لميس الحديدى: لو حل مشكلات المصريين فى شد فيشة الإعلام شدّوها وريّحونا
فجأة انهالت البلاغات ضد الإعلاميين والقنوات الفضائية، واللى يتشدّد لها كمان، «أحد البلاغات المحولة إلى نيابة أمن الدولة ضم متصلة ببرنامج (مانشيت) وهى شيماء أبو الخير مسؤولة اللجنة القانونية الدولية للدفاع عن حقوق الصحافة والصحفيين، وكانت، ويا للعحب، تشيد بإجراءات التحقيق مع باسم يوسف، بحكم حضورها معه»، لكن هيستيريا ملاحقة الإعلام تتصاعد، وهجمة السلطة ضد الإعلام تفضح وتكشف نيّات السلطة الإخوانية فى إرهاب الجميع بفيضان من البلاغات والملاحقات القضائية. والقضايا المرفوعة ضد بعض الإعلاميين من جهات وشخصيات مؤيّدة للإخوان تتجاوز الأمر العرضى للمخطط الكبير لتدجين الإعلام وإدخاله إلى عشش وأقفاص معايير الإخوان الإعلامية، الإنذار الذى وجَّهته الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة إلى قنوات «سى بى سى» بإلغاء ترخيصها فى حالة عدم الالتزام بضوابط العمل داخل المنطقة الإعلامية الحرة كان من أكثر الأمور التى تناولتها برامج التوك شو، وأجمعت كلها على أن الإنذار يعبّر عن ضيق السلطة بدور الإعلام. الإنذار بسحب ترخيص القناة حدّد برنامج «البرنامج» لباسم يوسف، بالتحديد، واتهمه بالتعرّض لبعض رموز الدولة وشخصيات عامة وبارزة بالإهانة والتهكّم والاستهزاء والتشهير، علاوة على عبارات الإسفاف والتطاول والتلميحات الجنسية والألفاظ النابية الجارحة، وعلى رأس القنوات التى علّقت عليه قناة «سى بى سى» نفسها، فقد علّقت الإعلامية لميس الحديدى فى برنامجها «هنا العاصمة» على الإنذار، قائلة إن البرنامج والقناة ملتزمان بمعايير الإعلام، وبرنامج باسم يوسف برنامج ساخر كاريكاتيرى، واتهمت الحديدى البيان بالتعسّف وبإقرار أشياء محل تحقيقات بناء على اتهامات قدّمها أشخاص، ولم يُتّخذ بشأنها أحكام قضائية بعد، واتهمت السلطة باستخدام كل الطرق لإرهاب الإعلام بداية من حصار مدينة الإنتاج مرتين، وقضايا الضرائب، والسب والقذف والتهديد، ورغم فشل كل هذه الوسائل لجأ النظام إلى نفس الطريقة التى لجأ إليها نظام مبارك فى آخر أيامه، حينما قرر إغلاق قناة «أوربت»، وفى إشارة متهكمة لفتت الحديدى النظر إلى أنه بعد فشل مستشارى التنظيم الدولى لجؤوا إلى نفس أدوات وأشخاص مبارك فى هيئة الاستثمار، لمحاولة إغلاق القناة. الناشط الحقوقى نجاد البرعى، وصف إنذار هيئة الاستثمار لقنوات «سى بى سى» بغلق القنوات خلال مداخلة هاتفية على برنامج «هنا العاصمة» بأنه بدأ لتأسيس ديكتاتورية حقيقية، لأنه فى النهاية يريدون غلق برنامج كوميديى يخشى النظام منه، وأن المشكلة هنا فى النظام لا البرنامج، لأنه النظام بما لديه من آلة إعلامية جبارة تحت سيطرته، يؤكد أنه بلغ منتهى الضعف ويخاف من مجرد برنامج ساخر، وأضاف «وسياسة المنع تعبّر عن ثورة مضادة». ولفت عبد الله خليل المحامى بالنقد والخبير السابق بالأمم المتحدة إلى أمر مهم للغاية، حينما قال على نفس القناة، إن إنذار هيئة الاستثمار مستند على بعض العبارات المطاطة فى ميثاق الشرف الذى وضعه أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق، وقال متسائلًا «أنا لا أعرف مَن هو الفلول الذى يقود الثورة المضادة الآن».
شريف منصور مدير برنامج الشرق الأوسط لحماية الصحفيين، قال فى مداخلة تليفونية من نيويورك مع الإعلامية ريم ماجد، إن بلاغات ملاحقة إعلاميين آخرهم جابر القرموطى، أكثر من 600 بلاغ ضد صحفيين وإعلاميين تهدف إلى تخويفهم.