حكمنا من أطلق على نفسه لقب الزعيم، تبعه من أحب لقب الداهية، من بعدهم أتانا من ليس له لون ولا رائحة، وأخيرا الرئيس المهرج.
كتبت على حسابى على «تويتر» فى أثناء معركة الاتحادية أن مرحلة الوحش قد بدأت.
وما بين الاتحادية والمقطم جرت مصائب كثيرة، وسالت دماء.
لكن البطل المشترك فى كل الأحداث، هو الجالس على كرسى الرئاسة، مسميا نفسه رئيسا.
رئيسا لم يعد مضحكا أبدا ما يفعله، بل يقلل من احترام العالم لنا أكثر وأكثر.
رئيس ما هو برئيس، يحكم دولة ما عادت دولة، بل كما أطلق عليها رجاله حينما تسلم مرسى الرئاسة «خرابة».
لا أعرف كيف لنا أن نأخذ رجلا كهذا بجدية؟
ولا أعرف ما المضحك فى موضوع الأصابع، والتلميحات الجنسية؟
ألا يستحى؟
أيدرك شخص واحد ممن يقومون بالسخرية على الرجل، أنه للأسف، شئنا أم أبينا أصبح رمزا لهذا الوطن أمام العالم؟ وأن كل أفعاله التى نسخر منها تؤثر على صورة المصريين، كل المصريين بالداخل والخارج؟
رئيس مهرج، ينتمى إلى قبيلته فقط، ولا يعرف أى درجة من الانتماء إلى باقى الشعب، منطقه هو «اللى حـ يقرب من جماعتنا حـ دبحه»، ولا يرى أبعد من حدود جماعته.
كان يمكن له، ولجماعته أن تتدارك فظائع كبرى وقعوا فيها، لولا أنهم يحكمون بمنطقة القبيلة، ويا ليتها قبيلة لها احترامها، بل دائما ما كانت تقوم بدور النخاس بين الحاكم، وبقية أفراد الشعب.
فى المقطم، لو اعتذروا من البداية، وقدموا صُهيبا ومُصعبا» إلى المحاكمة، وقدموا اعتذارهم إلى الفتاة التى صُفعت، والشباب الذى تم التعدى عليه، ماذا كانوا سيخسرون؟
كانوا سيكسبون احتراما من قطاعٍ من الشعب نتيجة اعترافهم بالخطأ، وكان يمكن تصويره على أنه خطأ فردى.
فى الاتحادية لو لم يحشدوا حشودهم، حاملين العصى والطوب، وترك الاعتصام الموجود أمام القصر فى حاله ما هى الخسارة؟
وبين الاتحادية والمقطم، لو لم يكتبوا الدستور بهذه الطريقة، أو لم يستمروا فى جلساتهم الفكاهية الكارتونية داخل مجلس الشورى؟
ألا يوجد بينكم رجل رشيد، يحترم نفسه، ويحترم تاريخ جماعته؟
ألا تخشون أن تُذكروا فى التاريخ بالجماعة الفاشية المهرجة؟
أعتقد لو أن البنا كان على قيد الحياة، لكان مات كمدا وحسرة مما يفعلون.
لا أرى غير أن الجماعة تخسر، وأن الوطن يخسر، وأننا جميعا فى خُسْر.
حينما أنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين الآن.. لا أرى إلا أخلاق مماليك - عبيد.
يوزعون المؤامرات ذات اليمين وذات اليسار، يتحالفون، وينقضون تحالفاتهم، ويعيدون التلاعب بمصير الوطن، ومصير شعب، ومصير ثورة.
تراهم يهددون «بقتلانا فى الجنة، وقتلاهم فى النار»، كأن الله يكلمهم، أو بينهم من يوحَى إليه بذلك، متناسين أن ذلك قيل فى حرب بين المؤمنين والكفار، وتراهم حين البأس واشتداد القتال «الذى دعوا إليه»، يهربون محولين بيوت الله إلى ساحات تعذيب، تحت حماية الداخلية..
ومن ثم يتباكون على تدنيس بيوت الله، التى لم تمس من أهالى المقطم، أو من معارضى الإخوان، ولم يلوثها غيرهم، بشهادة مجلس إدارة أكبر مسجد فى المقطم تم تحويله إلى ساحة تعذيب «تقدم مجلس إدارة مسجد بلال بن رباح، وهو أكبر مساجد منطقة المقطم، بمحضر، يتهم فيه جماعات الإسلام السياسى، بالاستيلاء على المسجد وتحويله إلى ساحة تعذيب للمعارضين».
يختفون من المعركة، ليمارسوا خِستهم المعهودة، من اختطاف من يسيرون فرادى، وتعذيبهم، لكى يرضوا جبنهم المتأصل فيهم.
يختفون من المعركة، ليتباكوا على معركة هم مشعلوها، والداعون إليها، والحاشدون لها من كل المحافظات.
«الحافلات المحروقة بالمقطم كانت كلها من خارج القاهرة، من محافظات بنى سويف والفيوم».
ويخرج علينا متحدثهم الإعلامى، مهددا بأن شباب الجماعة لو كانوا تركوا، وأطلق لهم الوثاق، كانوا قد «أكلوا المعارضين بأسنانهم»، واستخدم كلمات من قبيل «شاب إخوانى لن يقدر عليه مئة من المعارضين»، ذكرنى الرجل بالجملة الأشهر «شيلوه من علىّ لاموِّته»..
وحينما يشتد البأس، وينهزمون للمرة الثانية، يخرج علينا الرئيس المهرج، متوعدا، ساخطا، مشيرا ذات اليمين وذات اليسار، وللمفارقة، كان يفعل ذلك فى مؤتمر نساء عن حقوق المرأة، بخلفية ذات لون وردى مهدئ للأعصاب.
حيث شعر، أنه لا بد من أن يثبت لهم أنه «ذكر»، وأنه يملك إرادة، وأنه سوف ينتقم، وأنه ذكورى شرقى لا يرضى عما حدث لجماعته، ولسوف يفعل ويقطع إلخ، وبخ.
بالضبط كمن يثقل سمع أنثاه بكلمات عن فحولته، ومدى قدراته الهائلة، وحين الوصول إلى السرير، يستحيل إلى جثة مُشخِرَّة..
وهو ما لم يكذبه رئيسنا المهرج، ففعله عندما نام فى الدوحة، فى القمة العربية، واستيقظ محرجا، بعد سماع القاعة كلها صوت شخير الوفد المصرى، عندها ألقى خطابه مهددا مرة أخرى بالأصابع، وأنه لا يدخل إصبعه فى أى دولة أخرى، لأنه من المحرمات..
يا أخى عيب على دقنك.
يبدو أننا بُلينا بمرضى دائما ما يجلسون على كرسى الرئاسة، كأن الكرسى أصبح مكتوبا عليه «ممنوع على المتمالكين بعضا من عقلهم».