
وهذه الصورة تتكرر أحيانا في الواقع،حيث يجد الصحفي نفسه ممزقا بين ولائه للمهنة ، وحبه لشخصية عامة أو صديق أو مسئول ، كما حدث مع أحد رؤساء تحرير الصحف الخاصة ، حين وقع على سبق مهم ، ومادة صحفية مثيرة للنميمة السياسية والاجتماعية سترفع توزيع جريدته، وهي خبر مؤكد لانفصال أحد مشاهير المعارضة ، عن زوجته المشهورة أيضاً.
ورغم صداقة "الصحفي " للزوجين اللذين شغلا الرأي العام بأخبارهما لفترات طويلة، وخاصة بعد دخول "المعارض" السجن، أيام نظام مبارك .. وتحول "الاعلامية" من مذيعة شبه معروفة، وأم وزوجة تعيش في الظل ، إلى مناضلة شرسة، تتحدى النظام للدفاع عن زوجها، والمطالبة بالافراج عنه، وتلتقي الرئيس الأمريكي لتعرض قضيته عليه،وتصبح ناشطة سياسية ، وتقارن بزوجات مناضلين عظام، مثل "نيلسون مانديللا".
وأصبح على رئيس التحرير أن يختار هو الآخر بين أن ينشر الخبر الذي قد يضع المسمار الأخير في نعش علاقة زوجية استمرت 20 عاما، ويقوض أسطورة "ناعسة" المصرية العصرية التي صبرت على محنة زوجها ، وساندته حرا واسيرا، وبين أن يتلكأ في النشر حتى يعطي الطرفين فرصة للتراجع ، ويضيع السبق الصحفي الذي إن لم ينشره هو، لنشره غيره.
وفضل "الصحفي" اعتبارات المهنة على اعتبارات الصداقة والعلاقة الانسانية ..واشتبك مع "الزوج المعارض" في معارك فضائية فضائحية..وظل السؤال معلقا..أيهما تختار لو كنت مكان حليم" و"رئيس التحرير" ..المجد الصحفي ام الالتزام الانساني؟!