إشتهر باسم " كريم بسكوتة " .. ليس إسماً على مسمى سوى في سهولة الذوبان في فم السلطة .. لم يميزه في جسمه النحيف في شيء .. سوى قلب ميت يجعله يتقبل إرتكاب أبشع الجرائم التي تطلب منه دون أدنى تردد .. هذا كله ليس بمقابل مادي لكنه مقابل تجديد الرخصة .. رخصة بلطجي النظام .. فبلطجي النظام له هيبة أمام البلطجي الشعبي .. هو الذي يدخل القسم ويجلس على الكرسي أمام رئيس المباحث ويشرب القهوة ويطلب منه الإفراج عن البلطجي الشعبي الذي قبض عليه أمس بكلمة واحدة " ده تبعي يا باشا " ولا مانع من أن يأخذ " قرشين " من الحشيش وهو خارج كواجب من واجبات الضيافة في تلك الأماكن.
لم تتفق نظم مبارك والمجلس العسكري ومرسي سوى في البلطجة .. أهم ما يقوم بتفتيشه أي نظام جديد في أوراق من سبقه .. هم البلطجية .. المفعول السحري السريع للسيطرة على عقول الشعب المسكين الذي أصبح الأمن بالنسبة له هو أسمى أمانيه ومستعد ليتنازل عن كل مطالب الثورة في سبيل هذا الهدف المفقود، والأن أصبح لهم دور جديد وربما أهم الأدوار في تاريخ البلطجة في مصر وهو الإستعانة بهم في ضرب وقتل المعارضين للنظام من خلف بيادات جيش العسكر مع طنطاوي ثم جيش الأمن المركزي مع مرسي.
كريم .. بائع الملابس الرياضية هو كارت الچوكر في هذا العصر .. عصر البلطجة باسم الجيش حيث الوطنية الزائفة وإن كان بلطجي تارة.. وباسم الدين حيث الجنة المزعومة وإن كان قاتل تارة أخرى، تجده في كل مكان وزمان .. هو إبن النظام السابق والقادم مروراً بالحالي.
بسكوتة .. ذلك البلطجي الشهير في موقعة العباسية الأولى عندما رتبت قيادة المجلس العسكري ميليشيات سرية ضد الثوار، كان أبرزهم بسكوتة .. النجم الذي اشتهر بقنصه عين الشاب الذي كان يصوره، وبجسده النحيف الرشيق، طبعت صورته في ذاكرة معارك الثورة.
كريم .. في خدمة البلطجة الحاكمة، وصورته أعلى بناية مواجهة للكاتدرائية، توحي بفهم نظام عمل متكامل أحيا فيها مرسي وجماعته أجهزة وعلاقات قديمة بين عصابات مسلحة للسيطرة على الشارع مرة باسم الوطن، والآن باسم الإسلام... انتقالات تعتمد على رشاقة قاتلة وقمع لجماعات مطلوب ألا تغادر موقعها الصامت.
بسكوتة .. والعصابة التي ساعدته، أرشق من أن ينتموا مباشرة الى جماعة الإخوان المسلمين .. هم أقرب الى مجموعات تتحلق حول رجال أعمال يعرفهم " البلتاجي " جيداً .. البلتاجي هو بمسابة رئيس جهاز مخابرات التنظيم السري، والذي طالما يخرج علينا بحسه المخابراتي المعروف وكأنه خرج علينا من إحدى روايات "نبيل فاروق" .. فالبلتاجي يعرف جيداً هؤلاء الذين يمارسون عنف العجائز، الباحث عن ذاتهم في الذوبان مع الجسم الكبير لخيرت الشاطر.. جامع نثار جماعة كبار رجال المال والأعمال إخواناً وفلولا .. هم الأن لا يختلفون عن بسكوتة بثقله التاريخي في اللعب تحت حماية النظام وقدالتقوا معه في استعراض مشترك للترويع .. ترويع الشعب مسلمون ومسيحيون .. ساسة وعامة .. من أجل تحقيق الهدف وهو الإلتفاف الشعبي حول السلطة ضد المعارضة.
كريم .. الذي في هذا الفيديو الموجود في أخر المقال وهو يطلق الخرطوش في عين الصحفي " شهاب " وقت تصويره له بالسلاح في أحداث العباسية ٢٠١٢ .. هو نفسه " بسكوتة " الذي يعتلي أسطح الكتدرائية و يضرب الجنازة بنفس السلاح لكنه هذه المرة كما هو حال النظام .. عارياً.