الوطن يحكمه الأن أُناس يُدعوا الإخوان، جماعة كانت مستسلمة لكل طغيان، ويوم خرج الشباب للوقوف ضد السلطان، دخلت الجماعة يومها جحور الفئران، وعندما إخطلت الحابل بالنابل خرجوا من جحورهم وقالوا ثورتنا ثورة شجعان، والحقيقة زي الشمس كانت واضحة للحيران، الشباب ثابت في الميدان والجماعة في حضن عمر سليمان، جاهلين ان الحق يعيش في كل ارض وفي كل زمان، والباطل يعيش في كل ارض ولكن ليس في كل زمان.
بعد ما حكموا مازلنا نرى الفساد ونرى الصوص ونرى تجار الاوطان، ونرى من يصنعون الاحزان، والمقيت والمقزز أن تجد لهولاء من يصفونهم لنا بفرسان الاوطان، وجد من سبقونا على مر الأزمان تفسير لكل شي في حياة الانسان، لكن حتى الان عجز كل من في هذا الكون عن تفسير قتل الإنسان للإنسان بمباركة الشيطان، قتل النفس لنفس حرمته جميع الاديان، إخوننا يقتلونا وكما تعرفون الموت عندهم ألوان، وقدر علمنا وتيقننا ان أول من يموت هو من يرفض الذل والهوان من اجل حب الوطن ومن اجل كرامة الانسان، والكارثه عندما يأتيك الغبي ويقول لك اين البرهان، بعد ان تقدم النفس الى يد السجان، يتمشدق ويقول هذا خائن وهذا جبان، يعتقدون أن بعد عز الرجال للخوف في قلوبنا مكان، إن أغلب لصوص الأوطان لن تجد لهم في بطون الحرائر عنوان، فهم مثلما تطلب الصلاه من زنديق او من سكران، وإن صلى هل لها عند الله قبلتان؟، غفرانك يا من ملكت الكون والأركان غفرانك الهم من زلة السان، غفرانك الهم لعبدك الذي لولاك ما تكون ولا كان.
ليس من الغريب أن تجد بعض الشعوب تعيش الحرمان، لكن الغريب أن تجد بعض الشعوب تسعى الى الحرمان، وأن من أغرب الغرائب في هذا الزمان، أن من تحبهم يقابلونك بالنكران، لنا الله يا وطن دون كل الأوطان، أنزل الله سبحانه وتعالى لنا القرأن وقد سماه أيضا بالفرقان، يفرق بين الحق والباطل لمن هو حيران، لكن جبابرة الطغيان ساقوا لنا علماء الاديان، فحرفوا الدين الى أديان، وهام المتقين في الوديان، ومن عارض قولهم الرنان قالوا عنه مرتد و لا غرابه أن يدان، فالوزن عندهم بلا ميزان، مقيت هذا الوطن الخسران لم يكتفي بظلم واحد بل طلب ظلمان، ظلم الفتاوى وظلم سيد الطغيان، إن من أكثر الأمور إيلاما أن تطلب الأمن والأمان، ولن تجد الا الإثم والعدوان، وأن تتنازل ولست رغبان وتأخذ ولست قنعان، فما بين الحق والباطل شتان شتان ... الصبر يا أرض غادرها الإيمان.. فكما خلق الخالق الإخوان.. خلق شباب الميدان.