كتبت - يسرا سلامة:
دموع وآهات وأحزان كانت تسيطر على المشهد، بكاء وعويل لم يترك الأقباط وحتى المسلمين المشاركين فى قداس ضحايا ''الخصوص'' بالكاتدرائية دون دموع، ساعات مرت ثقيلة وحزينة على جموع الشعب المصرى؛ فما بين ألم يعتصر أهالى المفقودين، وبين خوف وترقب وحسرة من جموع المشاركين، يقف المصريون حائرون.
أهالى ''الخصوص'' جاءوا بجثامين أبنائهم، ومعهم ذويهم وجيرانهم، يحملوا حرقة فى قلوبهم؛ فبأي ذنب قُتِل هؤلاء، فى مشهد يحيط به الحزن والألم، لتسيطر الدموع على المشهد؛ فهاهى أم ترثى أبنها بدموعها، وأب ينتحب فلذة كبده، علها تصبر قلبه على فراقه.
وعلى الرغم من تضارب الأقوال حول ''أحداث الخصوص''، وعلى الرغم أن الفاعل لا يزال مجهولاً، إلا أن الحزن والآلام تعرف طريقها لقلب أهالى وذوى المفقودين من الحادث الفجيع، كما تعرف المواساة طريقها إليهم من كل المسلمين الذين شاركوا فى الجنازة المهيبة.
مشهد الهلال والصليب لم يكن غريباً عن المشهد؛ فدوماً هو يظهر فى مثل تلك الأحداث التى تعبر عن مشاركة المسلمين للأقباط، هتافات صاحبت الهلال والصليب مثل ''مسلم مسيحى إيد واحدة''، لتملأ بهو الكاتدرائية بالعباسية.
طفلة قبطية لم تعِ من أمور السياسة الكثير، جاءت إلى قلب الكاتدرائية علها تفهم، حملت الصليب بيدها، لترفض حالة الحزن التى يغرق فيها كل من حولها، اللون الأسود كان يليق بالمشهد، لكى يضيف الحادث الأليم إلى المشهد السياسى مزيداً من التعقيدات، ومزيداً من الحسرة والألم .
لم يمنع زحام وجلال المشهد من مشاركة بعض السياسيين والفنانين؛ فعضو مجلس الشعب السابق ''محمد أبو حامد'' شارك فى الجنازة، وكذلك الفنانة ''تيسير فهمى''، ومنظمة الاتحاد المصري لحقوق الأقباط أيضاً شاركت فى تشييع الجنازة بلافتة واحدة ''نحمل مرسى مسئولية قتل الأقباط''.
كما لم يمنع المرض ''محمد عطيان'' أو المعروف وقت الثورة باسم ''أبو الثوار'' فى المشاركة فى أحداث الكاتدرائية لتشييع جنازة ضحايا ''أحداث الخصوص''، ليحمل رسالة باسم ''مصر'' تقول: ''يا ميليشيا الإرهاب.. يا بلطجية النظام.. إلا ولادى المسيحيين.. رمز المحبة والسلام''.