يتعرض مراسلو التقارير التليفزيونية في الفضائيات الإخبارية وبرامج الـ "توك شو" للعديد من المشكلات والأزمات والمواقف التي تعوق عملهم، وهو ما ازدادت حدته في الشارع المصري بعد ثورة يناير مع تصاعد مشاهد الفوضى وحالات عدم الاستقرار الأمني التي نعاني منها الآن.
"البديل" رصد الظاهرة من خلال عدد من مراسلي التقارير التليفزيونية الذين أبدوا انزعاجهم من بعض المواقف المحرجة التي أصبحت شريكًا في عملهم الميداني بالشارع المصري خلال الآونة الأخيرة.
يقول عمرو كمال "مراسل التقارير بقناة صدى البلد" إنه تعرض للكثير من المواقف المحرجة والمتعبة أثناء قيامه بإعداد التقارير بالشارع، خاصة في فترة ما بعد الثورة التي كثيرًا ما يفاجأ بهجوم بعض الأشخاص الذين يتعرضون لهم؛ ظنًّا منهم أنهم يتبعون إحدى القنوات الإخبارية العربية، ويصل الأمر إلى التهديد بتكسير الكاميرات، وهو ما يضطرهم لإبراز بطاقة الهوية الخاصة بالقناة؛ للخروج من المأزق دون فائدة، ولفت إلى أنه "من المهم أن يتعامل مراسل التقارير التليفزيونية بهدوء وعقلانية؛ لتجاوز هذه المواقف، خاصة وأن الشارع الآن أصبح منقسمًا بعد الثورة، ونجد من يتهمنا بالتبعية للفلول، وآخرين يتهموننا بالتبعية للثوار ممن يريدون تخريب البلد، وهو ما يختلف من مكان لآخر حسب طبيعة الأحداث والأشخاص المشاركين".
وتقول كريستين رياض "مراسلة التقارير بقناة on tv" إن "أكثر ما يزعجني المشاهد الهمجية التي سيطرت على أفعال الناس في الشارع بعد الثورة، وحدة ردود الأفعال السيئة التي أصبحت سمة مميزة للشارع المصري الآن، وكثيرًا ما يتم تهديدي أنا وفريق العمل بسرقة الكاميرا أو تكسيرها من بعض الأشخاص الذين يرون أن قناتنا معادية للإخوان".
سمر بشات "مراسلة القاهرة بقناة العربية الإخبارية" ذكرت أن أكثر ما يزعجها أثناء ممارسة عملها هو تكليفها بمتابعة أكثر من حدث في اليوم الواحد، وهو ما يعني الدخول في معركة تجاوز زحام شوارع القاهرة، مضيفة أنها رغم ذلك تحرص على الالتزام بمواعيدها قدر المستطاع في الوقت الذي يعاني فيه المصريون من عدم الالتزام ببدء الحدث أو المؤتمرات الصحفية التي يتم إخبارهم بها؛ لتغطيتها في مواعيدها، وكثيرًا ما تبدأ بعد موعدها بأكثر من ساعة، وترى بشات أن أهم المشكلات التي تعاني منها أيضًا عدم دراية وخبرة القائمين على تنظيم المؤتمرات بكيفية التعامل مع وسائل الإعلام والاهتمام بتوفير أماكن مناسبة لوضع الكاميرات وإراء التسجيلات.
وتقول نهى فتحي "مراسلة التقارير ببرنامج العاشرة مساء بقناة دريم" إنها تعرضت لأكثر من موقف محرج خلال قيامها بعملها في الشوارع وأقسام الشرطة والمنازل وغيرها من المواقع، وتذكر أنها اتفقت مؤخرًا مع إحدى الأسر للتسجيل معها حول مشكلات في منزل الأسرة، وبعد التوجه إلى العنوان المتفق عليه لإجراء التسجيل، فوجئت بعدد من أفراد الأسرة يمنعونها وفريق عمل البرنامج من الدخول إلى المنزل، معلنين رفضهم التسجيل والتصوير مع كاميرا البرنامج، وهو ما عرضها لموقف محرج مع إدارة البرنامج، إضافة إلى مواجهتها لحالات اعتداء من قِبَل بعض الأشخاص وتهديد بسحب الكاميرا وعرقلة التصوير، وهو ما يتسبب حتمًا في افشال مهمة عملها.
أما مصطفي الطوخي "مراسل قناة دريم" قال إنه تعرض للاختطاف قبل رمضان الماضي بـ 10 أيام من قِبَل بعض الملثمين بعد إنهاء متابعته لأحداث عنف بمنطقة الشيخ زويد بسيناء،وأضاف "فوجئنا بتعرض هؤلاء لنا وتهديدنا بأسلحة متنوعة، واضطررنا للاستلام لهم، وتحركوا بنا باتجاه رفح لولا تدخل أحد شيوخ البدو وقيامه بإنقاذنا حتى عودتنا إلى القاهرة".