عاد الرئيس إلى القصر بعد صلاة الجمعة غاضباً ويبدوا عليه الإرتباك بعد أن قام أحد المصلين الذين يحبونه ويخافون عليه ليقول له " الأرجوز الذي يدعى باسل يونس يتطاول على سيادتك بأبشع الساليب والكلمات في كل ظهور له أرجوك أن توقف هذه المهزلة أم أن سيادتك خائف من كلام الناس في الخارج عن حرية الرأي وهذا الكلام الفارغ " وأمر باستدعاء مستشاره القانوني فوراً.
"كيف يتطاول على أسياده بهذه الطريقة العبثية ! .. إحبسوا هذا الأرجوز" هكذا قال رئيس "جمهورية نصر العجمية" لمستشاره القانوني غاضباً مما يفعله الساخر الذي لا يترك للرئيس هفوة إلا وفضحه على الملأ .
قال المستشار: " لا يجوز يا فندم نحن في دولة قانون، والمعارضين المغرضين الخونة سيتخذون منها حيلة لتشويه الصورة أمام الناس في الداخل والخارج، ولكن لا تقلق فهناك بلاغات قدمت إلى النائب الخاص بسيادتك وقد أحيلت للمحاكمة الجنائية وأوصينا وزير عدلنا بأن يسند القضية لدائرة مشكلة من قضاة من أجل الرئيس "
الرئيس: " وألى أن يحكم عليه ماذا نحن فاعلون ؟"
المستشار: " لا تقلق سيحكم عليه قريباً وأنا بنفسي كلما ظهر هذا الأرجوز على الشاشة أجلس لأتابع ما يقوله وأبلغت سيادتك من قبل ولكن سيادتك لم تهتم "
الرئيس: " وطبعاً بتفضل تضحك على كلامه، وهأهأهأ مأمأمأ "
المستشار: " لا يا فندم.. أنا أتابع تجاوزاته كي أنقلها لسيادتك "
الرئيس: " تقصد تعكنن على سيادتك، إقطعوا الكهرباء عن الناس وقت إزاعة برنامج هذا الأرجوز "
المستشار: " تحدثت من نفسي قبل ذلك مع وزير الكهرباء في هذا الشأن وقال لي.. بلاش يا فندم أقول كي لا تغضب " هكذا أجابه وهو ينظر إلى الأرض.
الرئيس: " قال لك أنه يحب مشاهدة الأرجوز !؟! "
المستشار: " لا طبعاً يا فندم وإلا تحدثت مع رئيس الوزراء كي يقيله.. هو قال لي أن المدام من متابعي ومحبي هذا الأرجوز"
الرئيس: " أقيلوه كي يجلس بجوار المدام في البيت.. وعينوا وزيراً أخر "
المستشار: " يجلس مع أي مدام !؟! .. أنا أقصد المدام "ياترسون" سفيرة "المحافظات المتحدة الأزبكية".. فكما تعلم سيادتك أن زوجة الوزير تعمل مترجمة خاصة لها "
"إمشي من قدامي الأن" هكذا قال الرئيس بصوتٍ عالٍ بعد أن ذكر إسم السفيرة الأزبكية.
خرج الرئيس من باب القصر كي يتجول في الحديقة الواسعة الممتلئة بالورود الجميلة والأشجار المهذبة أغصانها، وهو منهمك في التفكير في هذا الأمر، حتى سمع صوت ضحكات من عند بوابة القصر الحديدية، فذهب إلى هناك متسللاً على أطراف قدميه حتى وصل إلى غرفة الحرس ونظر من الشباك الخلفي فوجد كل الحراس والسائق الخاص به وكبير الخدم ملتفون حول شاشة صغيرة وطبق من التسالي كبير، نظر الرئيس إلى الشاشة فوجد نفسه في إحدى خطبه الرنانة فاغرورقت عيناه بالدموع من مدى حب من يعملون معه له لدرجة أنهم يجتمعون في غرفة صغيرة كهذه كي لا يضيعون لحظة يظهر فيها الرئيس على الشاشة، وفور أن جفف دموعه وجد الأرجوز أمامه على الشاشة يفند خطابه بطريقة ساخرة فقرر أن يستمر في المتابعة ويقوي أعصابه كي لا تنفلت من الضحك الذي يزداد وهأهأهأ مأمأمأ وهو يقول لنفسه:
" أنا السبب في ما يفعله هذه المسخرة وأنا الذي أجعل نفسي مادة جاهزة لهذا الأرجوز أنا كثير الظهور على الشاشات رغم قناعتي أني دائماً ما أكون مرتبك أمام الكاميرات، وأحاول أن أصنع لنفسي كاريزما كالزعماء لكن أدائي دائماً ما يبدوا مصتنعاً ولا أقتنع أنا نفسي به، ولا ألتزم بالنص المكتوب أمامي لأن قدرتي على القراءة بصوت عالي ضعيفة، وتصدر عني ألفاظ إرتجالية لا يقولها عمدة قرية وليس رئيس جمهورية "
فور أن فاق الرئيس من سرحانه قرر أن يدخل عليهم، فانتفضوا من أماكنهم وقال: " كيف تشاهدوا هذا الأرجوز الذي بيسخر مني !؟! "
" لا يا فندم.. إننا نتابع تجاوزاته كي ننقلها لسيادتك " .. هكذا أجابوا جميعاً في صوت واحد.
ملحوظة: هذا القصة ساخرة هزلية وغير حقيقية وغير موضوعية وغير محايدة والاحداث الوارده بها خيالية ولا تمت للواقع بصله وأي تشابه بينها وبين الواقع فهو اقرب من الخيال !!!