يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته..
ينطبق هذا المثل على الإخوان سواء كانوا برة السلطة أو فى السلطة الذين يريدون استخدامها فى التخلص من الشعب، فى ما عدا أعضاءهم وتوابعهم والموالين وأصحاب السمع والطاعة.. فهم يستغلون أى شىء لصالح الجماعة فقط.. فهم لا يرون إلا أعضاء الجماعة.. ومن ثم لا تتعجب حين تقرأ ما كتبه سعد الكتاتنى على صفحته على «فيسبوك» بمناسبة 6 أبريل: «لا يمكن أن ننكر دور الحركات الوطنية وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير فى التمهيد لثورة 25 يناير المجيدة.. جاهدنا الطغيان معا لسنوات طوال، وواجهنا معا نظام مبارك الفاسد ودفعنا أثمانا باهظة حتى تحقق الحلم وسقط النظام الباغى.. أتمنى أن نكرر التجربة ونتجاوز خلافاتنا الفكرية للتعاون فى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة.. فتحديات البناء لا تقل إن لم تزد على التحديات التى واجهناها معا لإسقاط النظام الفاسد»..
كذب جديد وتضليل آخر..
فمعروف أن جماعة الإخوان كانت على تواصل مع نظام مبارك عن طريق الأجهزة الأمنية.. ولم تدع الجماعة أبدا إلى إسقاط نظام مبارك.. بل كانت على استعداد لدعمه والوقوف إلى جانب مشروع التوريث فى مقابل الحصول على اعتراف النظام بيافطة الجماعة المحظورة.. ولهذا لم تكن أبدا شريكة أصيلة فى التجمعات والحركات التى أشار إليها الكتاتنى.. بل كانت تغازل النظام بادعائها المشاركة فى تلك الحركات لذا كانت حريصة أن تكون لها مشاركة «ضعيفة»، للادعاء أنها تشارك القوى الوطنية فى توجهاتها المعارضة للسلطة.. لكن كانت فى النهاية تجلس مع أجهزة النظام للاتفاق والتوافق.. ولعل الجميع يذكر أنه عندما خرجت القوى الوطنية واحتلت ميدان التحرير فى يوم الغزو الأمريكى للعراق.. اتفق الحزب الوطنى مع جماعة الإخوان للحشد فى الاستاد للتنديد بالغزو الأمريكى!!
فقد كان التوافق مع نظام مبارك الذى يصفه الآن الكتاتنى بالفاسد كان هو أساس تحرك جماعة الإخوان.. وقد تربوا على ذلك، فهم دائما يحاولون الاقتراب من السلطة أيا كانت.. ولعل ما فعلوه أيام الثورة لدليل على ذلك فقد هرعوا إلى السلطة للتفاوض معها والحصول على الاعتراف.. وكانوا على استعداد لبيع الثوار المعتصمين والثورة نفسها.. وهو ما فعلوه بعد ذلك بسطوتهم على الثورة وتضليلهم للناس ولجنرالات معاشات العسكر الذين كانوا يديرون البلاد.. ليصلوا فى النهاية إلى السلطة بالخداع.. فكان مصير البلاد مزيدا من التدهور والتخلف والقهر.. فكأنه لم تكن هناك ثورة.. وكأن نظاما لم يسقط.
وكأن الناس استبدلت بنظام مستبد نظاما آخر أكثر استبدادا.
ويأتى اليوم الدكتور الكتاتنى ليتكلم عن بناء الديمقراطية.. فأين أنتم يا دكتور من هذه الديمقراطية وأنتم تمارسون الاستبداد؟ لقد شاركت أنت وبتعليمات من قياداتك فى إهدار الديمقراطية التى طالبت بها الثورة من خلال مجلسك «المنحل».. وإصرارك على تنفيذ التعليمات فى تشكيل لجنة تأسيسية باطلة.. لنصل فى النهاية إلى دستور طائفى باطل.. ونصل إلى جماعة تتحكم فى البلاد وبرئيس مندوب للجماعة ينفذ تعليماتها بالنص.. ويستغل الدولة لصالح الأهل والعشيرة.
ويأتى بنائب عام خصوصى.. ويعاند القوى الوطنية فى مطالبها العادلة لتحقيق أهداف الثورة.. فأى ديمقراطية يدعون إليها.
إنها ديمقراطية الكتاتنى فى السمع والطاعة حتى ولو ضاعت البلاد!
الشعب يريد الخلاص.