أعاد إلينا «باسم يوسف» الإلهام إلى سلاح السخرية.. وإن كان صحيحاً اقتران هذا السلاح بخفة الظل المصرية، وتركيبة تلك الشخصية فى التعامل مع النكبات. فالصحيح أيضاً أننا كنا قد افتقدنا قيمة وخطورة هذا السلاح على مدى سنوات طوال دون داعٍ للربط بين السخرية ذات الرسالة والهدف، وبين الكوميديا البلهاء متمثلة فى أفلام المقاولات «العبيطة»، التى صنعت نجوماً من ورق!!
اعتقادى أن «باسم يوسف» يمثل منصة إطلاق صواريخ ضد الجهل والفقر والضحالة والعجز فى إدارة شؤون البلاد، وعندما حاولوا ضرب تلك المنصة نجح فى أن يطير ليقذف من أعلى بقنبلة «النكتة العنقودية»!!.. وهنا استنطق القدرات الكامنة فى المواطن المصرى، لنشهد واحدة من أشرس وأجمل المعارك ضد عاصمة قاعدتى «العيديد والجزيرة».. فقد انقض «الشعب المصرى الشقيق» على دويلة قطر بمئات «النكات» عقب أوبريت «قطرى حبيبى الأخ الأصغر»، الذى أبدعه صاحب البرنامج.
وفق النهج ذاته أعتقد أننا نستطيع الضغط على الزناد.. نوجه سلاح النكتة نحو «عصام الحداد» – الراجل اللى بيكتب إنجليزى – باعتباره «أبوالفذلكة» فى السياسة الخارجية والعلاقات الدولية.. لاسيما أنه نصب نفسه محققاً وقاضياً فى فضيحة الكاتدرائية.. فانبرى ليكتب موضوع إنشاء ركيكاً «بالإنجليزية» للتصدير إلى الخارج، وبعد ساعات اضطرت مؤسسة الرئاسة للمشروبات «الغازية» لـ«إخراج» كلامه من مضمونه زاعمة أن ذلك اجتهاده الشخصى.. ربما لأن المؤسسة ذاتها تعمدت «إخراج» تصريحات المهندس «أبوالعلا ماضى» حول المخابرات والبلطجية بزعم أنها غير مسؤولة عما أعلنه، وكذلك تعاملت مؤسسة الرئاسة حين «أخرجت» ما فى بطن «عصام العريان» حول دعوته اليهود للعودة إلى مصر، بإخراجه منها، والقول إن ذلك هو رأيه الشخصى، ورغم أن مؤسسة الرئاسة للمشروبات «الغازية» تركت «محمد البلتاجى» ليتصرف فيما زعم حول علاقته بالشرطة والمخابرات منفرداً.
المهم فى هذه المسألة أن سلاح «النكتة العنقودية» هو الوحيد الصالح للتعامل مع مثل هؤلاء، وكان المبدع «باسم يوسف» ذكياً فى التقاطه ذلك الخيط، فهو الذى تمسك بتكثيف «القصف الكوميدى» ضد كل السفهاء، وتجلت مقدرة «الشعب المصرى الشقيق»، وإبداعه فى المعركة ضد عاصمة «قاعدتى العيديد والجزيرة» فراح الآلاف يقصفون تلك الدويلة بالمئات من النكات، وتعاملوا مع طفل صغير عندهم بالغمز واللمز حين اعتقد أنه صحفى، ليخرج علينا رئيس وزرائهم المعروف بأنه ضخم الجثة عريض المنكبين.. إلى جانب رئيس وزرائنا «المتبسم» دون مبرر.. وصاحب اللغة والأفكار الركيكة.. ليعلنا استمرار قطر فى «الفشخرة» بمنحنا ثلاثة مليارات أخرى من الدولارات كمقدم ثمن لاحتلال قناة السويس!!
هنا لا يجب علينا إلا أن نسخر ونضحك، ونرد عليهم بسلاح «النكتة العنقودية» فقد أصبح فعالاً، ويجب أن ندك به حصون «صبحى صالح» الدستورية الفارغة من المضمون، ومعاقل «حازم صلاح أبوإسماعيل»، قائد طلائع حفلات الشواء أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، ولا مانع من أن ينال الدكتور «محمد محسوب» فيلسوف المنطق – الإخوانى – دون داعٍ لإعارة «عصام سلطان» أدنى اهتمام، مع استثناء شديد للدكتور «محمد مرسى»، فهو يحتاج إلى هجوم شامل بعد أن اتهم جزءاً من شعبنا فى بورسعيد باستخدام سلاح مضاد للطيران إبان زيارته ألمانيا، وأعلن عليه الحرب من السودان بتنظيم حفلة ثورة ثانية!!،
مرورا بحكاية القرد والقرداتى فى قطر مع تجاهلنا ما قاله على أرض مصر عن «الحارة المزنوقة»، وأملى أن يستعيد الشعب المصرى الشقيق قدراته على رجم كل أولئك بسلاح النكتة بعد أن أثبت فاعليته، وفرض على قطر تقديم ثلاثة مليارات من الدولارات، كما دفع ليبيا إلى دفع مليارين، ويتبقى وصول إخطار بالدعم من العراق.. ولا تندهشوا إذا كانت واشنطن تدعم جماعة الإخوان والدكتور مرسى عبر عواصم ولاياتها الجديدة فى الدوحة وبغداد وطرابلس!!