يبلطج الإخوان ورجالة مرسى وكهنة مكى ومنافقو التيار المتمسح بالدين وأدعياء الاعتدال، حين يؤكدون استمرار طلعت عبد الله نائبًا عاما رغم الحكم القضائى الذى صدر أمس بإلغاء تعيينه واعتبار قرار مرسى بوضع هذا المستشار على مقعد النائب العام كأن لم يكن.
كويس خالص.. عودوا إذن إلى الوجه السافر القبيح من عدم احترام أحكام القضاء وعدم تطبيق الأحكام إلا التى تأتى على هوى مرسى ومزاج جماعته، فنحن فى زمن الحكم المزجنجى. يطبِّق القانون بمزاجه ويطبق أحكام القضاء بمزاجه.
أكذوبة أن محمد مرسى يحترم أحكام القضاء تتعرى فى كل لحظة مع تعرِّى هؤلاء وجْهًا وظَهْرًا، الذين كانوا يدَّعون الدعوة لاستقلال القضاء أيام مبارك نصْبًا وخداعًا حتى فضحهم الله، عز وجل، فى خواتيم أيامهم، حتى تَسْوَد وجوههم فى صفحات التاريخ جزاء خداعهم.
الإخوان جماعة كاذبة لا تتورع عن اغتصاب القانون وانتهاك الدستور -حتى الذى سلقوه- والعصف بأحكامه، وها هم يدافعون عن بقاء نائب مرسى على مقعد النائب العام، لأنهم يريدون ذراعًا قانونية تضرب الخصوم وتنكّل بالمعارضين وتنفِّذ تعليمات الجماعة وتخضع لفرمانات المرشد.
وها هو محمد مرسى الذى يزعم أنه رئيس منتخَب يهدِّد بالحبس وبقطع اليد وضرب الركب وقطع الرقبة فى لغة ديكتاتورية، يصمم على انتهاك القضاء وضرب استقلاليته ووضع قضاة مصر فى خدمة مكتب الإرشاد، حين يرفض تطبيق حكم القضاء الذى أكد ما هو مؤكَّدٌ، وهو أن إقالة المستشار عبد المجيد محمود كانت عدوانًا فاضحًا على القضاء والقانون.
ولكن مرسى وجماعته وإخوانه ومنافقيه لا يهمهم لا قضاءٌ ولا قانونٌ، ولا يحترمون قيم الحرية والديمقراطية واستقلال القضاء، فما يشغلهم هو أن يركبوا الدولة ويدلدلوا رجليهم.
إن هذا الحكم ضربة كاشفة لعار وعوار وجود المستشار طلعت عبد الله على مقعده، فوجوده غير شرعى، بل اغتصاب سافر للمنصب وعدوان شائن على القانون، تمامًا مثل الإصرار على بقائه بعدما تتوالى فضائح نزع الاعتراف به من كل الأطراف والأطياف، سواء قضاة مصر عبر نادى القضاة، أو وكلاء النيابة عبر توقيعات لنحو ثلاثة آلاف وكيل نيابة، وعبر مجلس القضاء الأعلى الذى نصحه فى بيان رسمى بالعودة إلى المحاكم، وعبر القوى السياسية والوطنية التى ترفض المثول أمامه، حيث لا تعترف بشرعيته، ثم أخيرًا عبر حكم قضائى واضح حاسم حازم باتر بأن تعيينه باطل.
إن استمراره لا يعنى إلا شيئًا واحدًا لا ثانى له إطلاقًا، هو أن هذا الرجل إخوانى ينتمى إلى جماعة الإخوان ومكلَّف منها بالبقاء، فهى عنده أهم حتى من سُمعته وصورته ومستقبله.
يقينى أن الإخوان باتوا لا يعرفون الخجل، ويا خوفى على بلد يحكمها مَن لا يخجلون!