لأنهم لم يستطيعوا قيادة الشعب الرافض للأخوان لكي يذهب للصندوق ويقول "لا". مجرد 20% من مجمل من له حق التصويت ذهب الى الأستفتاء مع ان قبلها بعدة أشهر نزل أكثر من 50% في انتخابات الرئاسة، فمن قادهم وقتها؟!
ومن داخل الجبهة وفى شوارعها العريضة جرت وقائع معركة سياسة طاحنة بين شباب الأحزاب والقوى المكونة للجبهة وبين قادتها، كانت مؤدها ان الشباب يرفض دخول الجبهة التى بها بعض من موظفي النظام السابق والمتعاونين معه على أساس ان النقاء الثوري يمنع ذلك! هكذا! الثورة لا ترضى عن من كان جزء من نظام مبارك سواء كان بالوظيفة او بالدور. وعليه، فقد حارب الشباب من اجل خروج احزابها من الجبهة وتكوين تحالف آخر. لم يكن لديهم بعد النظر الكافي الذي يمكنهم من رؤية ان هذه الحرب الداخلية تهد من قواهم الذاتية وتضر بصورتهم وتجعل الناس تحكم على قدرت الشباب على وزن الأمور. فا أستمر الشباب بلا هواده والنتيجة ان الجبهة أستمرت لكن بلا روح والشباب عزف لكن بلا بديل.
نسمع الان عن ان كثيراً منهم يتجه لتكوين حزب آخر منفرد عن الجبهة وأحزابها من اجل حسن تمثيل الشباب. ولهؤلاء الشباب أقول على رسلكم.
بدأ ذي بدأ البلد ليست بحاجة الى أحزاب جديدة ثم من فضلكم راجعوا مواقفكم بأنفسكم لعلكم تروا ما أقترفته أيديكم! أنخدعتم بانكم طليعة الثورة التى نزلت للشارع وتبعها الشعب، وغركم انكم كنتم في الصف الأول للثورة، فظننتم ظن خاطئ انكم تملكون الرؤية وتملكون التعبير عن الثورة! نسيتم ان من نزل يوم 25 يناير 2011 نزل أستجابة لدعوة مفتوحة على النت وان الشباب الذي نزل كان شباب ليبرالي، وسطي، رأسمالي، قوامه من الجامعة الأمريكية ومثيلتها ومن احياء الدقي ومصر الجديدة والمعادي مثيلتهم! ولما رأى الشعب ان هذه الوجه تضرب، أيقن ان مبارك لن يقدم على أي تغير مهما كان شكل ورسم المعارض، وها هو يضرب وجوه الناس ليمنع الشعب من التغيير!
وبهذا السبب نزل الشعب للشارع يوم جمعة الغضب لأنه رأى ان شرعية مبارك مبنية على البوليس وانه يجب ان يكسر هو وشرطته! ولولا ذلك لورث جمال مبارك البلد بعسكرها وأخوانها ومباركة بعض ممن نشاهد في الجبهة الان!
العجيب ان ينزل الشعب الوسطي للشارع فيحمله الشباب اليساري القومي الناصري الى أقصى اليسار لتبنى مطالب أيدولوجية عفى عليها الزمن! حتى لغة الخطاب المستخدمة التى تقسم الناس الى طوائف فتجعل هناك حقوق للعمال وأخرى للفلاحين وأخرى للطلبة واخرى للموظفين وهكذا.. الم يكن بالأمكان تجاوز هذه المسميات القديمة والحديث مرة واحدة عن حقوق الأنسان التى تمس كل الشعب بنفس القدر؟
لقد اخذ النشطاء الثورة في رحلة عبر الحلزونة حتى نسينا لماذا قمنا بالثورة، وأصبحنا نخرج في مسيرة للمطالبة بحق شهيد او أسير فلا نرجع حتى نفقد شهيد وأسير آخر حتى نسينا لماذا نزلنا في الأصل!
الشاهد ان هذا الأمر لن يستمر طويلاً، فالناس ستسأل نفسها، هل النشطاء هم فقط شباب الثورة؟ هل الجبهة تعبر عنا؟ هل نحن نريد حقوق العمال والفلاحين والطلبة فقط؟ هل الثورة قامت ضد أفراد؟ اما سياسات؟ اما الأثنان؟ وهل قامت لتسجن وتشرد وتسحق وتمحق ام قامت لتصحح وتطور وتعدل وتغير؟ لذلك هي مسألة وقت قبل ان يهضم العقل الجمعي للشعب ويدرك ان ما نراه الآن على الآرض غير قابل للأستمرار. وشواهده بدأت حتى في حزي الأب الروحي للثورة الذي تمرد عليه جزء من أبنائه من جراء سوء الأدارة! لقد آن الآون لبناء آخر بخطاب عصري حديث له روح جديدة تبنى ولا تحتج فقط، تستطيع ان تغير وتفهم معنى الأدارة الحديثة والشفافية والأفصاح وتكسر نطاق الشلة والتنظيم والخطاب المؤدلج! الثورة مستمرة تلك التى الهمت الشارع وليست تلك التى سرقها الأخوان او تلك التى يريد اليسار ان يصبغها بلون واحد!.