طالما استمر مرسى على طريق جماعته التى سرقت الثورة.. وتحاول السيطرة بالكامل والباطل على مقدرات البلاد.. فلن يجد إلا هزائم متتالية.
فلم يستطع مرسى حتى الآن أن يكون رئيسا لكل المصريين.. بل إنه رئيس -أو قل مندوب لمكتب الإرشاد فى قصر الرئاسة- للأهل والعشيرة والجماعة فقط.
ومن ثم فكل قراراته تصدر لصالح الجماعة.. وليست لصالح المواطنين.. ولا حتى لصالح الوطن.. فالوطن عند الجماعة له مفهوم آخر.
وقد تم كشفهم وفضحهم واستغلالهم للدين خلال فترة حكمهم، بما فى ذلك وجود مندوبهم محمد مرسى فى الرئاسة منذ ما يقرب من 8 أشهر وكل اهتمامه فقط بما يجرى للجماعة وأعضائها.
ولا يتحرك الرجل.. اللهم إلا إذا أصيب أحد أفراد الجماعة.. وبدأ مكتب الإرشاد فى اتخاذ قرارات أو حتى الإشارة إلى أى حدث.. فتجد أن مرسى يتألم.. ويخرج عن سياقه.. ويطلق اتهامات كما جرى فى أحداث الاتحادية.. ولينفضح وتنكشف جرائم الجماعة هناك.. وتورط مرسى فى تحريات مكتب الإرشاد ومدير ديوانه الذى تحول إلى ضابط تحريات يقدم خدماته للجماعة وينفذ تعليماتها.. وليتبين للجميع أن الجماعة وميليشياتها هى التى اعتدت على الناشطين والمتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية.. وأنهم مارسوا التعذيب والقتل.. فى حماية الداخلية.. ويتكرر الموقف بعد ذلك ليصل إلى سحل المتظاهرين كما جرى مع حمادة المسحول.
وكل شىء من تلك الأحداث مسجل بالصوت والصورة.. وينكشف تورط مرسى ونائبه العام الخصوصى فى تلك الأحداث.. وبعد أن كان مرسى مهددا ومتوعدا بتلك المؤامرة فإذا به يصمت هو ونائبه الخصوصى عن الجرائم التى ارتكبتها الجماعة فى أحداث الاتحادية.. رغم قيام أعضاء من جماعة الإخوان بالقبض على المتظاهرين وتعذيبهم للحصول على اعترافات كاذبة عن محرضين وممولين (ليقولها محمد مرسى فى خطاب عام فضائحى!!) ويصل الأمر إلى القتل العمد كما جرى مع الزميل الشهيد الحسينى أبو ضيف.
فماذا فعل مرسى ونائبه العام الخصوصى فى تلك الأحداث؟!
كانت هزيمة قاسية.. فصمت عنها.
وما إن جرت أحداث المقطم.. والتى بدأتها الجماعة وميليشياتها الأسبوع الماضى باعتداء أعضائها على نشطاء حتى قيام أحد ميليشياتها بصفع الناشطة ميرفت موسى والاعتداء على الصحفيين والمصورين.. وكانت فضيحة.. وحاولت الجماعة التغطية على تلك الفضيحة من خلال مؤتمر فاشل لقياداتها فى «جراند حياة».. وكأنها بهذا المؤتمر كانت تدعو إلى نفير أعضائها (كما يحبون أن يذكرون) للوجود أمام مكتب الإرشاد.. وبالفعل منذ صباح الخميس الماضى بدأ أعضاء الجماعة بمشرفيها فى المحافظات التوجه إلى مكتب الإرشاد فى المقطم والمبيت للاستعداد لمعركة المقطم.
وجرت معركة المقطم.. وكان الإخوان البادئين.. وسيطروا على المساجد فى المنطقة بشهادة مشايخها وإمامتها ولكن الإخوان كذبوا كالعادة وجعلوا أنفسهم ضحية.. وادّعوا هجوم المتظاهرين عليهم، الذين وصفهم بالبلطجية.
وليخرج مرسى مرة أخرى ليدافع عن جرائم الإخوان.
ويعطى الإشارة لنائبه الخصوصى لاتخاذ قرارات باطلة.
ويفاجئ الجميع بضبط وإحضار نشطاء الثورة.. واتهامهم بالإجرام.
وكأنه ليس عندهم دم.
وكأن جلدهم تخين.
فاستباحوا كل شىء من أجل السيطرة، ولم يعد يهمهم أى شىء سوى مصالحهم.
هكذا الإخوان.. ومندوبهم فى قصر الرئاسة.
ليأتى القضاء ليعطيه صفعة قوية ضد قراراته.. وإعلانه الدستورى المستبد ونائبه الخصوصى.
ولتكن هزيمة جديدة.
فهل يتعلم محمد مرسى وإخوانه؟
هل يتعلم أن الثورة قامت من أجل الحرية؟
الشعب يريد الخلاص.