فى هذا الزمان البائس [بحرف الباء] واليائس [بحرف الياء] تتهامس دوائر عليمة جداً بمعلومات أتمنى ألا تكون صحيحة، لكن كل طرف عليم يؤكد صحتها. وإليكم بعضاً منها:
■ عقد مكتب الإرشاد اجتماعاً منذ حوالى شهر وحضره د. مرسى وطلبوا إقصاء شخصية بالغة الأهمية. حاذر مرسى واقترح أن يتم الإقصاء مع أول تعديل وزارى. أحد الحاضرين أسرع وأبلغ «البالغ الأهمية». وعلم مرسى فبدأ فى استرضائه.
■ الإدارة الأمريكية استدعت شخصيتين تلازمان مرسى فى جولاته ومقابلاته ونعاسه. وفى البيت الأبيض أبلغوهما بضرورة احترام المعارضة والحوار الجدى ورفض الأخونة والموقف من المرأة والأقباط. تحدث كبيرهما عن طمأنينة الرئيس لحل الأمور، وأكد أن مسيرة مرسى تسير بنجاح. مسؤولو البيت اختصروا الموعد المتفق عليه وأبلغوهما بتحذيرات مشددة. عادا وصمم مكتب الإرشاد على موقفه.
■ الاثنان سافرا ثانية للقاء فى البنتاجون والمخابرات الأمريكية، نفس الحوار ونفس النتائج ونفس الإصرار من مكتب الإرشاد.
■ هنا برز دور «مهم» بالمعاش قام بحملة علاقات عامة. اتصل بواحد من قادة المعارضة المدنية أو اثنين. ثم تواصلت جلساته مع القوى السلفية، التقى بهم فرادى ومجموعات. المعلن أنه وسيط والحقيقى أنه يتعرف ويختار. ووقع الاختيار على واحد منهم وأبلغه بأن يستعد لتولى منصب مهم جداً، فالإدارة الأمريكية لم تعد سعيدة بالدور الإخوانى لا فى الداخل ولا مع حماس ولا فى سيناء ولا فى مالى ولا مع إيران، ومسألة إيران هى أحد أسرار التوجه نحو السلفيين. الشخص يستعد، يتدرب على يد متخصص هذب اللحية، يتعلم كيف يتحاور، كيف يلبس، كيف يخطب، كيف يصرح وبماذا؟ ومتى؟ ويبدأ فى التفاهم مع المعارضين.
■ إنها السياسات ذاتها التى سبق اتخاذها فيما سمى جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية. والتى أسفرت عن سنوات من القلاقل تحركها المخابرات الأمريكية.
■ الأمر ليس هلاوس سياسية. وإنما - وآمل أن يخيب ظنى- هو مؤكد عند عدد من العارفين بأسرار ما يجرى. وهنا يتعين علينا أن نراجع المعلومات واحدة واحدة. ولكل واحدة مصدرها المفترض أنه موثوق به. وأن نصعد من حركتنا الجماهيرية ضد حكم المرشد وضد التدخل الأمريكى الفظ ومن أجل مصر متحررة من غطرسة الإخوان والسلفيين واستحواذهم وفاشيتهم، وأيضاً من التدخل الأمريكى الفظ الذى تصاعد فى ظل الخلل الأمنى والاقتصادى والسياسى والهزال الذى تمترس عبر الحكم الإخوانى والانصياع السلفى.ويا أيها المصريون، الأمر لم يعد مجرد تغيير حكومة أو رئيس وإنما إنقاذ وطن. وتدخل أمريكى فظ أتى بالإخوان فإذا فشلوا يحاول أن يفرض حكماً من الصنف نفسه، ربما كان أهدأ أو أضعف وإنما هو أكثر تشدداً فى المحتوى الفكرى. ويا أيها الإخوان كفاكم ما أحدثتموه فى مصر من خراب وإفقار وتسيب وانهيار اقتصادى وأمنى، هبط بمصر إلى حد تحكم أمريكا السافر فى مصائرها. كفاكم وارحلوا ونحن كفيلون بأمريكا وبما تعده وبمن تستند إليهم.
ولم يبق سوى أن أستنهض كل الهمم المصرية الديمقراطية والوطنية والليبرالية واليسارية؛ فمصر قد تضيع فانهضوا، توحدوا، واحذروا، وتحركوا ضد الإخوان وأمريكا ومن تعدهم أمريكا بديلا، الآن وفوراً؛ فغداً يكون قد فات الأوان.