مَن يفكر فى عودة مصر إلى الوراء واهِم، هكذا قال محمد مرسى فى لقائه مع المهندسين، ويبدو أنه هو الواهم..
فكل ما يحدث على يديه وجماعته عودة إلى الوراء، فليس هناك علاقة بما يحدث على يديه وجماعته بثورة 25 يناير، بل لقد أجهضت سياسات محمد مرسى وجماعته، الثورة، وأنهوها وفطّسوها..
لقد عاد القهر بعد أن ظن الناس بعد ثورتهم التى سطا عليها محمد مرسى ومرشده وجماعته أنه لم يعد له وجود بينهما، وعاد التعذيب الممنهج على يد الشرطة، وبعد أن ظن الناس أن تعذيب حبيب العادلى قد انتهى فإذا بمرسى يبعث التعذيب على يد السفاح محمد إبراهيم، وعادت الإطاحة باستقلال القضاء على يد مرسى وجماعته، وأتوا بنائب عام خصوصى، واستغلوا مجموعة استقلال القضاء الذين أوهموا الشعب أنهم مع القضاء المستقل فى ظل النظام السابق، فإذا بهم ترزية قوانين استثنائية وسيئة السمعة لمرسى، وعادت الطائفية على يديهم والتمييز بين المصريين، وأقرّوا دستورا طائفيا يخدم جماعة الإخوان والمؤلَّفة قلوبهم، بعد أن ظن الناس بعد ثورتهم التى كانوا يعتبرونها عظيمة أنها ستقدم لهم دستورا توافقيا يستحقه الشعب المصرى الذى ناضل من أجل الحرية والكرامة والعدالة ودولة القانون، فإذا به فى النهاية تتحكم فيه فاشية دينية، وعادت البلاد إلى الوراء فى عهد مرسى وجماعته بالتزاوج بين المال والسلطة، فها هو خيرت الشاطر الذى يمتلك سوبر ماركت يتحكم فى القرار السياسى، بل ربما هو الحاكم الفعلى للبلاد، وأيضًا حسن مالك الذى يدير الأعمال ويتفق مع رجال الأعمال، ويتفاوض معهم على كل شىء وبإشراف الجماعة ومحمد مرسى، فى ظل عدم الشفافية، واختلاط الأمور، أليس فى ذلك عودة إلى الوراء وهو نفس الدور الذى كان يمارسه رجال جمال مبارك!! وقُلْ ما شئت عن عائلات الإخوان التى تعمل فى السلطة، من عائلة القزاز إلى الحداد، والتى ليس لها علاقة بالعمل الحكومى أو العام، وخبرتها كلها تتجه إلى الأعمال السرية..
وعودة إلى أهل الثقة لا أهل الخبرة..
وعودة إلى إقصاء الخبراء الوطنيين والمخلصين، وإنما العبرة لدى جماعة محمد مرسى، بالسمع والطاعة لقيادات الإخوان ومرشدهم، ومن ثم تكون النتيجة الفشل العظيم، وهو الحادث الآن على الساحة، فكل شىء فاشل، وسياسة مرتبكة ومتخبطة أحبطت الناس فى الثورة وأهدافها.
أليس فى ذلك عودة إلى الوراء؟! فحتى الآن لم يقدم محمد مرسى ما يدعو إلى التقدم إلى الأمام، لم يقدم أى مشروع يجتمع عليه الناس، لم يقدم أى رؤية يمكن أن يتم جمع الشمل حولها لاستعادة البلد مكانته، إنما كل ما يملكه محمد مرسى هو الكلام «العبيط» ورفع الأصابع والتهديد بها، وإشاعة الانقسام بين الناس، فليس له رؤية سياسية اللهم إلا سيطرة الجماعة وتنظيمها السرى وتوظيف أشخاصها.
وليس لديه أى رؤية اقتصادية، وقد أصبح مشروع النهضة «فنكوشا»، ولم يعد يقترب منه ولا يذكره.
.. إنه فاشل، ويأتى بفشله.
أليس فى ذلك عودة إلى الوراء، إن محمد مرسى وجماعته يعيدون مصر إلى الوراء إلى درجة مخيفة ولم يعد هناك أى أمل فى التقدم على أيديهم.
.. الشعب يريد الخلاص.