■ نظرت فى كارت الرجل.. كارت فخيم مطبوع على ورق البردى وبه رسوم فرعونية مضغطة واسم الشركة والمصنع حاجة كبيرة قوى وأبهة.. حضروا يا ولاد طقم القهوة المدهب والبن المحوج بالحبهان وبعده طقم شاى ووراه ليمونادة ساقعة.. ده ضيف كبير وإن شاء الله وبعونه تعالى تكون المقابلة بغرض بيزنس حلو كده من مقام الراجل ده.. يمكن ربنا يفتح علينا بعد البطالة المقنعة اللى إحنا فيها دى..
■ دخل الرجل.. فعلاً حاجة أبهة.. يالهوى.. رشدى أباظة ف عزه؟.. أشيب الفودين ووجيه وجاهة وريحته بتفح وتنح ورغاوى الصابون الأديداس لسه حايمة حواليه.. أهلا يا فندم والله شرفت الدار دى خطوة عزيزة.. قهوة؟؟ قال بصوت رقيق باظظ منه الرجولة.. ياريت.. حضرت القهوة وانتظرت أن يخرج العلبة الذهبية من جيبه ويخرج منها سيجارة ولو عزم عليا حاخد.. مش حارد إيده أبدا.. ولكنه حسس على جيوبه وقاللى ممكن سيجارة؟؟ قلت ف عقل بالى وماله؟؟ بكره الخراطيش تتحدف عليا من أم ميتين جنيه دى والواحد يولع بقى.. عزمت عليه بسيجارة وأشعلتهاله مع إن المفروض العكس.. ولكن الرجل بدا ساهما شاردا نوعا ما.. قلت ف عقل بالى بيحضّر فى مخه بقى المشروع الفخم اللى حايعرضه عليا..
■ تناول رشفة من فنجان القهوة ونفسا م السيجارة.. استلوحت من الاستعجال.. ماهو خلاص مرارة الواحد مابقتش مستحملة الإيقاع الواقع ده.. أؤمرنى يا فندم.. نظر لى هسة وفجأة «مايؤمرش عليكى ظالم ياختى.. إلهى ما يوعى يتجبر عليكى عفى ولا يستقوى عليكى ابن هرمة.. آه ياختى يا مرارى ياختى.. يا لهوى يامه»!!!!!!!
■ يا نهار أزرق!!!!!.. اتخضيت.. مالك يا فندم؟؟ فيه إيه يا بيه؟؟
■ تعبان ياختى.. تعبان خلاص وروحى سايخة.. حاسس إنى حاسخسخ ف إيدك.. عندكيش شوية كالونيا ولّا قشرة لمونة بنزهير أجرشها؟؟ ابتديت أنا روخرة أولول م الصدمة.. يادى النيلة يا خويا مالك؟؟ هارسوح.. إوعى تسلم نمر عندى هنا.. ده إيه اليوم المتضايق ده؟؟ مالك ياعم الحاج؟؟ خلاص بقى.. بلا أبهة بلا شياكة بلا أشيب الفودين بلا نيلة.. ده قلب على فادية عبدالغنى فى المال والبنون..
■ أحكيلك يا شابة.. أنا ياختى عندى مصنع مكلفه ملايير.. شايل اسم عيلتى وتاريخها العريق فى الصناعة والاقتصاد.. حصل من كام سنة إنى اكتشفت كم فساد من الإدارة القديمة.. وخسائر ابتدت تتحقق بشكل يهدد استمرار الصرح الاقتصادى الفخيم ده.. اتقدملى ناس كتير من وسطهم واحد شايل معاه ورق كتير وشهادات خبرة وهلما.. وابتديت أفحص الأوراق وأتقصى هنا وهناك.. لقيته عامل علاقة مع شوية عمال وواخد بيهم زى ما تقولى صوت فى صفه.. قعدت سنة أختبر فيهم كلهم.. ماهى مسؤولية ضخمة ومش حاسلمها لأى حد.. المهم.. بختى الاسود وأيامى الفحلقى خلتنى رسيت على الراجل ده.
■ جبته عشان أفاوضه ففرد ريشه عالآخر.. حسسنى إنه مالى إيده قوى م الموضوع وسرسبلى إحساس كده إن محدش تانى حياخد المنصب ده.. تقوليش كده حايولع فى المصنع مثلا.. واكتشفت بعد كده إنه كان طابع كروت ومفهم الناس إنه اتعين خلاص من قبل ما أقعد معاه أو أعينه.. وبمنتهى الثقة قدملى خطة عمل ماتخرش المية.. ملف كبير كده خلانى فضّلت أسمع منه وابقى اقرا بعدين.. عايز كام ياعم؟؟ طسنى مبلغ قاتل.. وشرط عليا أغير الطقم الإدارى كله وأجيب طقمه.. قلت طيب.. كلها سنة وأشوف النتايج وأحاسبه.. اشترط عليا أول هام كده عقد أربع سنين.. بس ياختى.. كان يوم منيل.. كان فين عقلى وأنا بلبس الجزمة.. الظاهر بدّلت وأنا مش واخد بالى.
■ استشعرت شؤما من القصة.. وأنا لما ريحة الحكاية ماتعجبنيش يطلعلى فسافيس فى قبة عينى.. خايفة أقولك تكمل يا عم الحاج.. حانيجى فى حتة وننزل أنا وإنت نقعد عالأرض وندخل لبعض لطم وشنشنة.. قاللى: لأ يا ختى ماتخلعيش منى فى النص.. اسمعينى للآخر.. دنا أتنقط وكلاويه تطرشق فى وشك إن ما اتفكيتش.. إتفك ياخويا إتفك.. فكوا مفاصلك كوع كوع وبز رجل بز رجل.. هيه وبعدين؟؟
■ دخل ياختى بالحنجل والمنجل وهوب كام يوم ومالقيتش حد م الإدارة القديمة.. أتاريه ابن الصرمة ضرب قرار جمعية عمومية من ورايا وخد فيه كل الصلاحيات لنفسه بالتعيين والرفد والتصرف فى الأموال وحتى بيع الأصول.. ولقيتلك المصنع اترشم أشكال بعيد عنك ياختى تقطع الخميرة م البيت.. الرزق لو شافها يستأذن ويقول حابقى آجى بعدين لما الدار ينضف م النجاسة..
أطلب أى منصب من المناصب القيادية فى المصنع ألاقى داخل عليا واحد كبير يقف بسرب بط على طريق الفيوم.. أو يبلط كسر رخام فى وحدات التبول فى المصنع.. أطلب الملفات ألاقى شهادات ودكتوراهات مضروبة وتبصى عالصور تحسى إنهم معجونين فى كَبّة كفتة واحدة.. نفس السحنة المجنزرة والوش اللى استغفر الله العظيم واخد نفرة حمار متنرفز.. قلت أفتح الملف المجعلص بتاع خطة العمل اللى كنت أجلت قرايته.. ألاقى ياختى ألف ورقة مكتوب فيهم سطر واحد متكرر.. «ضحكت عليك يابن الهبلة».. شفتينى وانا بنهق؟؟ شفتك يا بيه.. دانا قربت ألعب الآلة الصولو فى سيمفونية النهيق دى.. هيه وبعدين؟؟
■ بلف شوية عمال ولبسهم أسمال بالية كده وعلفهم ما تعرفى مفتقة ولّا ملبوب شعير لحد ما بقوا تيران بلدى.. كل ماجى أتكلم ألاقيه لمّهُم ووقفولى على الباب قال يمنعونى م الدخول.. يا ولاد الكلب دانا صاحب المال.. دانتوا بتطفحوا من خيرى.. المصنع اللى بتبرطعوا فيه زى جحافل التيران الهايجة ده شقا عمرى.. يخرب بيوتكوا والبيوت اللى جنب بيوتكوا.. المهم.. شوية شوية وابتديت ألاقى المصنع بيترهن منه أجزاء مقابل قروض ماتتسدش حتى لو ربطونى ف ساقية.. مانا اللى حادفع ياختى أنا اللىt حادفع.. دفعوا مصاريف دفنتهم برايز برايز.. وبوابتين تلاتة اتفتحوا فى الجهة الشرقية والجنوبية والغربية وناس غريبة شبههم كده ابتدت تدخل وتترستأ.. أسأل إيه دول وإيه اللى دخلهم أرض مصنعى؟؟ يقوللى وانت مال أهلك.. وهما يقولولى إحنا واخدين الحتة دى وضع يد.. ويطلعولى آلى ومدافع صواريخ.. مدافع صواريخ ليا أنا؟؟؟وبضاعة المصنع بتتسرسب م البوابات دى قدام الكل كليلة.. أدور على بقية الرجالة فى المصنع ألاقى اللى مرعوب وعاملها تحته.. واللى فنجرى بق بس فى الحمام ولوحده.. واللى يقوللى بلغ السلطات.. أبلغ السلطات.. ألاقيهم جم ضربونى أنا وشوية العمال الغلابة اللى معايا.. لا لاقى حد أستغيث بيه ولا ينجدنى.. المروة والشهامة فين يا ناس؟؟ أنا معترف إنى كنت حمار وابن جزمة.. لكن أعمل إيه؟؟ أخلص إزاى م الاحتلال ده؟؟ أنا اتخرب بيتى والمصنع بقى عالبلاط.. خرابة بينعق فيها البوم.
■ صمت.. صمت طويل.. والراجل باصصلى.. ياختى ماتقولى حاجة.. جتك نصيبة وانتى قاعدة زى الصنم كده.. قال جبتك يا عبدالمعين..
■ ومين قالك إنى عبدالمعين؟؟ أنا أنابيب استشعارى قنفدت من نص حكايتك الملغمطة دى.. جايلى أنا وأنا عندى مصيبة أكبر من دى.. هو إنت مادريتش إن المصيبة مش فى مصنعك إنت لوحدك؟؟ إنت بتستهبل؟؟.. لا ما بستهبلش.. ماهو اللى جالى ده جه منه للمصانع اللى حواليا.. وفى المركز والمحافظة وكله كله..
■ طب إنت عايز منى إيه دلوقتى؟؟ ما الحال هو الحال عامم عالكل؟؟
■ اكتبى الحكاية مدام كلنا فى الهم سواء.. ياكش الناس تفوق.. ياكش ينهضوا بدال ماهم مبطوطين كده مستنيين بطل الفيلم..
■ قوليلهم هما مش عايشين فى فيلم سيما.. محدش حايدخل فى الآخر يقلع الطاقية والشنب ويقول أنا المقدم أنور وجدى.. ويضرب طلقتين فى الهوا وينقذ ليلى مراد.. قوليلهم إنهم مش ليلى مراد.. والحلول مابتقعش م السما.. والنهايات السعيدة مابقتش بتيجى تقفيل بره.. النهايات السعيدة بقت بتتعمل مصنعية محلية..
■ خلاصة القول.. قوليلهم يسترجلوا ويشربوا بيريل بدل زيت الخروع اللى أدمنوه ده..
■ حاضر.. يا قوم.. استرجلوا واشربوا بيريل بدل زيت الخروع اللى أدمنتوه ده.. اللهم بلغت اللهم فاشهد..