لطيف الأخ مهدى عاكف، ابن نكتة، إذا سألته عمرك كام؟ يرد بطريقة «سنبل» فى مسلسل «بعد المليون»: أنا من مواليد 1928 كفر عوض- السنيطة- مركز أجا- دقهلية (ثم يخرّ ضاحكاً)، تسأله مستغرباً: فيه حاجة تضحك؟ يجيبك مقهقهاً: أحدهم قال لى ذات مرة، بلدكم طلعت فى التليفزيون لأن محمد صبحى «سنبل» عندما كانوا يسألونه: إنت منين؟ فيرد بطريقة مضحكة: «من السنيطة مركز أجا- دقهلية»، ثم يستلقى على قفاه ضاحكاً.
أضحك الله سنك يا عاكف أفندى، بلغ من العمر عتياً، الرابعة والثمانين من عمره، طويل العمر يطول عمره، ولايزال قادراً على إطلاق النكات والإفيهات، لذا أستغرب من حمقة الصحفيين والإعلاميين أن عاكف نكّت عليهم، أو ألقى «إفيه» على المعارضة، أو طوّل لسانه على باسم يوسف، عاكف مرة طوّل لسانه على مصر، وقال: «طز فى مصر»، هل باسم أغلى من مصر؟ لازم ناخد عاكف على قد ثقافته، مدرس ألعاب، آخره يتشعلق فى العقلة فى مدخل بوابة مكتب الإرشاد.
اللى ما يعرفك يجهلك، عاكف من الركنة أعصابه تلفت، وفرامله سابت، عاكف صار خطراً على نفسه، وعلى الجماعة، وعلى الرئيس، يخيبك يا عاكف، الكبر عبر، كلما تقدمت السن بعاكف تأثرت أعصابه بعوامل التعرية، فيقول كلاماً عارياً من الكياسة والفطنة، المؤمن كيس فطن، ليس كيس قطن.
عاكف نازل تخبيط ولخابيط، عاكف نفسه يقول «طز» من تانى، عاكف انحسرت الأضواء عنه، يعانى من وحشة الوحدة، عاكف صار كماً مهملاً على رف الجماعة، عاكف قرر أن يكسر عزلته، ويظهر كرامته، معلوم أسهل طريقة للصخب الإعلامى أن تشتم الصحفيين، وللصخب السياسى أن تشتم جبهة الإنقاذ، وللصخب الشعبوى أن تشتم باسم يوسف، وللصخب الوطنى أن تفرط فى حلايب وشلاتين، ونحررها بعدين!
نفر من شيوخ الإخوان منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر سوء العاقبة، يتعامل بنظرية «أنا أشتم إذاً أنا موجود»، معلوم عاكف يعانى من عدم التحقق، غير موجود على شاشة الجماعة، عاكف كان زمان، كل دوره الآن توريد المانجو إلى القصر الرئاسى من بشاير عزبته فى الإسماعيلية، مرة قال للرئيس المانجو طابت على الشجر، فطفق الرئيس يشاشى، المانجة رخصت والبركة طرحت، عظيمة يا مانجة، يخرب عقلك يا عاكف.
معذور المرشد السابق ضاق بوصف السابق وتجاهل اللاحق (بديع)، ولأنه مدرس ألعاب، قرر نزول الملعب بعد الاعتزال، وليكن ما يكون، عاكف قرر تقديم فقرة على طريقة باسم يوسف، بصراحة حوارات عاكف الأخيرة تهلك من الضحك، بس فين الحظ، قيراط شطارة من باسم ولا فدان مانجو من مزرعة عاكف!
تاريخ عاكف العسكرى، مسؤول التسليح والذخيرة بالنظام الخاص، يعكس طريقة عاكف فى اقتحام الحالة المصرية، عاكف بلا إحم ولا دستور طاح فى الإعلام والقضاء وباسم يوسف، الحمد لله نجا من رذاذه باسم عودة، وزير التموين، عاكف فى سنه المتأخرة لا يفرق بين باسم عودة وباسم يوسف، أى باسم والسلام، عاكف مش قاصد، والله قاصد كريم، فقط هذه طريقته الخرقاء فى الاعتراض على التجاهل الإخوانى، عاكف بينام على مقطع حزين من أغنية «عدت يا يوم مولدى» ينتحب فيه مع فريد الأطرش عشقاً «أنا عمر بلا إخوان، وحياة بلا بديع.. أنا وهم، أنا سراب».