إخاء شعراوي4 ابريل 2013 07:08 م
أكد الكاتب محمد حسنين هيكل أن الإعلامي باسم يوسف استخدم أسلوب غير تقليدي في معارضته للسلطة الحاكمة، مشيرا إلى أن الإعلام والسلطة دائما يدخلان في صراع.
وقال هيكل "باستمرار هناك علاقة تناقض بين كل سلطة وكل إعلام، كلاهما يقف على طرفي النقيض، السلطة باستمرار تريد أن تحتفظ بما تفعله لنفسها وتعطي لها الحق في الولاية في التصرف في الشأن العام، بينما الإعلام والصحافة راغبان في أن يذيع وأن يتحرر ويكشف الحقائق للناس لأنها مسؤوليته، فالتناقض الأساسي موجود في كل العصور، لكن المشكلة في الإخوان أنهم أتوا لسلطة بعد تجربة شديدة المرارة، واضطهاد باستمرار، لكن عندما جاءت ثورة 25 يناير والسؤال حينها كم ساهم الإخوان بها، سنجد أنهم جاءوا متأخرين جدا عن الميدان، حيث كان لديهم بعض الترتيبات، ووجدوا أنفسهم فجأة بأن السلطة جميعها وقعت في أيديهم، فنجد حينها أنهم لم يكونوا مهيئين أو مستعدين، وشاهدوا السلطة فى أكبر صورها "الهيلمان"، فقد تعودوا على العمل السري، فقد وصلوا للمرتجى في نهاية المطاف، وتساءلوا، كيف يمكن أن يحدث هذا، وشعروا بصدمة ما، وهي صدمة العصر، ووجدوا أنفسهم في صدام ليس مع الإعلام فقط بل مع المجتمع كله، فالإخوان يرون السلطة إمامهم ولم يتعودوا على النقد الساخر".
وأضاف هيكل، في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، على قناة سي بي سي، "في النقد السياسي والصحفي، هناك عدة مستويات، فالكتابات في الصحف تعتبر كأنها الحرب التقليدية بين السلطة والإعلام، وكأننا نستخدم الرصاص والمدافع، بينما التليفزيون فكأن الإعلام يستخدم الطيران بصورة عابرة في حربه مع الحاكم، لكن باسم استخدم أسلحة غير تقليدية، فالسخرية أرى أنها نوع من حرب الأعصاب أو غاز الأعصاب وهذا ما لم يتعودوا عليه، وهم يقولون حرب أعصاب غير مقبولة، لكنهم يستخدمون الحرب النووية بالدين، هناك طرف مهزوم، والسخرية دائما توجع".
وتابع هيكل "إحنا بنخبط في الحيط من عدة زوايا، ليس من زاوية الحرية فقط، بل زوايا الاقتصاد والتصرف العام والفهم العام، الناس لم يكونوا مستعدين للمسؤولية، وأحد مساعدي الرئيس قال لي "يرضيك إن الرئيس يتهزأ"، فهم لا يستطيعون أن يستوعبوا، ففكرة السلطة في الإسلام، الرجل يتصور أنه وصل لحيث عصمة لا يستطيع أن ينال منها أحد، ولكن لا يدرك الحياة السياسية العصرية وتصور عصمة ليست موجودة.