لماذا الطامع يطمع فى كل شىء؟ ولماذا من يريد الحكم دائماً يصبح مستحوذاً؟ لماذا ينسى الحاكم فى أوقات كثيرة مصلحة البلاد ويفكر فقط فى مصلحته؟
ما يحدث للأزهر مرفوض شكلاً وموضوعاً من محاولات الأخونة والهيمنة. وما يحدث للشيخ الطيب يقع بشكل مريب تحت نظرية المؤامرة. عندما يقتل خمسون طفلاً من معهد أزهرى فى أسيوط فى حادث أتوبيس ولا يقال أحد، وعندما يقتل الناس بعضهم بعضاً من أجل أنبوبة بوتاجاز أو تحدث مشاجرات بسبب طوابير السولار والبنزين ولا يقال أحد، عندما يقام حد الحرابة وتعلق الناس كالذبيحة ولا يقال أحد، عندما يختطف الأطفال ويقتلون من أجل فدية لا يقال أحد؟ فكل هذا يطرح تساؤلات عن السبب فى هذا الهجوم الكاسح الذى تعرض له شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الشيخ والعالم الجليل المستنير. ولماذا يتم الربط بين حالات تسمم الطلبة ــ والحمد لله لم يمت أحد ــ وبين الشيخ الطيب؟ أقول لكم وما أقوله مجرد رأى شخصى وافتراضات شخصية: أحيل قانون الصكوك إلى الأزهر الذى صرح آنفاً بأنه ليس متحمساً لقانون الصكوك. هذا سبب، سبب آخر منحه جائزة الشيخ زايد للكتاب كشخصية العام، وهى جائزة تقدر العلماء والمثقفين.
وقال الأمين العام للجائزة على بن تميم لسكاى نيوز «إن فوز شيخ الأزهر جاء وفقا لمعايير علمية نسبة لدوره المعرفى والعلمى فى نبذ التطرف والطائفية» ومن المؤكد طبعاً أنه فى ظل توتر العلاقات مع الإمارات فإن جائزة تأتى منها قد لا تعجب البعض. أضف إلى ما سبق أن شيخ الأزهر كان الوحيد الذى طالب الرئيس الإيرانى نجاد بضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة فى إيران، خاصة فى إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين وفق أحكام الشريعة.
وفى سياق آخر الأزهر كان الوحيد الذى صدر عنه بيان تنديد باجتياح المسجد الإبراهيمى من قبل الجنود الإسرائيليين بينما الذين صرخوا بأعلى صوتهم «على القدس رايحين شهداء بالملايين» لم يدينوا أو يشجبوا لا هذا الاعتداء ولا أى اعتداء آخر على المسجد الأقصى. تحرير القدس يبدأ بإعلاء شأن الأزهر.. وعلى كلٍ الأزهر فى النهاية بيت عزيز من بيوت الله لا يحتاج للبشر فله رب يرعاه ويحفظه.