قالت مجلة "تايم" الأمريكية أنه من غير العدل قول أن الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بدأت بعد ثوره يناير حيث أنه في عهد مبارك تم تفجير كنيسة راح ضحيتها 23 شهيدا، وتكررت النزاعات حول القيود الحكوميه على تراخيص بناء الكنائس .
ورأت المجلة أن الجليد الطائفي في مصر كان رقيقا بدرجة خطيرة منذ سنوات، لكن مع تصاعد احداث العنف الاسبوع الماضي فتحت آفاق جديده حيث ان هناك احتمال حقيقي بوجود صراع مفتوح بين القوى الإسلامية والكنيسة وهذا يمثل تحديا خطيرا في بلد تعاني من اضطرابات سياسية واقتصادية.
وأضافت أن غضب البابا يضع الكنيسة في موقف لم تشهده منذ ثلاثة عقود، وهو معارضة الحكومة صراحة، فالباباوات السابقون دفعوا ثمنا باهظا لهذه المعارضة.
وأوضحت المجلة أن البابا شنودة الثالث اصطدم بالرئيس الأسبق أنور السادات، وانتهى الصدام إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية في دير بسيناء في أواخر عهد السادات، وخلال سنوات مبارك، أبقى شنودة انتقاداته للنظام خلف الأبواب المغلقة، وعمل على إظهار وجه عام موحد مع مبارك، وهي الإستراتيجية التي أثارت اعتراض عدد من شباب الأقباط في السنوات الأخيرة قبل الثورة.
وذكرت المجلة الأمريكية أن البعض توقع أن يتبنى البابا تواضروس سياسيات مماثلة بعد تنصيبه في نوفمبر الماضي، إلا أنه في غضون أسابيع خالف تلك التوقعات بانتقاده العلني للدستور لاستناده على أساس ديني.
واعتبرت أن الجولة الأخيرة من العنف يبدو أنها ستقود إلى تصلب المواقف المستعصية، مستشهدة بما قاله الدكتور محمد البرادعي القيادي في جبهة الإنقاذ إن الدولة تنهار اليوم سياسا واقتصاديا، ولا أعتقد أن لدينا فترة طويلة لإصلاح هذا، وهي تصريحات مشابهة لتصريحات البابا.