عندما نتأمل فى الأحداث التى مررنا بها فى الشهور الماضية، بداية من أحداث الاتحادية الدموية الأولى انتهاءً بأحداث المقطم الدموية أيضاً، يتضح لنا أن النظام الحالى بقيادة جماعة الإخوان يسعى إلى أن يجر البلاد إلى أحداث عنف غير مسبوقة قد تخدم مصلحتهم فى البقاء فى السلطة وتشويه صورة المعارضة بأنها تسعى للعنف، وذلك غير صحيح بالمرة وقد يعارضنى المنتمون لتيار الإسلام السياسى قائلين إن المعارضة هى من تجر البلاد للعنف، ولكنى أدلل على وجهة نظرى بأن كل أحداث العنف التى تمت كانت بسبب قرار جماعة الإخوان المسلمين بنزول أعضائها لمواجهة المتظاهرين، فى محاولة منهم للقيام بدور الداخلية فى تأمين قصر الاتحادية ومقر مكتب الإرشاد، وهذا يعتبر تعديا صارخا على دولة المؤسسات، فاستبدال أعضاء الجماعة بالشرطة جريمة كبيرة سكتت عنها مؤسسة الرئاسة فى تواطؤ واضح وصريح مع ممارسات الجماعة غير القانونية، هذا بجانب التلويح المستمر باستخدام القوة من قبل بعض العناصر المسلحة التابعة لتيار الإسلام السياسى تجاه معارضى سياسات جماعة الإخوان، ومن يتابع تعليقات بعض المنتمين لجماعة الإخوان على فيس بوك وتويتر بالتأكيد صادف العبارة الشهيرة (أمال هتعملوا إيه لو أطلقنا عليكم بتوع الجهاد).
من نظرة أخرى كانت هناك بعض التحركات المنفردة لحركة ٦ إبريل فى الفترة الأخيرة، بعيداً عن إجماع القوى السياسية، ومنها الذهاب إلى منزل الدكتور مرسى فى التجمع الخامس وإلقاء البرسيم أمام المنزل كنوع من الاعتراض على سياسته وطريقة إدارته للبلاد، فى نفس التوقيت الذى ذهبت فيه معظم قوى المعارضة إلى المقطم، حيث مقر مكتب الإرشاد الحاكم الفعلى للبلاد، والتحرك الأخير المنفرد أيضاً أمام منزل وزير الداخلية ورفع الملابس الداخلية اعتراضاً على سياسة الوزارة تجاه النظام..
نتفق ونختلف على تلك الأفعال، ومنها ماتجاوز طرق الاعتراض الطبيعية، وهم لهم مبرراتهم لفعل ذلك، ولكن كان هذا التحرك للحركة بدافع الحفاظ على السلمية واستخدام تكتيكات اللاعنف فى مواجهة استبداد النظام، ولكن كانت مواجهة تلك التحركات السلمية بالقبض على ٣ من أعضاء الحركة وتوجيه بعض التهم لهم كالتجمهر وخدش الحياء وتعطيل الطريق وغيرها، فى ظل تعنت واضح وصريح فى استمرار حبسهم حتى الآن بعد صدور قرار النيابة بتجديد حبسهم ١٥ يوماً على ذمة التحقيق.. بالرغم من سلمية الوقفة وعدم التعدى على المنشآت أو الأفراد !!
إيمان وتمسك حركة ٦ إبريل وغيرها من قوى المعارضة بسلمية التحركات، واتباع أساليب اللاعنف هو إيمان بمبادئ وقيم لن ولم يتخلوا عنها مهما كان فى كل تحركاتهم فى مواجهة استبداد وبطش السلطة.. مبادئ واجهوا بها نظاما ديكتاتوريا.. استبداديا.. قمعيا مثل نظام مبارك واستطاعوا أن يساهموا فى خلعه والإطاحة به، وأيضا يواجهون بها حكم جماعة الإخوان الآن، وسيستطيعون الإطاحة بهم.. فكلما زاد البطش والقمع زاد الإصرار على مواجهتهم، وزاد الاقتناع بضرورة رحيلهم عن السلطة.