المجلة: كل الحكومات المتعاقبة تتجاهل وبكل سرور الأخطار التي تلوح في الأفق
إيكونوميست: أزمة الوقود ضربت اسطول النقل التجاري ومضخات الري التي يستخدمها الملايين من المزارعين الفقراء
قالت مجلة "الإيكونومست" ان الإقتصاد المصري قريب جدا من الانهيار أكثر من أي وقت مضى، وأن كل الحكومات المتعاقبة تتجاهل وبكل سرور الأخطار التي تلوح في الأفق، مؤكدة ان النظام الحالي الذي يسيطر عليه الإخوان المسلميين ليس في وضع استثاء من تلك الحكومات،فمنذ تسعة أشهر لم يضع الرئيس محمد مرسي خطة اقتصادية تقنع صندوق النقد الدولي للحصول على ختم الموافقة وفتح أبواب المساعادات لمصر والتي قد تصل إلى 15 مليار دولار.
وأشارت المجلة إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر رفضت الحكومة اقتراحات لمعالجة تراجع الودائع الخاصة بمصر في الصندوق لتمويل الطورائ خوفا من فرض اجراءات التقشف قبل الأنتخابات البرلمانية، وناشدت الحكومات الخليجية الصديقة بالنقود و الغاز، وشغلت الحكومة نفسها بإصدار قانون الصكوك الإسلامية.
وأضافت المجلة إلى أنه مع تراجع الأحتياطات الأجنبية وتآكل قيمة العملة المصرية بنسبة 10% وفرض الرقابة على الصرف في البنوك يعد بداية لخنق التجارة والأستثمار الأجنبي.
وأكدت المجلة أن تآكل العملة ساهم في ارتفاع نسبة التضخم وهذا ما يعد قتامة، بالأضافة إلى ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل من 9% إلى 13% نتيجة لأغلاق 4500 مصنع منذ بداية الثورة، وكذلك الخمول في قطاع السياحة الذي يمثل نسبة دخل كبيرة لمصر، فعلى الرغم من حفاظ المنتجعات الشاطئية على جذب الزوار، إلا أن زيارة الاهرامات ووادي الملوك اختفت واصبحت تلك الأماكن السياحية فارغة بشكل مخيف.
ولفتت المجلة البريطانية إلى أن أزمة الوقود التي ضربت اسطول النقل التجاري ومضخات الري التي يستخدمها الملايين من المزارعين الفقراء، ومع ذلك اضطرت الحكومة لأستيراد الوقود وفقا للأسعار العالمية.
وألمحت المجلة إلى مشكلة الخبز المدعم والغذاء حيث قال بنك كريدي سويس،أحد البنوك السويسرية،ان متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية تنفق نصف دخلها على الغذاء،ولاحظ خبراء التغذية أن خوف المصريين قد نمى وبشكل كبير لأن غذاء أطفالهم يعتمد على الخبز.
ورأت المجلة أن حكومة الرئيس مرسي ليست غافلة عن الأزمة الوشيكة، فقد رفعت بعض الرسوم الجمركية، وهناك خطط لخفض الأغذية المدعومة،وربما في وقت قريب خاصة بعد زيارة صندوق النقد الدولي الأخيرة.
واعتبرت المجلة ان الرئيس مرسي والإخوان يستخدمون نفس أساليب الديكتاتور حسني مبارك الذي اطاحت به الثورة المصرية في 2011،ولكن هذه الأساليب لم تعد تخيف المصريين،ولذلك يوجد الشلل السياسي يرافقه العنف.
واختتمت المجلة قولها بأن الرئيس مرسي اظهر مدى الاحباط المتزايد مع سلطته المحدودة، مما يقود المعارضة لأعتقاد أنه يحاول احباطهم بطريقة أشد قسوة،ويخشى الكثير من المصريين من أن مع كل هذه المشاكل أن يقترب يوم القيامة إلى الواقع.