النائب العام أو المدعى العام.. هو محامى الشعب فى أى دولة.. والنائب العام فى الدول المحترمة مستقل.. يراعى ضميره.. وضمير شعبه.. ولا يعمل من أجل مصلحة النظام.. وإذا تعرض النائب العام لأى حرج يهدد استقلاله.. فإنه يعتذر عن منصبه فورا.. لكن لم نصل إلا ذلك الأمر بعد..
فقد جرى تعيين النائب العام المستشار طلعت عبد الله بقرار جمهورى، متعديا به على القانون والدستور.. ورضى به المستشار طلعت الذى حضر خصيصا من البحرين «وما أدراك ما كان يفعل فى البحرين».. ويوافق على القرار الجمهورى ويتقلد المنصب..
وتم نعت الرجل بأنه النائب العام الخصوصى، وليس كنائب عام يعبر عن الشعب المصرى بعد ثورة قامت من أجل الحرية والكرامة.. وكانت على رأس أهدافها استقلال القضاء.. ولم يشعر الرجل بحرج من ذلك.. واستمر فى منصبه.. ووقف رجال النيابة ضده.. ونظموا وقفات احتجاية داعين إلى استقلالهم.. ومن ثم إقالة أو استقالة المستشار طلعت عبد الله ولكن لم يفعل..
وعندما فعل وقدم استقالته.. عاد وتراجع عنها بعد أن وصلته التعليمات لسحبها.. ولم يستشعر الحرج! واستمر يعمل لصالح النظام.. وكان موقفه فضائحيا فى ما جرى فى أحداث الاتحادية.. وقد أحرجه كثيرا موقف المحامى العام المستشار مصطفى خاطر الذى كشف عن طلب المستشار عبد الله بحبس المتهمين الذين تعرضوا للتعذيب على يد ميليشيات الإخوان واستجابة لما ذكره محمد مرسى فى خطابه عن مؤامرة هؤلاء المضبوطين بعد تعذيبهم وبتحريات خاصة من رئيس ديوان رئيس الجمهورية السفير محمد رفاعة الطهطاوى.. وكأنه ضابط مباحث.. «ولم يشعر المستشار طلعت عبد الله بالحرج»!!
وعادت الوقفات الاحجتاجية من شباب النيابة من أجل رحيل طلعت عبد الله.. ولكنه لم يستشعر الحرج!! وصدرت قرارات من جمعيات عمومية طارئة للقضاة تطالب باستبعاد المستشار طلعت عبد الله.. ولم يستشعر الرجل الحرج.. واستمر فى موقعه ينفذ التعليمات كنائب عام خصوصى ليأمر باعتقال النشطاء المعارضين..
ويستمر تعذيب الداخلية للنشطاء فى معسكرات الأمن المركزى.. ولا يتدخل النائب العام.. ولا يستشعر الحرج!! وأصبح المعارضون للإخوان هم الذين يجرى استدعاؤهم لنيابات طلعت عبد الله فى بلاغات وهمية ويجرى التحقيق معهم.. ولا يستشعر المستشار طلعت الحرج! ويأمر المستشار طلعت عبد الله بضبط وإحضار نشطاء سياسيين معارضين للإخوان فى أحداث المقطم بعد بلاغات أعضاء الإخوان بدون أدلة أو تحريات.. ولا يستشعر المستشار طلعت الحرج!
ويتبين كذب النيابة فى استدعاءاتها للناشطين.. ولا يستشعر المستشار طلعت عبد الله الحرج.. ويطنش المستشار طلعت عبد الله التحقيق فى أى بلاغ ضد الإخوان ولا يستشعر الحرج.. ولم يتحرك النائب العام أو مكتبه فى ما فعله ميليشيات الإخوان فى ضرب المتظاهرين والنشطاء أمام المقطم.. ولا يستشعر المستشار طلعت عبد الله الحرج.. ولم تُقدم أى تحقيقات للنيابة فى أحداث الاتحادية.. ولم يستشعر المستشار طلعت عبد الله الحرج.. ولم يحدث أى شىء فى تحقيقات حمادة المسحول أمام الاتحادية.. ولم يستشعر الحرج.. وصدر حكم من محكمة الاستئناف ببطلان تعيين المستشار طلعت عبد الله كنائب عام.. ولم يستشعر الرجل الحرج.. وخرجت مظاهرات فى الشارع ضد المستشار طلعت عبد الله.. تطالب برحيله وتنفيذ حكم القضاء.. ولم يستشعر الرجل الحرج..
فكيف لرجل ينفذ القانون ويكون ضمير الشعب؟! ولا يحترم أحكام القضاء ولا يستشعر الحرج.. فمن يثق فى النائب العام أو النيابة العامة الآن.. وأصبح جهازا لا يحترم أحكام القضاء.. وأصبح جهازا خاص بإشراف المستشار طلعت عبد الله، تابعا لجهة تنفيذية أو تابعا لمندوب الإخوان فى الرئاسة..
فمتى يستشعر المستشار طلعت عبد الله الحرج ويترك منصبه؟!
الشعب يريد الخلاص..