1- وهذا ما فعله الدستور الملعون.
2- الدستور الذى خطط المرسى ودبر بليل ووفق مؤامرة كاملة الأوصاف ليمر.. ابن طبيعى للواقعية المنحطة.
3- الدستور لمن لم يقرأ أو سرقته استقطابات من صنع القذاذفة المصريين.. يكرس كل ما فى الواقع من انحطاط بداية من النظرة إلى الدولة على أنها قبيلة وحتى القبول بالسرية كعلاقة عمل.
4- الدستور الذى استبعد منه كل ممثلى القطاعات المتعددة وكتب بعقلية الذكور المسلمين السنة.. المنتمين عقليا ونفسيا وأخلاقيا إلى برجوازية المدن الصغيرة فى عصر انحطاط مبارك.
5- هذه العقلية تشعر بالدونية تجاه السلطة العسكرية (قوة السلاح) وتحتقر فى ذات الوقت الأقليات «بأنواعها الدينية والجنسية والثقافية والعرقية» والتكوينات الأضعف «الفقراء والمرضى».
6- وهنا تبدو قراءة الدستور كاشفة لترتيب المجتمع بما يرسى دعائم دولة منهارة أصلا.. تضع قوة السلاح فى قمتها.. وفى تجاور مع سلطة الفقهاء.. فى حلف اجتماعى يقهر الجميع بقوانين ووضعيات لم تخفها أكليشيهات الحنان اللغوية للتعامل مع الفقراء والنساء والمسيحيين.
7- بهذا الحلف ضرب المسيحيين فى الكاتدرائية بآلات تتحرك ربما بعشوائية أو بتخطيط.. ولكن وفقا لمجال ينشره الحلف الاجتماعى البغيض فى التعامل مع المسيحيين على أنهم ضيوف.. و«يحمدوا ربنا..» و«إزاى».. «يدافعوا عن نفسهم ويرموا طوب على ناس هاجمت جنازتهم..؟».
8- وبهذا الحلف أيضا تم كسر إضراب سائقى وعمال السكك الحديدية بقوة الجيش وأوامره العسكرية الموجهة إلى 100 سائق يأمرهم بالنص: «تقرر تكليفكم للعمل بالقوات المسلحة بالصفة العسكرية لصالح إدارة النقل.. تخلفكم أو تأخيركم عن التواجد بالمكان والزمان المحددان عاليه يعرضكم للعقوبات المنصوص عليها بالقانون المشار عاليه والتى تصل إلى الحبس لمدة 6 أشهر أو الغرامة حتى 5000 جنيه أو كلاهما».
9- ولضعاف الذاكرة هناك مادة فى الدستور تسمح باستخدام الناس فى أعمال السخرة.
10- ولنفس هؤلاء ولغيرهم الإضراب حق مشروع.. للحصول على الحقوق فى أعتى الرأسماليات.
11 - كما أن حق الأقليات «دينية وعرقية وثقافية».. فى الحماية لا يرتبط بمزاج حاكم أو هواه إنها قواعد حكم ومن خرج عنها فقد خان العقد بينه وبين المجتمع.
12- والكلام السخيف الذى قاله مساعد الرئيس أو وزير الخارجية الباطنى عصام الحداد للصحافة الأجنبية من أن المسيحيين هاجموا قوات الأمن.. يعبر عن عدم قدرة التبرير على إخفاء انحطاط عقلية الإقصاء والكراهية وعدم الشعور بالمسؤولية.
13- هذه العقلية العمياء لا ترى غير وجودها فى السلطة وتتعامل مع كل خارج على أنه عدو.. مهما كان يدافع عن حقه (مثل العمال الفقراء) أو وجوده «مثل المسيحيين.. وغيرهم من قطاعات اجتماعية تشعر أن الإقصاء والاضطهاد أصبح عملية منظمة من أعلى إلى أسفل».
14- هل يفكرون أن القمع سيجعل العمال أو المحرومين من حقوقهم يصمتون؟
15- أم أن المسيحيين سيدخلون الكنيسة مجددا.. ويقبلون بدخولهم عصر الاستشهاد الجديد؟
16- وهل المجتمع الذى تغير وخرج منذ 25 يناير 2011 من بالوناته الشخصية.. سيرضى بنجاح الحلف الحاكم بين السلاح والفقهاء فى العودة إلى حكم العصابة المدافعة عن مصالحها؟
17- حق العمال ليس ترفا يمكن تأجيله.
18- كما أن المسيحيين ليسوا ضيوفا سنطيب خاطرهم بدموع سريعة عابرة.
19- الثورة مستمرة وضد حلف الانحطاط.. أولا وليس أخيرا.