لا أعرف بالضبط من أين جاء الإخوان بهذا الرجل ليضعوه فوق كرسى مهم من كراسى الحكومة وهو كرسى وزارة التموين والتجارة الداخلية! والمعلومات أنه واحد من أهم قياداتهم، فحجم استغرابى كبير، فالرجل ليس شكل الإخوان على الأقل من الناحية الشكلية والظاهرة، فالرجل أولا ليست لديه لحية ويمتاز بالوجاهة والشياكة واللباقة غير العادية فى الحديث، فلا يحتاج إلا دقائق معدودة لإقناع من يقف أمامه، إنه رجل يعلم جيدا حجم مسؤولياته ويتخذ القرارات السريعة والجريئة وغير التقليدية لكى يصل إلى حلول لكل المشكلات التى تواجهه.
تاريخ وزارة التموين يتسم بأنها وزارة فى العادة مظلومة، خصوصا من الإعلام والجماهير، وتقف فى قفص الاتهام دائما تدافع عن نفسها وعما تفعله من تصرفات، وفى العادة تكون فى محل اتهام ودفاع عن النفس، ولكن مع الدكتور باسم عودة نجد أن وزارة التموين فى شكل آخر لا يمت بصلة إلى شكلها التاريخى، فالرجل جاهز بإطلالته الوسيمة وبشياكته غير العادية وبلباقته العالية أن يرسل كلماته واقتراحاته إلى الجميع ليصفق العامة، والأغرب أن يصفق له أيضا الخاصة، فلقد جلس الإعلامى الكبير عماد أديب ومعه الدكتور معتز عبد الفتاح فى انبهار يحسدان عليه وهو يمطرهما بخطته الألمعية والتى لا يمكن لأحد فى العالم أن يقدمها إلى وزراة التموين، وبالذات فى هذا الوقت القاسى فى مصر المرحلة الانتقالية.
الوزير يؤكد بلا أدنى شك -حسب روايته- أن الحالة التموينية فى مصر تمر بأحسن فترة ونجاحه مع جلوسه على كرسى الوزارة، ويؤكد أن 95% من حاملى البطاقات التموينية فى مصر يحصلون على مستحقاتهم التموينية فى وقتها من حيث الكم والنوعية بدرجة تصل إلى 90%، وهذا الكلام لا يمكن تصديقه مع شكوى الجماهير فى فترة الشهرين السابقين من عدم تسلمهم حصصهم التموينية، وصفحات الجرائد المصرية خير دليل على ذلك، فلقد عجت بالكثير من شكاوى المواطنين من ذلك ومع ذلك سيادة الوزير الشيك لا يعترف بذلك، وتؤمن على كلامه إيحاءات الموافقة الغريبة من عماد أديب ومعتز عبد الفتاح.. سيادة الوزير الشيك ذو الكلمات المزوقة يؤكد أنه سيفعل شيئا لا يمكن لأحد فى مصر إلا أن يرقص له من الفرحة، وهو أنه سينشئ 50 صومعة غلال لتخزين القمح العام القادم، مؤكدا أن مصر طوال عمرها لم تنشئ إلا تسع صوامع، ولم يقل لنا سيادة الوزير الهمام صاحب البدلة الشيك والكلام المزوق من أين سيأتى معاليه بأكثر مما يقرب من 3 مليارات جنيه لإنشاء هذه الصوامع وحكومته المصنوعة ورئيس جمهوريته وأخواته يلهثون وراء صندوق النقد الدولى لاقتراض 4 مليارات دولار؟
الوزير الشيك صاحب الكلام المزوق والجميل يقول إن منظومة الخبز الجديدة والتى ليست من فكرته ولا إبداعاته أخرجت لنا رغيف خبز تزغرد له النساء.. وأنا أتحداه أن يأتى إلى محافظة كمحافظة المنوفية مثلا ونذهب سويا إلى أحد المخابز الذى يطبق فيها المنظومة الجديدة ولنشاهد الرغيف الجديد، وأنا على يقين أن أى سيدة ستشاهد هذا الرغيف معنا سوف «تصرخ أو كما يقال تصوت عويلا على الرغيف».
الوزير ذو الأناقة العالية والوسامة الملحوظة يحدثنا كثيرا عن الأرقام والتحليلات ويذكرنا دائما بالمذكرات والأوراق التى تقدم له يوميا والمعروضة عليه مكتبيا والتى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدنيا فى مصر جميلة وعظيمة والأسعار تنخفض وحدثنا عن الأرنبيط الذى نزل سعره فى الأيام الأخيرة ببركة الوزير الوسيم. الأخ من الواضح أنه لا يمكنه أن ينزل مرة واحدة هذه الأيام إلى الأسواق المصرية وأقصد أسواق الخضراوات، ولا يمكن لهذا الوزير أن يقدر كيف ارتفعت أسعار الخضراوات ارتفاعا كبيرا، ولا داعى لأن أشرح له ذلك.. عليه أن يذهب ويتأكد بنفسه، وليس من خلال أوراق اللجان المزعومة التى يدعى أنها تقدم له الحق من خلال بيانات أؤكد أنها مغلوطة.
السيد الوزير يصرح هو وقيادات الوزارة أن أزمة السولار تم حلها بأكثر من 85% ولا أعرف لماذا تحديدا 85%.. عليه فقط أن ينزل الشارع مشروطا بأن لا يكون فى موكب كبير ليعرف حجم مشكلة السولار التى أدت إلى زيادة الأسعار فى مصر كلها فى جميع المجالات فمن فى مصر لا يرى ما تفعله أزمة السولار وحجمها فى الشارع المصرى من الإسكندرية إلى أسوان، لا بد أن نتهمه بالعمى الحسى، وعلينا وعلى الأخ وزير التموين أن يستمع إلى اتهامات زميله وزير البترول العلنية، التى يؤكد فيها اتهامه لوزارة التموين بالمسؤولية الكاملة عن أزمة السولار والبنزين، ويؤكد أن كمياته زادت والتوزيع هو المسؤول.
إننى صدقت الآن بعض الشائعات التى تؤكد أن الدكتور باسم عودة مرشحا لرئيس الوزراء، فعلا نحن فى حاجة إلى رئيس وزراء منفصل عن الواقع يقنعنا أن الحلم حقيقة ويصدقه ويروج إبداعاته إعلاميون مثل عماد أديب ومعتز عبد الفتاح.