هى السلطة الفرعونية التى يتمتع بها أىُّ جالس على مقعد الحكم فى مصر، التى تطلب ممن حولها أن يكونوا خدمًا لها، وخُدَّامًا لسياستها، وإلا اعتبرتهم أعداءً مموَّلين من الخارج أو عملاء مأجورين لأجهزة وأنظمة. النظام من عهد طغاة التاريخ إلى مرسى لا يحب إلا الخدم.... وما تُظهره جماعة الإخوان حاليا من تصريحات وتصرفات يوحى بأنها ترحب بالتعامل مع الخدم والخدامين! فضلا عن أن الجماعة لا تضم إلا خداميها وجنودها، كل شىء يؤكد أن هذه الجماعة لا تضم إلا من يهوى الانضمام إلى قطيع، والسير فى قطعان!
ولكنها جماعة مهووسة بالمؤامرة وترى فى كل ما حولها تآمرا عليها، ولا تنظر للحظة لتدرك مدى فشلها وانحدارها ووضاعة سياستها، بل هى لا تكف عن شحن قطعانها نحو هدف واحد، وهو المؤامرة الكبرى التى تتعرض لها جماعة واهية العقل واهنة الضمير، لا تتورع عن اتهام أى شخص بأنه عميل، وأى معارض بأنه متآمر، وهى الجماعة التى لم تعرف فى حياتها إلا المؤامرات والصفقات مع الأنظمة والعملاء.
من المفترض حين تزعم أن هناك مؤامرة فلا بد أن تقول كلاما ممسوكا ومتماسكا وبالدليل عمّن هو المتآمر، أما التلقيح ورمْى التهم بالباطل أو تهييج الرأى العام دون أدلة فهذا لا يليق بإدارة بلد إلا لو كانت كما نرى عاجزة وفاشلة عن حماية البلاد، فلا هى حمَتْ مصر وشعبها، ولا هى قامت بواجبها بكشف وإجهاض المؤامرة، ولا هى اعتذرت واعترفت بفشلها وتركت المسؤولية لغيرها.
إن ما يردده سخفاء الجماعة يوميا عن وجود مؤامرة بصرف النظر عمن وراءها هو إعلان بالفشل المريع والذريع والمتواصل!
ثم إذا كانت مؤامرة، فما الذى يمنع أن تكون مؤامرة من أطراف فى الجماعة أو من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين ضد البلد وشعبها؟ وإذا كانت علاقة مذيع تليفزيونى بالمجتمع الأمريكى كفيلة باتهامه بالعمالة عند قطعان الإخوان، فلماذا لا نتهم الأخ حداد، المندوب الإخوانى الدائم فى واشنطن، بالعمالة إذا كانت المسألة بالتفاهة التى ترددها الجماعة؟!
صحيح.. هذه جماعة قلعت بُرقع الحيا ورمَتْ ورقة التُّوت، وتمشى بيننا الآن متباهية بسوأتها وفخورها بسوئها.
لقد قال النبى، صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»، لكننا فوجئنا مع هذا الانحدار السياسى الذى يمارسه هؤلاء المدعون تديُّنًا أن الأمر قد تحول من رجل فاجر قد يخدم الدين، إلى جماعة متدينة تخدم الفُجر!