كل حركات ومؤامرات الإخوان على مصر مهروشة ومفقوسة وتفتقد إلى الحد الأدنى من الفطنة والذكاء والخيال.. تلك حقيقة يلحظها جميع القابضين على جمر عقولهم فى مثل تلك الأيام المقندلة التى لم يعد للعقل أو للضمير فيها سعر أو ثمن.. إلا أن حركة الأزهر الأخيرة مهروشة أوى ومفقوسة أوى أوى بشكل فج.. مصر كلها منذ صباح أول أمس هرشت أنها مؤامرة إخوانية وتلكيكة رخيصة.. الجميع على كافة مواقع التواصل الإجتماعى وفى كافة البرامج الحوارية التليفزيونية وفى الحوارات العادية بين الناس فى الشارع أو فى المترو أو مع سائقى التاكسيات كانوا يتحدثون عن المؤامرة الإخوانية لتصفية الحسابات مع شيخ الأزهر.. تلك الشوكة الواقفة فى زورهم لمنع «زورهم» وتضليلهم وتمرير مشاريع مثل تلك القوانين المريبة والمثيرة للشكوك والشبهات مثل مشروع قانون الصكوك الإسلامية – والإسلام منها ومنهم براء - الذى كان ما يسمى بمجلس الشورى برئاسة السيد الدكتور صهر مرسى - والذى اصبح إبنه مؤخرا اللى هو اصلا يبقى زوج بنت مرسى مستشارا لمرسى – يعمل على قدم وساق من أجل الإنتهاء من طبخة المشروع النهائية.. أفلا تكبرون !
و لكن.. لقد حدث تسمم بالفعل وهناك إهمال فى المدينة الجامعية بالفعل.. نعم.. وقد كانت هناك ايضا ثورة شعبية بالفعل إشترك فيها الشعب بأكمله بالفعل.. ولكن ما الذى حدث؟!.. حدث ما يحدث فى كل مرة.. فعل الإخوان ما لا يستطيعون فعل شيئا غيره.. نفذوا المخطط الوحيد البارعين فى تنفيذه دوما.. القفز على الأحداث التلقائية والطبيعية لإفساد تلقائيتها والسطو على أهدافها وتحويل مجرى الأحداث ليصب فى النهاية فى مصلحتهم الخاصة.. قامت ثورة شعبية فركبوا عليها وخدعوا الجميع وعقدوا الصفقات مع الجميع وحولوا مجراها من ثورة إلى ثورة مضادة بمنتهى البجاحة والعين الجامدة والجلد التخين.. وحولوا العصر الفاسد الذى كنا نعيشه قبل الثورة إلى عصر فاسد وهمجى ومتخلف وعبيط وفج نعيشه بعد الثورة.. وهذا هو نفسه ما حدث مع طلبة الأزهر الغاضبين.. الذين لهم الحق الكامل فى غضبهم هذا.. إلا أنه كما ظهرت الدودة فى البسلة فأفسدت على الطلبة وجبتهم.. ظهر الإخوان فى المشهد فأفسدوا على الطلبة إعتراضهم وأداروا دفته لصالح تصفية حساباتهم مع شيخ الأزهر بمنتهى الوقاحه الفجة والفجاجة الوقحة والإستهبال والإستعباط وكأننا مثلا شعب بريالة.. أليس عندكم رجلا يمتلك قليلا من الخيال.. أليس عندكم من يستخدم عقله قليلا.. ألا تعلمون أن الشر أيضا له قواعد وأخلاقيات ينبغى على الأشرار أن يتبعوها.. ألا تعلمون أن لكل شيء فى تلك الحياه خطة.. حتى الهدم له خطة.. مش جهجهونى.. مش تكسير وخلاص.. ألا تعلمون أن الشر ينبغى أن يكون ذكيا.. نعم.. حتى الشر لابد له لكى ينجح أن يكون ذكيا.. أما الشر الغشيم وتلك الهرتلة التى تهرتلونها فهى لن تنقلب سوى عليكم.. إنه منطق الأمور الذى حتى وإن بدا لكم فى بداية الأمر أنه يصب فى مصلحتكم إلا أن الإنعطافة الحادة التى سوف ينعطفها بكم الطريق فجأة سوف تكون مباغتة إلى الدرجة التى لن تستطيعون معها التصرف.. خاصة وأنكم أصلا لا تعرفون من خلايا العقل سوى الخلايا المسئولة عن تنفيذ الأوامر..
إنها حركة مهروشة ومفقوسة ومتظبطة وجاهزة مسبقا أى نعم.. إلا أن المزعج أن يكون لرئيس الجمهورية دور مرسوم فيها شأنه شأن بقية الأدوار.. إنتوا حتجهزوا البانرات وانتوا حتحمسوا الطلبة وانت حتزورهم فى المستشفى وانتوا حتضخموا الموضوع وانتوا حتعملوا البحر طحينة فى مجلس الشورى وانتوا حتحاصروا المشيخة وانتوا حتقطعوا الطريق.. تلك هى الإهانة الحقيقية لمصر.. أن نشاهد تلك الحركات المهروشة تحدث أمامنا.. ثم ندعها تحدث على الرغم من إننا هارشينها أساسا.. ثم نتعامل معها بعد ذلك كعبث عادى ومظهر طبيعى وعالمى من مظاهر فساد الحكومات العام على سطح الكوكب.. إذا أضفنا إلى ذلك كل تلك الأمراض النفسية والأحقاد الإجتماعية والمطامع الإقتصادية والمادية والخربأة التواصلية والتفاعلية لدى أبناء تلك الجماعة.. فسوف نجد أنه من الطبيعى جدا أن تقودنا مثل تلك الجماعة الدهليزية إلى ذلك الجو السراديبى من شغل العصابات.. إلا أن المشكلة سوف تظل دوما أننا نحن معشر البنى آدمين العاديين لا يمكننا أن نتعامل مع ذلك العوء كجو طبيعى للحياه.. إستخدموا عقلكم بقى.. يا نهار اسود .. جننتونا!