كان الدكتور مرسى منفعلا وهو يخطب فى مؤتمر المرأة وفى مؤتمر القمة العربى فى الدوحة. وقد قال إنه يعرف أن هناك أصابع تعبث باستقرار مصر. وأن هناك مؤامرة من دول عربية تتدخل فى الشؤون المصرية. وهدد الرجل. وقد نسى نفسه وهو يتوعد وهو جالس وسط هذا الكم الكبير من الرؤساء والملوك والأمراء. ظن أنه رئيس مصر بجد. وأنه على خطى عبد الناصر فى التهديد. هكذا صوروا له. وإن كان عبد الناصر لم يهدد علنا أبدا للدول العربية. وظن أنه امتداد لمن سبقوه فى الهيبة التى تعلو رأس رئيس مصر، مرسى متقمص مبارك فى القصر الرئاسى وكلما سألوه فى شى فى القصر يقول كنتم بتعملوا إيه مع مبارك اعملوا زى ما كنتم بتعملوا معاه، تهديد مرسى من قبل كان دائما يشير إلى دولتين، الإمارات والسعودية، حيث يراهما العدوين اللدودين له ولجماعته فى المنطقة. لكن تهديد هذه المرة كان مباشرا وموجها إلى دولة الإمارات. والسبب هو جهل وبلادة الدولة التى اختارها والسبب فى هجوم السيد الرئيس المرعب المخيف. إن رئيس الوزراء هشام قنديل جاءه تقرير من البنك المركزى يفيد أن هناك مبلغ 25 مليون جنيه دخلت مصر باسم الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد. وأن الأموال التى دخلت إلى مصر آتية من دولة الإمارات. ولم يستفسر الأخ قنديل عن ملابسات الحدث وأصل الأموال، بل أخذ التقرير وطار إلى رئيسه يبلغه عن المؤامرة التى تحاك ضده وضد مصر. والرجل معبأ تماما تجاه الإمارات التى تتعمد إهانة مولاه خيرت الشاطر، كما أنها تظهر كراهيتها علانية ضد الإخوان. بمجرد أن علم مرسى بما تم. راح يصرخ ويتوعد ويهدد ويدعى على هؤلاء الخونة ويخبط المكتب أمامه غضبا. وطلب من مستشاريه بحث كيفية فضح الموضوع وكيفية الاستفادة منه. إنه الجهل، والبلادة تتمثل فى من يحكمون الدولة المصرية الآن. أما أصل حكاية الأموال التى دخلت مصر عبر البنك المركزى فهى صحيحة. لكن ليست كما يظن مرسى وجماعته. الأموال التى دخلت هى من شركة (ممس) وهى شركة ضمن شركات (شويرى) القابضة وهى شركة قامت بتوقيع عقد إعلانى مع شركة «سيجما» للإعلام والتى يمتلكها السيد البدوى، وهى الشركة التى تنتج قنوات «الحياة». قيمة تعاقد شركة «ممس» مع شركة السيد البدوى أو شركة «سيجما» هو 350 مليون جنيه فى العام. ويتم الدفع على دفعات. وكانت تلك الأموال التى دخلت مؤخرا دفعة من دفعات العقد المبرم منذ بداية العام. وبعدما هدد مرسى الكثيرين وطلب تحقيقا موسعا من جميع الجهات لتلك المعلومات. تبينت له الحقيقة. وتراجع عن الموضوع. وهو ما تُرجم سريعا فى اجتماع مكتب الإرشاد الأربعاء الماضى. الذى كان أحد بنوده هو تأجيل القرارات الثورية التى تحدث عنها مرسى إلى أجل غير مسمى. وهو حملة الاعتقالات وغلق القنوات وقد تطرق الاجتماع أيضا إلى قضية عودة النائب العام وانزعاجهم من الحكم. خصوصا أن خيرت الشاطر يكره الرجل، وكان فى طريقه إلى تحريك قضايا فساد تدين عبد المجيد محمود للتباطؤ فى التحقيق فيها. وبعودته يمكن أن يكشفها ويفضح الجميع. وقد اتخذ مكتب الإرشاد قرارا بعدم عودة عبد المجيد محمود تحت أى ظرف. فى الوقت الذى سيرشحون فيه أى اسم آخر يرضى جميع الأطراف. الإخوان فى حالة انزعاج وتسرع. والمعارضة هى الأخرى فى حالة تسرع. تريد من الجيش أن ينهى لهم المعركة سريعا. وهم يجهلون مفاهيم المؤسسة العسكرية المصرية القديمة الراسخة. فهى أقدم مدرسة عسكرية فى تاريخ البشرية. ومن أهم ما يحكمها من عقائد. هو العرق فى التدريب يوفر الدم فى المعركة. وهو يمر فى كل أزمة من الأزمات بأربع مراحل. حدثت من قبل بعد هزيمة 67. الأولى مرحلة الصمود. ثم مرحلة الدفاع النشط. ثم مرحلة الاستنزاف. ثم مرحلة العبور والمعركة. تلك هى المراحل التى يتبعها الجيش فى كل خطواته. وهو يطور نفسه وأدواته. والآن هى فى مرحلة الدفاع النشط. رصاصة برصاصة. دانة بدانة. تصريح بتصريح. عنف بعنف. مقلب بمقلب. وقد تطول هذه المرحلة لشهور. لكن حكاية الانقلاب العسكرى والسجن والمعتقلات والإعدامات للحصول على السلطة. أصبحت قديمة وغير مقبولة خارجيا. فقد تغيرت المدارس العسكرية وتطورت وأصبح الدم مرحلة مستبعدة. وقد يكرم مرسى ويخرج ليجلس فى بيته تحت مسمى الانتخابات المبكرة ويأخذ الحصانة الدستورية. ولن يدخل القفص. غيره سيدخل. فهناك دم، أما الجرائم الكبرى التى حدثت فى بورسعيد والقاهرة وبعض المدن منها سيناء. هناك من يشيلها، وهم حماس وكتائب عز الدين القسام. الجيش عندما يخطط يكون تخطيطه استراتيجيا لأبعد مدى يلزمه وقت. أما الإخوة السياسيون الآن القليلو الخبرة والموهبة والخيال والولاء. فهم يشعرون أن الوقت لا يهم. انزل بالدبابة على المقطم وخلص عليهم. ثم اترك لنا البلد نحكمها نحن. مجانين..
سر هجوم مرسى فى مؤتمر القمة
مقالات -
نشر:
31/3/2013 5:59 ص
–
تحديث
31/3/2013 9:20 ص