إخاء شعراوي11 ابريل 2013 06:47 م
واصل الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، حديثه ببرنامج "مصر أين ومصر إلى أين؟"، الذى يُذاع على شاشة "سى بى سى" مع الإعلامية لميس الحديدى، ويناقش فى الحلقة الخامسة، الأحداث الراهنة التى تعيشها مصر، من أزمات بين الاعتداء على الكاتدرائية، والأحوال الاقتصادية المتعثّرة.
* فى كل حلقة من هذا الحوار كنا نخصصها لموضوع محورى، قضية ما يتحدث فيها الأستاذ ونعلق على الشأن الجارى، لكن هذا الأسبوع وما أحاط به من أزمات يمكن أن نسميه "أسبوع الأزمات"، فما بين الاعتداء على الكاتدرائية، وهو أمر غير مسبوق فى التاريخ المصرى، وبين أزمة القضاء التى لا تكاد تنفك، وبين الأزمة الاقتصادية، نحن فى أسبوع محاط بالأزمات، لذا فالأستاذ خصّص أن يتحدث فى هذه الحلقة عن هذه الأزمات، ونتحدث إلى رؤيته فى هذه الأزمات.
** أنتِ من اخترتِ أن نتحدث عن هذه الأزمات، ولست أنا.
* دائماً الاختيارات تكون لك، وأنا أشرف بذلك.. هل احتكمت كل هذه الحلقات وضاقت بنا، ما الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه؟
** أريد أن أبدأ ببداية "أدب"، يبدو أن الأزمات تعلّم الشعب المصرى نوعاً من "الأدب"، الذى شاهدناه فى فيلم عن الشاعر التشيلى العظيم الذى وضعوه فى المنفى، وجلس فى منزل منعزل، وكان "البوسيتنو" يأتى له بجميع الجوابات الخاصة من معجبيه، وكان يحب الشعر أيضاً، فقال له فى ذات يوم أريد أن تلتفت الناس لى، فقال له الشاعر التشيلى "وأنت تتحدث حاول أن تنسى الأسلوب السردى فى رواية الأشياء، وحاول تأخذ الأسلوب التصويرى"، هذا الأسبوع وجدت أن جميع الشعب بطلوا يحللوا الأزمة بالشكل السردى، ومن كثرة الأسى أصبحنا نحاول إيجاد أمثلة تصويرية.
سألت أحد الأشخاص الكبار فيما يحدث، فأجاب: ماتتعبش نفسك كلنا فى قطار، عندنا حرية تنقل بين غرف الطعام وكبائن النوم، لكنه واخدنا كلنا على طريق ما، لم نعلم رؤيته، مش واخدين بالنا أن الناس اللى فى غرفة القيادة لا يعرفون أين يذهبون، لكن المشكلة الكبرى، هى يوم يتوقف الوقود بالقطار أو يصطدم أو يصل إلى منطقة ليس بها قضبان، فيدخل بنا إلى حيث ما لم نعلم، هذا الوصف تحليلى لما يحدث فى مصر.
ما يحدث فى مصر يقلقنى جداً أكثر من أى وقت مضى، ويمكن أن نصف الوضع بشخص يضع يده داخل وعاء حلوى «وعايز يهبش أكبر قدر ممكن من الحلوى»، لكنه لم يحصل على شىء ولا قادر يطلّع إيده، نحن بالضبط السيناريو الذى نعيشه كأننا "أهل الكهف"، ناس طالعة ولم يعرفوا أن الزمن ولغة الخطاب اختلفت، لكن الإخوان جلسوا 70 أو 80 سنة هما أخدوا السلطة فى ظرف معين، العملة واللغات والمقاييس اختلفت "مش داريانين أن العالم اتغير" ولم يتصوروا أن العالم تغير، ويغفلون أن أغلبية هذا الشعب حتى إن بدا لديهم اتجاه إسلامى، فالإخوان عنده ثقافة معادية لهم مهما كانت اللحظة، فالمجتمع المصرى لن يتخلى عن ثقافته، الإخوان اصطدموا مع كل العصور وقتلوا، سواء عصر السادات أو عبدالناصر أو مبارك، لذا فهم خرجوا ولم يعلموا أى شىء، الناس تشك أن لديهم قدرة أو قيادة.