ايجى ميديا

الأحد , 29 ديسمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

قطع إيد البلد

-  
نشر: 29/3/2013 3:50 ص – تحديث 29/3/2013 10:18 ص

ذات ليلة.. فى تمام الساعة الرابعة فجرا.. انتهى النحات الفرنسى العظيم «رودان» من تحفته الفنية الجديدة.. تمثال الأديب الفرنسى الفذ «بلزاك».. نَحَتَهُ «رودان» واقفا وهو يرتدى عباءة سوداء طويلة بأكمام واسعة تخرج منها يداه التى تشير إلى الأمام.. لم يطق «رودان» صبرا حتى الصباح.. لهذا.. هرع إلى أحد تلاميذه المقيمين معه فى الاستوديو الخاص به لمساعدته.. أيقظه من النوم بسرعة فاستيقظ التلميذ وهو يفرك عينيه واتجه مع أستاذه إلى صالة العمل بالاستوديو وهو لا يزال مغشلقا.. وبمجرد مروقهما من باب صالة العمل بُهِتَ التلميذ واتجه إلى حيث يوجد التمثال بمنتصف الصالة مأخوذا ومبهوتا ومبهورا بروعته وكماله ودقة نحته.. توقف التلميذ بين يدى التمثال البارزتين من أكمام العباءة وهو يدقق فيهما النظر وبدون أن يستطيع إزاحة عينيه عنهما نطق أخيرا.. «يا نهار أسود.. أنا شفت تماثيل كتير وقليل قبل كده.. بس ما شفتش إيد منحوتة بالروعة دى قبل كده».. توتر «رودان» وأظلم وجهه من تعقيب تلميذه الذى لم ينبهر بالتمثال ككل بقدر ما انبهر بروعة نحت اليد تحديدا.. هرع لإيقاظ تلميذ آخر.. وكما حدث مع زميله بالظبط حدث معه.. سار التلميذ مع أستاذه مغشلقا وبمجرد رؤيته للتمثال أفاق التلميذ واتجه كالمسحور إلى يدى التمثال الخارجتين من العباءة.. لمسهما وهو غير مصدق لما يراه أمامه.. « أنا حاسس إنهم حيتحركوا من كتر ما همه حقيقيين».. إزداد توتر «رودان».. وبدأ التوتر يتحول إلى غضب.. خاصة بعد تعقيب التلميذ الثالث الذى ذهب لإيقاظه.. «إنت لو ما نحتِّش حاجة تانية فى حياتك.. الإيد دى كفاية عليك يا أستاذي» !

كان مزيج التوتر والغضب قد أضيف إليه الإحباط عندما استيقظ باقى التلاميذ فى الصباح.. وانهالت آراؤهم وتعقيباتهم وانبهارهم بمدى عبقرية نحت أستاذهم لتلك الأيدى التى تكاد تتحرك من فرط الصدق والفن والحقيقة.. وفجأة.. وبينما التلاميذ يحيطون بالتمثال ويتأملون فى يديه.. اندفع أستاذهم «رودان» كالبركان الغاضب تجاه أحد أركان الاستوديو حيث توجد بلطة ثقيلة ملقاة على الأرض.. التقطها بعنف وغضب.. واندفع بها تجاه التمثال.. وبضربة واحدة من البلطة الثقيلة كان قد فصل أيدى التمثال عنه وسط ذهول ودهشة وصمت تلاميذه.. وقف «رودان» أمامهم محبطا ومنهارا ومكتئبا.. وكان صوته واضحا وحاسما وهو يقول لتلاميذه.. «واضح إن الإيد مالهاش علاقة بباقى التمثال.. الإيد والتمثال مابينتموش لكيان واحد.. عشان كده كان لازم أقطعها» !

هكذا.. وبنفس هذا المنطق تقرر استئصال وقطع كل ما من شأنه إفساد المنظر العام السيء الذى وصلت له البلد.. وتشوية المنظومة التى تسير مصر وفقا لها فى تلك الفترة الزمنية السوداوية التى نحياها الآن.. لهذا أصبح لزاما إبعاد اللى بيحبوا البلد بجد عن الصورة العامة المشوهة حرصا على عدم إبراز تشوهها.. وهذا هو ما يسعى إليه الإخوان بالظبط الآن.. تشويه كل ما هو جميل وتكذيب كل ما هو صادق وتحقير كل ما هو شامخ وتسفيه كل ما هو قيم.. فالتشوه ينبغى أن يسود حتى تستطيع جماعة مشوهة التفكير أن تحكم براحتها.. والعنف ينبغى أن يسيطر حتى تستطيع جماعة لا تعرف سوى التملق والعنف التصرف براحتها وعلى سجيتها والإستعانة بمؤيديها من الإرهابيين والقتلة والمجرمين.. والغباء والهَطَل ينبغى أن يسودا حتى تستطيع جماعة إعتادت ألا تستخدم عقلها - مكتفية بتنفيذ الأوردرات والأوامر الصادرة لأفرادها من مكتب الإرشاد فقط - حكم شعب مواطنيه من البشر وليسوا للأسف من عرائس الماريونيت.. فكما أن مخرج عايز يعمل سينما بجد قد يفسد كل تلك المجهودات التى يقوم بها المنتجون والموزعون للحفاظ على نفس التيمة التقليدية لمعظم الأفلام ونفس المسار المتخلف الذى تسير فيه السينما المصرية منذ فترة.. فإنه أيضا سياسى محترم أو إقتصادى فذ أو قانونى فاهم قانون أو فنان بجد أو عالم فى أى مجال من المجالات قد يساهم فى تحويل حالة الهرتلة والعبث والنحت واللا أخلاق واللافن واللاعلم واللا إنسانية التى نعيشها الآن إلى حالة حياه حقيقية مما قد يسهم بالتالى فى إفساد تلك المنظومة العامة المتخلفة والعبيطة والسمجة والفجة التى نعيشها الآن.. وهذا بالطبع هو ما لا ينبغى له أن يحدث!

بقى أن أخبركم أن تمثال «بلزاك» مقطوع الأيدى يقف الآن شامخا بأحد ميادين باريس الشهيرة.. يقف دون أيدى.. بينما الأيدى التى تم قطعها بسبب روعتها ومدى صدقها وحقيقتها لا أحد على وجه الإطلاق .. يعرف مكانها بالظبط!

التعليقات